على الرغم من التحديات التي لا تزال تواجه إنتاج البودكاست، فإن حماسة الخليجيين لنشر هذه الثقافة يُشجع على التعاون والإنضمام لصناعة البودكاست في جميع أنحاء المنطقة العربية.
يتنامى إنتاج البودكاست في منطقة الخليج ليتحول من مجال الترفيه الذاتي إلى شكل من أشكال التواصل الإبداعي. وبالنظر إلى الوراء حيث بدايات إنتاج البودكاست في سلطنة عُمان والكويت والإمارات العربية المتحدة، تتكشّف خصائص التدوين الصوتي في كل من هذه البلدان وتطورها منذ بدايتها في أوائل العقد الأول من الألفية الثالثة. على الرغم من التحديات التي لا تزال تواجه إنتاج البودكاست، فإن حماسة الخليجيين لنشر هذه الثقافة يُشجع على التعاون والإنضمام لصناعة البودكاست في جميع أنحاء المنطقة العربية.
تجربة الكويت المبكرة مع البودكاست العِلمي
عندما يُطلب من منتجي البودكاست الخليجيين تذكُر أول بودكاست عربي تم إنتاجه في منطقة الخليج، فإن العديد منهم يذكرون بودكاست “Sciware” الذي أنشأه محمد قاسم في عام 2009، وهو بروفيسور كويتي متقاعد. “في ذلك الوقت كان هناك عدد قليل من برامج البودكاست العربية، وكان برنامجي هو البرنامج العلمي الوحيد. وهو أحد برامج البودكاست القليلة التي ظلت نشطة منذ ذلك الحين”، يقول محمد. كانت صناعة البودكاست الإنگليزية منتشرة في الغرب وكان محمد على دراية بتلك الثقافة ولكنه كان مترددًا في إنشاء برنامج باللغة العربية، “ثم وجدت بودكاست عربي واحد لم يصدر إلا حلقتين فقط. في تلك اللحظة، قررت أن أنشئ بودكاست باللغة العربية. كان من الصعب للغاية في ذلك الوقت جذب المستمعين”.
كان للبودكاست بدايات متواضعة: “لقد اشتريت أول ميكروفون لدي وبدأت في الإعلان عن برنامجي عبر منتديات الإنترنت التي كانت شائعة بشكل كبير في منطقة الخليج قبل وسائل التواصل الاجتماعي. أُنتج البودكاست وأُدير الموقع بنفسي. برنامجي في معظمه سرد ذاتي، وفي بعض الأحيان أقوم باستضافة ضيوف ذوي خبرة في مواضيع علمية معينة”. تقاعد محمد قبل بضعة أشهر لتكريس كل وقته لإنتاج البودكاست. يقول : “اتصل بي العديد من المدونين الصوتيين في الخليج لطلب المشورة بشأن التسجيل ومعدات الإنتاج”.
لا يزال بودكاست “Sciware” يحظى بشعبية كبيرة. “معظم جمهور البرنامج من المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة ربما بسبب ارتفاع عدد السعوديين المبتعثين في الولايات المتحدة. على الرغم من أنني أستهدف الأعمار التي تبدأ من سن 16 عامًا، إلا أنني وجدت أن معظم مستمعي برنامجي هم طلاب جامعيون وطلاب دراسات عليا. أتلقى رسائل بريد إلكتروني من الطلاب تخبرني أنهم حولوا تخصصاتهم إلى المجالات العلمية تأثراً بـ “Sciware”.
بعد تمويل عرضه من ماله الشخصي لما يقرب من 10 سنوات، قرر محمد أن يطلب من الجمهور دعم برنامجه من خلال التبرع عبر الإنترنت. “أتاحت لي هذه المساهمات العمل مع شركة إنتاج في المملكة العربية السعودية لتطوير جودة الصوت في برنامجي. أخطط كذلك لتوسيع مشروعي وتوظيف فريق لتشغيله معي”. ومع ذلك، يقول محمد، فإن دعم المشاريع عبر الإنترنت لا يزال فكرة غريبة على المجتمعات الخليجية والعربية. “عندما طلبت مرة عبر تويتر الدعم لأحد المنصات الإلكترونية، تلقيت العديد من التعليقات التي تقول أنه من الأكثر فائدة بناء مسجد أو إطعام الفقراء بدلاً من ذلك. هذه كلها أسباب تستحق التبرع بكل تأكيد، ولكنني أعتقد أنه على مجتمعاتنا أن تعيَ أهمية دعم التجارب أو المنصات العلمية على الإنترنت مالياً”.
