ملخص تنفيذي
يُعتبر الجندر أحد أبرز العوامل المؤثرة على صحة المرأة، إذ إنّ الأعراف الجندرية لا تؤثر على علاقات القوة بين الرجل والمرأة ضمن الأسرة الواحدة فحسب، بل أيضًا على القوانين والسياسات ومؤسسات الدولة التي ترسم معالم توفير الرعاية الصحية للمرأة. فتتسم الأنظمة الصحية القائمة على أساس الجندر بمعاملةٍ تمييزية تجاه المرأة، سواء كانت تستفيد من الخدمات الصحية أو تقدّمها، وذلك بناءً على تبريراتٍ ثقافية أو دينية. ويتناول هذا البحث تأثير الأعراف الجندرية على حصول المرأة على الرعاية الصحية في المملكة العربية السعودية، فضلًا عن جودتها ومخرجاتها، بحسب نصوص القوانين وأنظمة الرعاية الصحية ومؤشرات انتقائية عن صحة المرأة.
ويتطرق البحث إلى أثر الثقافة الصحية الخاطئة والتدابير الصحية الوقائية غير المناسبة على الرعاية بصحة المرأة الإنجابية والجنسية وبالصحة النفسية. ويربط البحث أيضًا بين القيود المفروضة على استقلالية المرأة وحرية تنقلها بصحة المرأة في إطار حصولها على الرعاية الصحية وخدمات الطوارئ، إضافةً إلى حمايتها من العنف الأسري وقدرتها على تحمل تكلفة الخدمات غير المتوافرة للعموم. ويتناول البحث تأثير المعايير الدينية على سلوك المرأة الساعية للحصول على الرعاية الصحية ومعتقداتها ومواقفها، لا سيما في ما يخص استخدام الطب البديل وتشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية. ويناقش أيضًا العوائق التي تحول دون استفادتها من هذه الخدمات الصحية بسبب الأنظمة التي تعزز الفصل بين الجنسين، فضلًا عن الأخطاء الطبية التي تتعرض لها المرأة. وينظر البحث في تأثير المعايير الجندرية على السيدات العاملات في مجال الرعاية الصحية من خلال دراسة تجارب وفرص هؤلاء السيدات في مناصب قيادية في النظام الصحي.
علاوةً على ذلك، يسلط هذا البحث الضوء على مؤشرات مختارة على معدلات الوفيات والاعتلال لدى النساء في السعودية كوسيلةٍ لدراسة مخرجات النظام الصحي لجهة تلبية حاجات المرأة الصحية. وعلى وجه الخصوص، يجري مراجعةً لصحة المرأة الجنسية والإنجابية والأمراض غير المعدية والصحة العقلية والرعاية الصحية للمسنين، إضافةً إلى العنف ضد المرأة. ويكشف البحث عن ثغراتٍ مهمة في الإرشاد والتثقيف في المجال الصحي والرعاية الصحية الجنسية والإنجابية وخدمات الطوارئ والتثقيف والدعم الجسدي والغذائي، فضلًا عن الكشف المنتظم عن سرطان الثدي وتوفير خدمة فحص الصحة النفسية. أخيرًا، يقدّم البحث توصيات إلى واضعي خطط السياسة الصحية في المملكة العربية السعودية من أجل تقليص تأثير المعايير الجندرية السلبي على صحة المرأة.
التوصيات المتعلقة بالسياسات
• الحرص على تطبيق تأمين الرعاية الصحية للمرأة من دون إذن ولي أمر وفقًا للمادة 18 من الأنظمة التنفيذية لقانون الممارسين الصحيين.
• توفير الرعاية للمرضى من النساء استنادًا إلى كفاءة مقدّم الرعاية الصحية وليس إلى ضرورة أن يكون من الجنس نفسه. ومن الضروري تعديل المادة 3 (أ) من “دليل الممارسين الطبيين” على هذا الأساس.
• توفير فرص متساوية للنساء العاملات في قطاع الرعاية الصحية على صعيد التعليم والتدريب والتطوير المهني لجعلهن قادرات على المنافسة على مراكز قيادية.
• تعزيز فرص حصول النساء على الرعاية الصحية من خلال تأنيث الرعاية المنزلية وخدمات الطوارئ وتعزيز الرعاية المنزلية للمسنين بغية تفادي القيود الثقافية أو القانونية المرتبطة بحرية التنقل والفصل بين الجنسين.
• اعتماد مقاربة على مسار الحياة للتخطيط للخدمات الصحية المقدمة إلى المرأة في مجال الطب النسائي والتوليد والطب الوقائي والإرشاد والتثقيف في المجال الصحي.
• إجراء بحث ذي صلة حول النساء لملء الفجوات المعرفية الحالية حول الاضطرابات النفسية والإدمان على العقاقير وتشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية وحصول النساء المتقدمات في السن والمعوقات على الرعاية الصحية.
• تنسيق البرامج بين مختلف القطاعات للتصدي للمشاكل الصحية لدى النساء.
اقرأ البحث كاملًا