عودة الصدر الحتمية: كيف سيعود إلى اللعبة السياسية؟
لأول مرة منذ 2005، ليس لرجل الدين الشيعي مقتدى الصدر أي دور سياسي واضح ولا خريطة طريق رسمية للعودة إلى السياسة حتى يتم إجراء الانتخابات مرة أخرى في عام 2025. إذن أين يتركه هذا والتيار الصدري؟
كاتبة
جينيف عبده هي باحثة في مركز ويلسون بواشنطن. مؤخرًا، كانت باحثة زائرة في مركز بروكنجز الدوحة. تركز عملها البحثي الحالي على التحالفات السياسية والدينية المتغيرة داخل المجتمعات الشيعية في الشرق الأوسط. عملت عبده في العديد من المراكز البحثية في واشنطن العاصمة، بما في ذلك المجلس الأطلنطي ومركز ستيمسون، وكانت باحثة غير مقيمة في معهد بروكينجز من (2013-2017)، ومحاضرة في كلية إليوت للشؤون الدولية بجامعة جورج واشنطن (2016-2019).
أعمالها المنشورة الكثيرة تشمل دراسات وأبحاث في المجلات العلمية، أحدث منشوراتها هو فصل في كتاب محدد بعنوان “مجلس التعاون الخليجي في الأربعين: المخاطر والفرص في عالم متغير” الذي سيصدر عن مركز بروكينجز في يوليو/تموز 2022. ألفت عبده أربعة كتب عن الشرق الأوسط، منها “الطائفية الجديدة: الانتفاضات العربية وانبعاث الانقسام الشيعي السني” الذي نشرته دار نشر جامعة أكسفورد في عام 2016. تشمل كتبها الأخرى، التي نشرتها دار نشر جامعة أكسفورد أيضاً، دراسة رائدة عن صعود الإخوان المسلمين إلى السلطة في مصر. حصلت عبده على العديد من الجوائز عن أعمالها البحثية، مثل زمالة جون سيمون جوجنهايم المرموقة. كما حصلت على زمالة نيمان للدراسة في جامعة هارفارد.
كانت عبده سابقاً مسئولة الاتصال في مبادرة تحالف الحضارات، وهي مبادرة للأمم المتحدة أنشأها الأمين العام السابق كوفي عنان، وكانت تهدف إلى تحسين العلاقات بين المجتمعات الإسلامية والغربية. قبل انضمامها إلى الأمم المتحدة، كانت عبده مراسلة صحفية خارجية، حيث ركزت حياتها المهنية، التي استمرت 20 عاماً، على تغطية الشرق الأوسط والعالم الإسلامي. في الفترة (1998-2001)، كانت عبده مراسلة لصحيفة الجارديان في إيران، وكانت تكتب بانتظام في صحف الايكونمست والهيرالد تريبيون الدولية. كانت عبده أول صحفية أمريكية تقيم في إيران منذ الثورة الإسلامية عام 1979.
ظهرت آلاف المقالات والتعليقات الخاصة بها حول الإسلام والشرق الأوسط في النيويورك تايمز والنيوزويك والفورين أفيرز ومجلة فورين بوليسي والواشنطن بوست ووسائط أخرى. عبده متحدثة، بشكل متكرر، في الجامعات ومراكز الأبحاث والمؤسسات الدولية في الولايات المتحدة وأوروبا والشرق الأوسط.
لأول مرة منذ 2005، ليس لرجل الدين الشيعي مقتدى الصدر أي دور سياسي واضح ولا خريطة طريق رسمية للعودة إلى السياسة حتى يتم إجراء الانتخابات مرة أخرى في عام 2025. إذن أين يتركه هذا والتيار الصدري؟
يستند هذا التقرير إلى المناقشات التي جرت خلال ورشة عمل استضافتها مؤسسة كونراد أديناور حول المجتمعات الشيعية في العراق ولبنان والسعودية والكويت.
تُظهر نتائج الانتخابات العراقية أن جيلاً شابًا قادرًا على التنظيم والفوز بالمقاعد البرلمانية بصرف النظر عن العقبات التي يضعها النظام السياسي، الذي فقد ثقة معظم العراقيين به منذ زمن طويل.
بغض النظر عن النتيجة، ستظهر الانتخابات أن جيلاً شاباً غيّر المشهد السياسي في العراق.
أدى إعلان مقتدى الصدر عن مقاطعته الانتخابات البرلمانية القادمة إلى وضع العملية الانتخابية في حالة من الفوضى في وقت يعتمد فيه استقرار العراق المستقبلي على انتخابات شرعيّة وشفافة.
يشير قيام رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي باعتقال أحد قادة الميليشيات الأقوياء واحتجازه إلى تغييرات هامة في العراق في الوقت الذي تستعد فيه البلاد لانتخابات برلمانية.
ستكون نتيجة الانتخابات البرلمانية المقبلة بمثابة اختبار لتأثير رجال الدين في العراق ولمدى التحكم الذي يمكن للمتظاهرين أن يمارسوه على السياسة العراقية.