رئاسة ترامب الثانية وتداعيات سوق النفط على دول الخليج
مع سعي ترامب لتحقيق زيادة هائلة في إنتاج النفط والغاز الأمريكي، وعرقلة صادرات النفط الإيرانية، فإنه لن يتردد في التدخل بقوة في سوق النفط.
شاهد الملايين من الأمريكيين ثمانية أيام تاريخية بالفعل رشح فيها الحزب الجمهوري دونالد ترامب رجل الأعمال الثري والمثير للجدل والعداء والذي يفتقر إلى الخبرة السياسية، ورشح فيها الحزب الديموقراطي هيلاري كلينتون كأول امرأة يرشحها حزب كبير لمنصب الرئاسة بعد حياة سياسية طويلة مثيرة للجدل والشكوك.
ساعد معهد دول الخليج العربية في واشنطن في تسليط الضوء على أصوات الشباب الخليجي.
تبرعشاهد الملايين من الأمريكيين ثمانية أيام تاريخية بالفعل رشح فيها الحزب الجمهوري دونالد ترامب رجل الأعمال الثري والمثير للجدل والعداء والذي يفتقر إلى الخبرة السياسية، ورشح فيها الحزب الديموقراطي هيلاري كلينتون كأول امرأة يرشحها حزب كبير لمنصب الرئاسة بعد حياة سياسية طويلة مثيرة للجدل والشكوك. مساء الخميس، شهدت مدينة فيلادلفيا مرة أخرى حدثا تاريخيا عندما خاطبت هيلاري كلينتون الأمريكيين بصفتها أول أمرأة تكسر تقليدا رئاسيا أمريكيا عمره 240 سنة انتخب خلاله 44 رجلا لمنصب الرئاسة، وها نحن على عتبة احتمال انتخاب أول امرأة لقيادة الولايات المتحدة. صحيح أن خطاب كلينتون كان الحدث الرئيسي في اليوم الرابع والأخير في مؤتمر الحزب الديموقراطي، ولكن اللحظة السحرية والأكثر تأثيرا في تلك الليلة كانت لمواطن أميركي مسلم كان يقيم في دولة الامارات العربية المتحدة قبل أن يهاجر إلى الولايات المتحدة، وقبل أن يضحي نجله العسكري البالغ من العمر 27 سنة بحياته دفاعا عن رفاقه في العراق. وسوف نعود لاحقا إلى هذه اللحظة المؤثرة التي وجه فيها مواطن مسلم مفجوع بإبنه صفعة أخلاقية مدوية جلبت الدموع للكثيرين، وجهها لدونالد ترامب الذي لم يتعرض لمثلها في موسم انتخابي اتسم بالضراوة.
وطرح الجمهوريون والديموقراطيون رؤى متناقضة لما تمثله الولايات المتحدة، ولمستقبلها ومكانتها في العالم على خلفية مؤتمرين صاخبين حفلا بالخطب الرنانة، المتشائمة بامتياز، والمتفائلة دون حدود. وفعلوا ذلك بحدة وعدائية، وخاصة من قبل الجمهوريين، لم تعهدها الدورات الانتخابية الأخيرة. وبعد الاستمتاع بالطقوس التقليدية والفريدة من نوعها في العالم الديموقراطي التي تشهدها المؤتمرات الحزبية الأمريكية، وهي مزيج من التعبئة السياسية والأيديولوجية، والوعود بمستقبل افضل، والفولكلور والموسيقى والبالونات الملونة، عاد المندوبون إلى قواعدهم في الولايات الخمسين ليحضّروا لملحمة انتخابية من المتوقع أن تكون الأغرب والأشرس والأكثر سريالية في تاريخ البلاد. في الاسبوع الماضي رشحّ الجمهوريون رجل الاعمال دونالد ترامب الذي لم ينتخب في حياته الطويلة وهو البالغ من العمر 70 عاما لأي منصب سياسي ليقود حزبهم إلى البيت الأبيض. ورسم ترامب صورة داكنة للتحديات التي تواجهها البلاد في الداخل : استقطابات عنصرية، وأعمال عنف في الشوارع، وخلافات سياسية عميقة على خلفية ركود اقتصادي على حد قوله، وعالم قاتم تخطط فيه قوى الإرهاب الإسلامي المتطرف المتمثل بما يسمى “الدولة الإسلامية” داعش، والقاعدة لمهاجمة الولايات المتحدة التي لا تستطيع الاعتماد على حلفائها في هذه الحرب كما يدعي ترامب الذي أكد أنه القائد الوحيد القادر على حل مشاكل البلاد.