يعقوب الحسيني هو مقدم لبودكاست “Lucky Generation Gamers“، وهو أول بودكاست متخصص في الألعاب الإلكترونية في الكويت. “لقد حالفنا الحظ أنا وأصدقائي في مشاهدة تطور صناعة ألعاب الفيديو منذ أن كنا صغاراً. لهذا السبب نصف أنفسنا بالجيل المحظوظ”. في عام 2009، قرر كل من عبدالله بوشهري وحمد الحميدة، مؤسسا البرنامج، تسجيل مناقشاتهم حول ألعاب الفيديو في ديوانيتهم وتحميلها على واحدة من مواقع استضافة الملفات الصوتية على الإنترنت. لكن هذه المواقع حدّت من حجم ملفات الصوت وعدد مرات الاستماع. “بحثنا عن بديل أفضل واكتشفنا البودكاست. وبعد عام، أطلقنا برنامجنا كبودكاست”، يقول يعقوب.
لا يزال الفريق يسجل من الديوانية الخاصة بهم ويقوم بتمويل البرنامج بنفسه. “تقلل هذه التحديات من جودة الإنتاج. حاولنا الوصول إلى شركات ألعاب الفيديو والتكنولوجيا المحلية لتمويل برنامجنا، ولكن كان من الصعب إقناعهم بإمكانيات سوق البودكاست”. يقول يعقوب ضاحكاً: “مجتمعنا يتأثر إلى حد كبير بالوسائط الاجتماعية وإذا لم تتعاون مع أحد مؤثري وسائل التواصل الاجتماعي للإعلان عن فكرتك، فستواجه وقتًا عصيبًا”.
يصف فريق “Lucky Generation Gamers” أنفسهم على الموقع الخاص بهم بأنهم محترفون. “نحن على دراية كبيرة بصناعة ألعاب الفيديو ونُنتج مدونات صوتية منذ تسع سنوات. كما أننا أنشأنا موضوعات جديدة للبودكاست مثل الموسيقى التصويرية لألعاب الفيديو. نحاول دائمًا تطوير إنتاجنا”.
طلب على البودكاست الإنگليزية في الإمارات العربية المتحدة
سعيد الشامسي هو منتج محتوى بودكاست إماراتي وأنشأ بودكاست “Root Quest”، وهو برنامج حواري يستضيف إعلاميين ومطوري ألعاب الفيديو. يقول سعيد: “اعتدت على الاستماع إلى البودكاست السعودي للألعاب مثل “Saudi Gamer” و “NG4A”. لدينا فريق عمل كبير ما يقرب من 15 عضوًا من مختلف أنحاء الإمارات ودول مختلفة مثل المملكة العربية السعودية والكويت. لدينا أيضًا موقع على شبكة الإنترنت وقناة على موقع يوتيوب، ولكن لا تزال شعبية “Root Quest” مستمدة بالدرجة الأكبر من البودكاست الخاص به”. قام سعيد أيضًا بإصدار بودكاست آخر بعنوان Off Quest”“ يناقش فيه مواضيع بخلاف ألعاب الفيديو. ويُعتبر “Root Quest” أقدم بودكاست إماراتي نشط.
في الإمارات، معظم تطبيقات مكالمات الإنترنت مثل Skype أو WhatsApp محظورة، مما يجعل من الصعب التواصل عبر الإنترنت. يستخدم العديد من الإماراتيين شبكة خاصة افتراضية، أو VPN، كوسيلة لاستخدام المواقع والتطبيقات المحظورة. وهذا يخلق تحدياً كبيراً لمصنعي المحتوى. “نحن نسجل من أي مكان، ولكن يتعين علينا استخدام VPN حتى نتمكن من التواصل مع بعضنا البعض لأن فريقنا منتشر في جميع أنحاء الإمارات وباقي دول الخليج”، وفقًا لسعيد. نظرًا لهذه الصعوبات التقنية، لم يتمكن بعض المقدمين والضيوف من المشاركة في برنامجه، و تم إلغاء بعض الحلقات بسبب ضعف اتصال VPN. “قام مركز شباب الشارقة مؤخرًا بتزويد فريق “Root Quest” بغرفة لتسجيل البرنامج، مما سهل علينا التجمع والعمل في مكان واحد”.
وأضاف سعيد: “بعد خمس سنوات، شعرت بالاكتئاب بسبب انخفاض عدد المستمعين وفكرت في إنهاء البودكاست. ولكن في عام 2018 لاحظت أن عدد مستمعي “Root Quest” قد زاد وأن الكثيرين صاروا يميزون صوتي، خاصة في السعودية. لذلك قررت الاستمرار”.
