أي أميركا بعد الانتخابات؟
لا يوجد هناك أي قاسم مشترك بين صورة بايدن المشرقة والمتفائلة للولايات المتحدة، وصورة ترامب القاتمة والمتشائمة للوطن ذاته.
باحث غير مقيم
هشام ملحم هو باحث غير مقيم في معهد دول الخليج العربية في واشنطن. قام بإجراء لقاءات تلفزيونية مع شخصيات عامة عالمية وأمريكية، مثل الرئيس الأمريكي باراك أوباما وجورج دبليو بوش، ووزيرة الخارجية هيلاري كلينتون ووزير الخارجية جون كيري ووزير الدفاع روبرتس جيتس، ورئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة الأدميرال مايك مولين، وغيرهم. ويعمل أيضا كمراسل لصحيفة النهار اللبنانية، وهى جريدة لبنانية رائدة. وقام بتقديم برنامج “عبر المحيط” عبر قناة العربية، أسبوعياً ولمدة أربع سنوات لمناقشة العلاقات الأمريكية-العربية.
لا يوجد هناك أي قاسم مشترك بين صورة بايدن المشرقة والمتفائلة للولايات المتحدة، وصورة ترامب القاتمة والمتشائمة للوطن ذاته.
روسيا بعد سنتين من القتال لا تزال غير قادرة على هزيمة أوكرانيا. روسيا التي أرادت إضعاف وتفكيك حلف الناتو، ساهمت بحربها الكارثية في تعزيز روابط الحلف.
الهاجس الراهن للأوساط السياسية والإعلامية بالسن المتقدم لبايدن وترامب مؤشر محرج لما يمكن تسميته بؤس العملية الانتخابية الأميركية.
التحدي الذي ستواجهه الولايات المتحدة هو كيفية الموازنة بين ضربات عسكرية قوية تعيد للولايات المتحدة قوة الردع التي فقدتها، ولكن دون الانزلاق إلى حرب مع إيران.
استمرار الحرب الإسرائيلية المدمرة ضد قطاع غزة، سوف يعني مضاعفة فرص احتمال تورط الولايات المتحدة أكثر فأكثر في نزاع عسكري آخر في الشرق الأوسط.
يوضح تاريخ الانتخابات الرئاسية أن القضايا الخارجية تخدم مصلحة الرئيس الذي يسعى إلى تجديد ولايته، ولكن الشعبية المتدنية للرئيس بايدن تُظهر أن هذه الانماط التاريخية لا تنطبق عليه.
وضعت الحرب الرئيس بايدن في موقع حرج، حيث بدت مواقفه وقراراته متناقضة، وتُظهر إما تردده في مواجهة نتنياهو أو عدم جديته.
سوف يؤدي تطبيق ترامب لشعار "أميركا أولًا" إلى تحول الولايات المتحدة إلى قلعة معزولة وراء محيطين كبيرين.
اليوم التالي بعد صمت المدافع، هو يوم نكبة جديدة، ومرثية جديد لغزة.
جميع الظواهر والمضاعفات السلبية للحرب من الشرق الأوسط إلى الولايات المتحدة مرشحة للتفاقم أكثر إذا استمر القتال لوقت أطول، أو إذا أدى إلى تهجير الفلسطينيين من غزة أو الضفة الغربية.