بعد 25 سنة في الحياة العامة حفلت بالإنجازات والنكسات والفضائح، صنعت هيلاري كلينتون بإرادتها الصلبة إلى حد بعيد التاريخ حين أصبحت أول امرأة في هذه الدولة الديموقراطية العريقة مرشحةً من قبل حزب كبير لمنصب الرئاسة الأمريكية. وعندما قبلت كلينتون مساء الخميس ترشيح حزبها لها في مؤتمره العام في مدينة فيلادلفيا، وهي محل ولادة الجمهورية الأمريكية، فإنها دشنت بذلك بداية حملة انتخابية لا نظير لها في تاريخ الولايات المتحدة، ليس فقط لأن مرشحة الحزب الديموقراطي امرأة (وترشيح كلينتون جاء بعد أقل من قرن من حصول المرأة في أمريكا على حق الإقتراع، وبعد عشرات السنين من انتخاب عدد من النساء في العالم لقيادة بلدانهم، من الهند إلى بريطانيا، ومن البرازيل إلى الأرجنتين) ولكن أيضا لأن مرشح الحزب الجمهوري ترامب هو مرشح من خارج السياق السياسي وتتسم تصرفاته بالتهور ومواقفه بتعصب قل نظيره بين السياسيين الأمريكيين في العقود الأخيرة. وسوف تشهد الأشهر الثلاثة المقبلة معركة انتخابية قاسية لن ترحم سوف تتقاطع فيها الخطوط الشخصية والسياسية والأيديولوجية، وسوف يصفها الطرفان وهما محقان بأنها تاريخية ومفصلية، وسوف يراقبها عالم قلق وخاصة حلفاء أمريكا في اوروبا والشرقين الأوسط والأقصى الذين لا يثقون بقدرة ترامب على قيادة أمريكا في هذه المرحلة الحرجة، والذين يخشون من أن يتخلى عن التزامات الولايات المتحدة السياسية والدفاعية تجاههم.
وعلى الرغم من أهمية وتاريخية المؤتمر الديموقراطي، إلاّ أن ترامب نجح – مرة أخرى- في سرقة الأضواء الاعلامية عندما قام بخطوة لامثيل لها في تاريخ السياسة الأمريكية، وذلك عندما طالب روسيا في مؤتمر صحفي عمليا بالتجسس على منافسته هيلاري كلينتون والكشف عن رسائلها الألكترونية التي محتها، لأنها كانت شخصية على حد قولها، قبل أن تسلم جهاز الاتصالات الألكترونية التي كانت تملكه في منزلها إلى وزارة الخارجية. سلوك ترامب هذا، اعتبره بعض الحقوقيين خطيرا لدرجة ربما تطلبت مقاضاته. ومع أن ترامب تعرض لانتقادات لاذعة وواسعة النطاق، من المعلقين والأكاديميين والحقوقيين، إلاّ أن عدد القيادات الجمهورية التي انتقدته كان محدودا للغاية، ربما لأن المترددين لا يريدون أن تستفيد كلينتون من هذه الانتقادات، وهذا بدوره مؤشر مقلق على عمق الخلافات السياسية في البلاد. ترامب حاول التراجع بعض الشيء في الأيام التي تلت هذا التصريح الصارخ، مدعيا أنه كان يتحدث بسخرية، ولكنه بذلك كان يستخف بعقول الأمريكيين، لأنه ردد دعوته للروس، وكرر أيضا دفاعه عن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الأمر الذي اثار التساؤلات عن علاقات ترامب ببوتين خاصة وأن بعض التقارير الصحفية كانت قد كشفت عن أن ترامب عندما وجد صعوبة في الحصول على قروض مالية من المستثمرين الأمريكيين لجأ إلى روسيا وحصل على المساعدات.