العديد من برامج البودكاست في الإمارات تُقدّم باللغة الإنگليزية مثل “You There Speak” وهو عبارة عن بودكاست إنگليزي بدأه عبدالله السويدي في عام 2010. “لقد استمعت إلى البودكاست الإنگليزية الغربية منذ عام 2007، وعندما بدأت وسائل التواصل الاجتماعي في الانتشار في المنطقة العربية حوالي عام 2009، استخدمها الكثيرون كوسيلة للتعبير عن الرأي. لذلك سألت أصدقائي، ‘لماذا لا نسجل مناقشاتنا وننشرها في بودكاست؟‘ وهكذا بدأنا البرنامج”، يصف عبدالله. “في الحلقة الأولى، اجتمعنا في مطعم إماراتي صغير وبدأنا التسجيل. اخترنا اللغة الإنگليزية لأننا كنا نستهدف الجمهور الغربي. أردناهم أن يفهموا الثقافة والشعب الإماراتي وهمومهم وأحلامهم. كان البرنامج عبارة عن سِجِل ثقافي”. بعد إطلاق حوالي 30 حلقة، اضطر عبدالله إلى إنهاء البودكاست لإنشغاله بالدراسة والعمل.
في دبي على وجه الخصوص، عدد المغتربون أكثر من المواطنين الإماراتيين. “دبي مدينة اقتصادية إلى حد كبير ويعيش فيها العديد من المغتربين ومعظمهم من المتحدثين باللغة الإنگليزية. من الطبيعي أن ينعكس هذا على إنتاج البودكاست الصادر من الإمارات”، بحسب تركي البلوشي، وهو صحفي عماني ومنشئ بودكاست “السكة”.
هبة فيشر هي أمريكية مصرية نشأت في الخليج. بدأت مع آخرين بودكاست “Kerning Cultures” في دبي في عام 2015 وهو وثائقيات صوتية من الشرق الأوسط. ستقوم هبة قريباً وفريقها بتحويل “Kerning Cultures” إلى شبكة بودكاست عربية وإنگليزية. “عرضنا الرئيسي سردي، وهو أمر نادر في المنطقة، قد يستغرق إعداد الحلقة الواحدة مدة تصل إلى ثلاثة أشهر من الإنتاج تشمل مقابلات متعددة، ورواية المقدم، وتصميم الصوت، والموسيقى. الأمر أشبه ما يكون بفيلم في أذنيك”. البودكاست يقدّم في غالبيته باللغة الإنگليزية، بالنظر إلى الطريقة التي تعمل بها دولة الإمارات. “دبي هي المكان الذي تُنتج فيه الكثير من برامج البودكاست في المنطقة العربية. العديد من الأجانب يعيشون فيها وكل شيء باللغة الإنگليزية كالمؤتمرات والإنتاج الإعلامي أيضًا، بينما في المملكة العربية السعودية الإنتاج في غالبه باللغة العربية. هناك نقص في صناعة المحتوى الأصيل بشكل عام وتحديداً العربي منه. لذلك هناك ظمأ للمحتوى العربي الجيد. وهذا هو مجال التركيز بالنسبة لنا في ‘Kerning Cultures’. بعض عروضنا القادمة ستكون باللغة العربية “. وتضيف: ” أكبر عدد استماعات لبرنامجنا يأتي من الولايات المتحدة. هؤلاء في الغالب هم مجموعات الشتات. وتأتي الإمارات في المرتبة الثانية حيث مركز إنتاج محتوانا”.
هبة هي صانعة محتوى متفرغة تعمل بين الولايات المتحدة والإمارات. فريقها المؤلف من أليكس أتاك، ودانة بلوط، وبِلة إبراهيم منتشرون في جميع أنحاء العالم. “كنا فريقًا من المتطوعين حتى العام الماضي عندما ذهبنا إلى Matter، وهي محفزة مشاريع إعلامية في سان فرانسيسكو حيث حصلنا على استثمارنا الخارجي الأول. قمنا بتمويل شركة البودكاست عن طريق بيع الإعلانات في حلقاتنا ونرخص أيضًا حلقاتنا لبرامج البودكاست الأخرى والمحطات الإذاعية على الصعيد الدولي. لدينا أيضًا برنامج عضوية حيث يمكن للمستمعين تقديم الدعم المالي لنا. من العوامل الأخرى التي تدر علينا بالإيرادات هي إعادة تقديم العلامات التجارية للشركات ومنافذ البيع”. وأضافت هبة: “تنمو الكثير من برامج البودكاست في الولايات المتحدة لأنها تبث محتواها على محطات الراديو. أما في الدول العربية لا توجد مثل هذه العلاقة. سيساعد هذا النوع من التعاون بشكل كبير على زيادة حجم جمهور البودكاست. أعتقد أنها مجرد مسألة وقت حتى تنشأ المزيد من العروض ذات الجودة”.