هيلاري كلينتون والوجه الاخر لأمريكا
واذا كان ترامب قد رسم عالما قاتما تعيش فيه أمريكا، وعلاقات دولية هشة وغير موثوق بها، وطرح نفسه المنقذ الوحيد للبلاد، فإن هيلاري كلينتون أبرزت الوجه الاخر لأمريكا: أمريكا الواثقة دائما وابدا بنفسها وبقدرتها على تخطي الصعاب، أمريكا الوعد والفرص والتي تجذب اليها المهاجرين وأصحاب المؤهلات من جميع انحاء العالم ليحققوا أحلامهم فيها، أمريكا المنفتحة على العالم، والتي تحترم وعودها والتزاماتها القانونية والاخلاقية تجاه اصدقائها وحلفائها، والتي يحكمها نظام سياسي مبني على دستور يحترم حقوق المواطنين دون تمييز عرقي أو ديني أو سياسي.
وقالت كلينتون في خطاب قبولها لترشيح حزبها أن البلاد تمر في مرحلة حرجة، لأن “هناك قوى تهدد بتقسيمنا، وبتفكيك أواصر الثقة والاحترام بيننا” وذلك في إشارة واضحة إلى ترامب بسبب سياساته السلبية واسلوبه الصدامي. وأضافت كلينتون أن ترامب ” يريد أن يبعدنا عن العالم وعن بعضنا البعض. وهو يراهن على أن تعمينا مخاوف اليوم عن وعود المستقبل، وهو أبعد الحزب الجمهوري عن (شعار رونالد ريغان المتفائل ) “الصباح في أمريكا، إلى “منتصف الليل في أمريكا”. وتابعت في إشارة إلى العالم الداكن والمخيف الذي رسمه ترامب وغيره من القادة الجمهوريين في مؤتمرهم في الاسبوع الماضي ” هو يريدنا أن نخاف المستقبل وأن نخاف بعضنا البعض”. وفي هذا السياق ذّكرت كلينتون بكلمات الرئيس الديموقراطي الاسبق فرانكلين روزفلت الشهيرة خلال الحرب العالمية الثانية: ” الشيء الوحيد الذي يجب أن نخاف منه هو الخوف بعينه”. وسخرت كلينتون من ادعاء ترامب بأنه لوحده سوف يحل مشاكل البلاد، وقالت ” نحن نقول : سوف نحلها معا”. وأكدت “نحن نرى بوضوح ما تواجهه البلاد، ولكننا لسنا خائفين وسوف نرتقي إلى مستوى التحدي، كما كنا نفعل دائما”. واضافت في إشارة إلى عزم ترامب على بناء جدار على الحدود الأمريكية-المكسيكية ” نحن لن نبني الجدران، ولكننا سنبني اقتصادا يستطيع فيه كل من يريد وظيفة أن يحصل عليها”. وردت كلينتون على تصريحات ترامب العدائية ضد المسلمين وقوله إنه يريد منعهم من دخول البلاد، ” ولن نقاطع أي دين، وسوف نعمل مع كل الأمريكيين ومع حلفاؤنا على مكافحة الإرهاب”.