وفقا لهبة، فعندما بدأت بصناعة المحتوى كان هناك مايتراوح بين 10 إلى 15 بودكاست نشط في الإمارات. “الآن انتقلت بعض وسائل الإعلام إلى هذا الفضاء مثل ذا ناشونال، وگلف نيوز، وخليج تايمز. بعض المحطات الإذاعية أيضاً لديها إصدارات بودكاست من برامجها مثل ‘نبض 95’”.
نشأة سوق صغير في عُمان
سالم بشير هو مذيع سابق في إذاعة سلطنة عُمان، وشريك مؤسس لبودكاست “قفير“. يقول سالم: “اكتشفت البودكاست بعد أن استمعت إلى البودكاست السعودي ‘فنجان‘ في عام 2015. طلبت من صديقي سامي أولاد ثاني استضافة بودكاست معي وبدأنا ‘قفير‘ في عام 2017” عندما، بحسب قوله، لم يكن هناك سوى برنامجي بودكاست تُنتج في عُمان. الأول كان علمياً والثاني عن الألعاب الإلكترونية. ويضيف: “كلمة قفير هي كلمة عربية فصيحة تعني السلة المصنوعة من سعف النخل كان يستخدمها العُمانيون في الغالب في نقل الفواكه”. البودكاست حواري يستضيف ضيفًا جديدًا في كل حلقة للحديث عن تجاربهم الحياتية الملهمة.
أنشأ تركي البلوشي أول صحيفة عُمانية إلكترونية وقدم برامجاً في الإذاعة في عُمان. ثم أنشأ بودكاست “السكة” في عام 2018. “يقضي الكثيرون ساعات طويلة في قيادة السيارة للتنقل من وإلى العمل ويحتاجون إلى ما يستمعون إليه لتمضية الوقت في الطريق. لهذا السبب أسميت البودكاست ‘السكة‘”. ويضيف تركي: “أردت إنشاء بودكاست يستضيف خبراء ومختصون وذوو تجارب لخلق مناقشات معمقة حول مواضيع عامة مثل قضايا المرأة، والاقتصاد ،والسياسة. أي المواضيع التي لا تُناقش عادة في وسائل الإعلام التقليدية. أردت أن يصبح البرنامج بديلاً للقنوات الإذاعية التي تناقش الأخبار اليومية بشكل سطحي إلى حد كبير”. ويقول: “لدينا مستمعون من جميع دول الخليج. وهذا مؤشر على اهتمام الخليجيين بمعرفة المزيد عن الدول الخليجية المجاورة لهم”.
ووفقًا لسالم بشير: “أحد الأسباب الرئيسية لاختيار البودكاست كوسيلة تواصل هو أنه لا توجد معايير لإنشاء المحتوى، إذ يمكن لأي شخص صناعة المحتوى الذي يريد بغض النظر عن جودته. لكنني أعتقد أننا كمصنعي محتوى يتوجب علينا أن نرفع من جودة صناعة البودكاست سواء من حيث إنتاج الصوت أو المحتوى ذاته. التحدي الآخر هو الوصول إلى جمهور أوسع. هذا أمر صعب حتى بالنسبة لمصتعي المحتوى في السعودية، وبالتالي من الممكن تخيل مدى صعوبة الأمر بالنسبة لنا في عُمان حيث أن استهلاك الوسائط الاجتماعية أقل منه في المملكة”.
لا تزال السعودية صاحبة الريادة في إنتاج البودكاست مقارنة ببقية دول الخليج. يقول سالم “يشجع الاستهلاك المرتفع الكثيرون في المملكة على الانضمام إلى هذا الوسيط وإنتاج المزيد من المحتوى. عرض البودكاست السعودي ‘محتوايز’ علينا فكرة أن يروج كل منا لبرنامج الآخر. بعد هذا التعاون، لاحظنا زيادة في عدد مستمعينا من المملكة العربية السعودية”. ووفقًا لتركي البلوشي: ”هناك العديد من الاعتبارات التي تحكم إنتاج البودكاست في أي بلد، بما في ذلك عدد السكان والتنوع الإجتماعي. إجمالي عدد السكان في سلطنة عُمان وبقية دول الخليج أقل من المملكة العربية السعودية وهذا الإختلاف سوف ينعكس بالضرورة في أعداد البودكاست المنتَجة، وتنوع الموضوعات، وحتى فرص الإعلانات أو الاستثمار في هذه البرامج”.
بيئة آخذة في التطور
تحاول “Kerning Cultures” تطوير بيئة لمصنعي المحتوى بالتعاون مع بودكاست “مستدفر” ومنصة “بودكاست بالعربي”، وكلاهما في السعودية. وقام ثلاثتهم بتنظيم استضافة منتدى الشرق الأوسط للبودكاست، وهو أول تجمع رسمي لصُناع المحتوى في دبي في عام 2018. موقع المنتدى يُنتج نشرة إخبارية شهرية وفقًا لهبة فيشر. “سجل حوالي 200 شخص من مختلف الدول العربية في هذا المنتدى وكانت هذه الاستجابة القوية مفاجئة لأننا بدأنا في التخطيط للحدث قبل ثلاثة أسابيع فقط من بدايته، مما يعكس حالة الظمأ لمثل هذا النوع من الملتقيات”.
وتوجد بيئة ناشئة أخرى بين مصنعي بودكاست الألعاب الإلكترونية. بحسب سعيد الشامسي: “تتعاون معظم برامج بودكاست الألعاب الإلكترونية مع بعضها البعض لتتطور سويةً. في بعض الأحيان، نستضيف بعضنا البعض في برامجنا لإنشاء حلقات أكثر تشويقاً ولتوسيع جمهور بعضنا البعض”. كذلك ينظم الموقع الإلكتروني “True Gaming” السعودي الحدث السنوي Middle East Games Con. ومثال آخر على هذا التعاون يتمثل في جوائز الألعاب الإلكترونية أو Electronic Gaming Awards. صاحب فكرة هذه الجائزة هو فريق “Extrava Gaming” وهم مجموعة من صُناع محتوى البودكاست واليوتيوب الكويتيين. الجائزة تُعطى للتميز التكنولوجي في صناعة الألعاب الإلكترونية، وبحسب يعقوب الحسيني، يشارك العديد من صُناع المحتوى الخليجيون والعرب في اللجنة التي تفاضل بين هذه الألعاب.
يقول سالم بشير: “نصحَنا الكثيرون بإنشاء قناة على اليوتيوب، لكننا نريد أن نركز كل جهودنا على البودكاست حيث نعتقد أن هذا هو مستقبل الإعلام. نريد تثقيف الناس عن صناعة البودكاست وأن نشجعهم على الانضمام إليه”.
وتقول هبة فيشر: “نعتقد اعتقادا راسخا أن سوق البودكاست الإعلامية تنمو بقوة وأن الصوت هو مستقبل الإعلام. سوق البودكاست ضخمة في دول مثل الولايات المتحدة حيث يستمع 75 مليون أمريكي إلى ما معدله سبع ساعات من البودكاست أسبوعيًا. وتبلغ السوق الصينية 23 أضعاف ذلك حيث يوجد فيها 7 مليارات دولار من اشتراكات بالودكاست. في الولايات المتحدة توجد منصات بودكاست مثل Luminary، التي جمعت حوالي 93 مليون دولار لإنشاء ما يشبه Netflix بصيغة صوتية أو Gimlet Media والتي جمعت 28 مليون دولار لبناء HBO صوتي والذي تم شراؤها من قبل Spotify مقابل 230 مليون دولار. لذلك هناك الكثير من الإشارات على أن هذا هو مستقبل الإعلام، وهذا سينتقل إلى منطقة الخليج بشكل طبيعي”.
من غير المرجح أن تتمكن أرامكو من الحفاظ على سياستها الحالية في توزيع عائدات الأسهم في ظل غياب انتعاش قوي في عائدات النفط. وقد يؤدي تخفيض الأرباح الموزعة إلى آثار سلبية على الأوضاع المالية للحكومة وصندوق الاستثمارات العامة.
عودة ترامب إلى البيت الأبيض ستخلق خطوط تماس وتوتر داخلية يمكن أن تؤدي إلى توترات اجتماعية وسياسية جديدة. إضافة إلى خطوط تماس أخطر خارجياً، قد تزج الولايات المتحدة في حرب تجارية مع الصين.
على صعيد العلاقات الأمريكية-الخليجية، سترث إدارة هاريس إطار عمل راسخ للمضي قدماً، ومن غير المرجح أن تتخلى عنه.
ادعمنا
من خلال تفحصها الدقيق للقوى التي تعمل على تشكيل المجتمعات الخليجية والأجيال الجديدة من القادة الناشئين، يعمل معهد دول الخليج العربية في واشنطن على تسهيل حصول فهم أعمق للدور المتوقع أن تلعبه دول هذه المنطقة الجيوستراتيجية في القرن الحادي والعشرين.