الديموقراطيون يتصرفون مثل الجمهوريين
وقارنت كلينتون بين جديتها وخبرتها في شؤون السياسة الخارجية والأمن القومي، وبين جهل ترامب وتهوره وافتقاره إلى الخبرة في هذا المجال. وفي هذا السياق تبنت كلينتون ما اعتبرته انجازات أوباما، ومن بينها الاتفاق النووي الذي تم التوصل اليه مع إيران “دون اطلاق رصاصة واحدة”. وأضافت أنها فخورة “بالوقوف إلى جانب حلفائنا في الناتو ضد أي خطر يواجهونه، بما في ذلك من روسيا” وذلك في انتقاد واضح لمواقف ترامب المشككة بجدوى الناتو، وثنائه على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وشددت على أنها ستواصل وبحزم الحرب ضد تنظيم داعش. وبعد ذلك انتقلت كلينتون لانتقاد تصريحات ومواقف ترامب من هذه التحديات بمزيج من السخرية والجدية : “دونالد ترامب يقول، وهذا كلامه : أنا أعرف عن داعش أكثر مما يعرفه الجنرالات” وتابعت على وقع ضحك الجمهور ” كلا يا دونالد، أنت لا تعرف أكثر”. وذّكرت كلينتون مستمعيها ومشاهديها بأن ترامب كان قد قال إن القوات الأمريكية المسلحة هي في حال “كارثية”، وهنا تحدثت كلينتون كما فعل العديد من المتحدثين في المؤتمر، بنبرة وطنية قوية وباعجاب كبير بالقوات العسكرية الأمريكية التي اعتبرتها كلينتون بمثابة ” كنز وطني”. وتابعت ” ونحن نعطي ثقتنا بالقائد الأعلى للقوات المسلحة (الرئيس الأمريكي) لكي يتحذ القرارات الصعبة التي تواجهها بلادنا..قرارات حول الحرب والسلام، والحياة والموت “.
وخاطبت كلينتون الجمهور قائلة “اسالوا انفسكم، هل يملك دونالد ترامب الشخصية المناسبة لكي يحتل منصب القائد العام للقوات الأمريكية المسلحة. وبعد أن قالت إن ترامب عاجز حتى عن معالجة تقلبات الحملة الرئاسية، أضافت ” وهو يفقد اعصابه حين سماع أي استفزاز. أو عندما تطرح عليه صحافية سؤالا صعبا، أو يتحداه أحد خلال مناظرة….” وتابعت “تخيلوه في المكتب البيضاوي وهو يواجه أزمة حقيقية . أي رجل يمكن أن يستفز عبر تغريدة، ليس رجلا نستطيع ان نثق به ويده على السلاح النووي.
وكان من اللافت أن المؤتمر الديموقراطي تبنى بشكل عام الطروحات الوطنية والحديث عن مفهوم “الاستثنائية الأمريكية”، والثناء على القوات المسلحة، وهي قضايا يركز عليها الجمهوريون عادة في مؤتمراتهم وطروحاتهم. ولوحظ أن المندوبين كانوا يلوحون بالأعلام الأمريكية الصغيرة، وهم يستمعون إلى العديد من الخطب، وخاصة في الليلة الرابعة والأخيرة عندما خاطبهم الجنرال المتقاعد جون ألين القائد السابق للقوات الأمريكية في افغانستان والذي قال إن ترامب غير مؤهل لقيادة الولايات المتحدة وأنه سيزجها ” في مكان مظلم تعم فيه الانقسامات والخوف”. وكان من اللافت أن الرئيس أوباما وهيلاري كلينتون اقتبسا من كلمات الرئيس الأسبق رونالد ريغان الذي يعتبر الأيقونة السياسية للحزب الجمهوري ليهاجما ترامب ولينتقدا المؤتمر الجمهوري الذي وصفه الرئيس أوباما بأنه لم يكن جمهوريا أو محافظا. واعتبر ذلك مؤشرا يجب أن يقلق الجمهوريين لأن ترامب بالفعل من أبعدهم كما قالت كلينتون عن بعض مسلماتهم السياسية والأيديولوجية.
كلينتون الشخصية العامة والمجهولة
قدمت كلينتون نفسها على أنها ستكون رئيسة جدية قادرة ومؤهلة للدفاع عن الشعب الأمريكي بجميع أطيافه الاثنية والدينية، وتوحيد المجتمع الأمريكي في صراعه ضد إرهاب الإسلاميين المتطرفين في الخارج، وأعمال العنف في الداخل، وتوفير فرص العمل للأمريكيين ودعم الطبقة الوسطى. ومع أن الخطاب لم يتضمن أي فقرات بليغة أو استعارات أو صور شعرية ملهمة ، مثل تلك التي كان يتوقعها الأمريكيون في السابق من رؤساء مثل جون كينيدي، ورونالد ريغان أو اليوم من باراك أوباما، إلاّ أنه كان خطابا متماسكا وجيدا وألقته بمهارة فائقة، حيث كانت تتوقف للحظات بعد الفقرات الهامة أو تلك المصممة لإضحاك المندوبين، لإعطائهم الوقت الكافي للهتاف. وتطرق الخطاب بوضوح إلى التحديات التي تواجهها البلاد، وإلى الحلول التي ستعتمدها كلينتون في حال انتخابها. وجاء الخطاب في نهاية أربعة أيام لمؤتمر تميز –باستثناء الساعات الأولى فيه- بتنظيمه الجيد وبرنامجه الشيق، بعكس مؤتمر الحزب الجمهوري في الاسبوع الماضي، والذي كان قاتما بمضمونه ولم يكن منظما بدقة. وفي الأيام الثلاثة التي سبقت خطاب كلينتون مهد كبار المسؤولين في الحزب الديموقراطي للحظة التاريخية التي خاطبت فيها هيلاري كلينتون الشعب الأمريكي كمرشحة رسمية للحزب الديموقراطي، وحاول الخطباء البارزين ومن بينهم الرئيس اوباما، و السيدة الأولى ميشيل أوباما، ونائب الرئيس جو بايدن والرئيس الأسبق بيل كلينتون، وتشيلسي كلينتون الإبنة الوحيدة لهيلاري وبيل كلينتون، حاولوا “أنسنة” هيلاري كلينتون وأبرزوا في خطبهم النواحي الشخصية والخاصة في حياتها، وما هي أحلامها وكيف صقلت شخصيتها كطفلة وكشابة وكامرأة وزوجة.
وكان من الواضح أن كلينتون تدرك أنها تلقي أهم خطاب في حياتها السياسية، وأن عليها أن تحقق أكثر من هدف في خطاب يراقبه الملايين من الأمريكيين الذين لم تستحوذ المعركة الانتخابية بعد على اهتمامهم الجدي. وحاولت كلينتون من خلال دفاعها عن بعض المقترحات “التقدمية” التي طرحها منافسها الديموقراطي بيرني ساندرز، مثل رفع الحد الأدنى للرواتب وتسهيل التحصيل الجامعي، توحيد أجنحة الحزب، وأيضا دحض طروحات ترامب والتركيز على أنه غير مؤهل بطبعه أو بخبرته لأن يكون رئيسا للولايات المتحدة. ولكن الهدف الأبرز وربما الأصعب، هو اقناع حوالي ثلثي الناخبين الذين لا يثقون بها، لكي ينظروا اليها مرة ثانية وبعيون وقلوب وعقول مفتوحة. ويتبين من استطلاع للرأي لصحيفة نيويورك تايمز وشبكة التلفزيون سي بي أس أن 67 بالمئة من جميع الناخبين، و74 بالمئة من الناخبين المستقلين لا يثقون بكلينتون.
واعترفت كلينتون بأنها تواجه مشكلة في هذا المجال حين قالت ” أنا ادرك أن البعض لا يعرفون من أكون”. وكان من الغريب بالفعل أنه بعد ربع قرن من الحياة العامة، وجدت كلينتون نفسها مضطرة لأن تعرّف الأمريكيين عن نفسها، حين تحدثت عن عائلتها وعن جدها الذي عمل في المصنع ذاته ل 50 سنة، ووالدها الذي التحق بالبحرية الأمريكية بعد الهجوم الياباني ضد “بيرل هاربر” في بداية الحرب العالمية الثانية، وكيف انشأ مصنعا صغيرا وكان يعمل بجهد كبير لتعليم أولاده، وأشارت إلى أن والدتها وجدا نفسها وحيدة عندما كان عمرها 14 سنة عندما تخلى أهلها عنها… ويرى العديد من المحللين أن هذه الشكوك هي بمثابة “كعب أخيل” هيلاري كلينتون. وهذه الشكوك العامة بنزاهتها وصدقيتها برزت بشكل نافر خلال الحملة الانتخابية لأنها استخدمت جهاز بريد ألكتروني خاص وضعته في منزلها خارج اشراف وزارة الخارجية عندما شغلت هذا المنصب خلال ولاية الرئيس أوباما الأولى.
أعنف صفعة يتلقاها ترامب
تعرض دونالد ترامب إلى انتقادات كثيرة ولاذعة خلال مؤتمر الحزب الديموقراطي وبعضها كان موجعا، ولكن لم ينجح أحد بضربه في الصميم كما نجح مواطن مسلم غير معروف اسمه خازير خان، قتل نجله الكابتن هومايون في العراق قبل عقد من الزمن وهو يحاول انقاذ رفاقه. وكان خان يقيم في دولة الامارات العربية المتحدة قبل أن يهاجر إلى الولايات المتحدة ويحصل على الجنسية الأمريكية. وكانت المرشحة هيلاري كلينتون قد وصفت هومايون خان بأنه يمثل “أفضل ما في أمريكا”. وقف خان وزوجته المحجبة إلى جانبه على خشبة المسرح وتحدث بصوت صارم وحزين وبكلمات قليلة تحدى فيها تعصب ترامب وعدائه للمسلمين . تسمرت العيون عليه وخيم الصمت على القاعة الكبيرة لأن الجميع أدرك أنها اللحظة الجوهرية في تلك الليلة، حين قال خان :”دونالد ترامب أنت تطلب من الأمريكيين أن يضعوا مستقبلهم بيدك، دعني اسألك هل قرأت دستور الولايات المتحدة؟” وبعدها مد يده إلى داخل سترته وسحب نسخة من الدستور قائلا ” أنا مستعد بكل سرور لأن اعيرك نسختي.. أنظر إلى كلمة الحرية وسلطة القانون وحمايته للجميع”. وبعد أن قال إنه لو كان ترامب في الحكم لما كان سمح له ولعائلته بالهجرة إلى أمريكا. وسأل ترامب عما اذا كان قد زار في أي وقت مقبرة ارلنغتون الوطنية لضحايا الحروب، قائلا ” انظر إلى قبور الوطنيين الشجعان الذين سقطوا دفاعا عن الولايات المتحدة، وسوف ترى جميع الأديان والأجناس والإثنيات” وأنهى كلمته المقتضبة لترامب بالضربة القاضية : ” أنت لم تضحِ بأي شيء أو من اجل أي شخص”. عيون كثيرة في القاعة وخارجها كانت مغرورقة بالدموع. هذا هو الوجه الآخر والحقيقي لأمريكا.
هو باحث غير مقيم في معهد دول الخليج العربية في واشنطن، وكاتب عمود ومحلل سياسي.
مع سعي ترامب لتحقيق زيادة هائلة في إنتاج النفط والغاز الأمريكي، وعرقلة صادرات النفط الإيرانية، فإنه لن يتردد في التدخل بقوة في سوق النفط.
بدأت قوة مدعومة من تركيا في سوريا هجوماً على مدينة كوباني، ذات الأغلبية الكردية، وحذر القادة الأكراد من أن ذلك قد يؤدي إلى تطهير عرقي، ويقوض المعركة ضد تنظيم داعش في شمال شرق سوريا.
ستشكل استضافة كأس العالم فرصة عظيمة للسعودية في دعم الإصلاحات المرتبطة برؤية2030 . وفي حين أن الاستعدادات للبطولة ستكون مكلفة، إلا أنها ستعزز النمو الاقتصادي، ومن شأنها أن تدفع نحو المزيد من التغيير الاجتماعي.
من خلال تفحصها الدقيق للقوى التي تعمل على تشكيل المجتمعات الخليجية والأجيال الجديدة من القادة الناشئين، يعمل معهد دول الخليج العربية في واشنطن على تسهيل حصول فهم أعمق للدور المتوقع أن تلعبه دول هذه المنطقة الجيوستراتيجية في القرن الحادي والعشرين.
تعرف على المزيد