خلال الحجر الذي تسبب فيه فيروس كورونا، أنشأ شباب إماراتيين منصة لدعم الفنانين المحليين الناشئين، والتفاعل مع جمهور أوسع لإثارة الفضول وزيادة الوعي بالفن المحلي.
لقد شاهد مجال الثقافة والفن ازدهاراً في دولة الإمارات العربية المتحدة على مدى العقد الماضي. بالإضافة إلى متحف اللوفر أبوظبيومتحف الاتحاد في دبي ومتاحف الشارقة، تقوم الاستوديوهات الفنية، مثل بيت 15، والمراكز الثقافية، مثل قصر الحصن الذي تم ترميمه مؤخراً في أبوظبي، بالترحيب بالسياح المحليين والأجانب، بتوفير مجموعة واسعة من التجارب الثقافية لهم. برزت مؤسسات في القطاع الخاص، مثل مؤسسة بارجيل للفنون في الشارقة ومتحف المرأة في دبي. كما حظيت الافتتاحات المرتقبة لمتحف زايد الوطني ومتحف جوجنهايم أبوظبي ومتحف المستقبل باهتمام دولي واسع.
وفي الوقت الذي وضعت فيه هذه المجموعة من المشاريع الكبيرة والمؤسسات الفنية دولة الإمارات على الخريطة الثقافية العالمية، لا تزال هناك حاجة لمبادرات فنية على نطاق صغير للقاعدة المحلية للمساهمة في إضفاء الطابع المحلي على هذا القطاع. لدى كل من منيرة الصايغ، متخصصة في الفن المعاصر، وغيث عبد الله، كاتب يركز على الموضوعات الاجتماعية والسياسية الإقليمية، شغفٌ بتجميع الأعمال الفنية. دفعتهما فكرة بسيطة متعلقة بتنظيم معارض لبيع أعمال فنية للفنانين المحليين، غير الممثلين، معارض فنية إلى إنشاء منصة 101 متعددة الأوجه، والتي تركز على المجتمع. تحدث معهد دول الخليج العربية في واشنطن إلى مؤسسي المنصة، التي انطلقت أثناء الحجر الذي تسبب فيه فيروس كورونا، للتعرف على آرائهما بشأن البيئة الفنية المحلية.
عندما سُئلت منيرة عن إنشاء منصة 101، قالت “كلانا كنا منهمكين جداً في مجال الفنون عاطفياً واجتماعيًا ومهنياً، وكنا نتبادل الأفكار منذ سنوات”، وأوضح غيث، “تبلورت الفكرة الأولية خلال أشد أيام فيروس كورونا، وفي المراحل الأولى من الحجر، عندما كان الجميع يعتقد أن الاقتصاد بصدد الانهيار، وبدا الوضع قاتماً. كانت هناك حاجة ماسة لدعم الممارسات الفنية. لقد تأثر الفنانون كثيراً من إغلاق المعارض، وشعرنا بأن هذه هي الفرصة لإظهار الدعم”.
تضيف منيرة، ” 101عبارة عن منصة تعمل في ثلاث اتجاهات. لدينا الفنانون وجامعو القطع الفنية، الذين يشاركون في المعارض الفنية، ولدينا عنصر البحث. نحن نتطلع إلى إنشاء وإيصال محتوى جديد حول الفنون، من المنطقة وإليها ولكل المهتمين بما نقوم به. لكن الفكرة الأساسية، أولاً وقبل كل شيء، هي تأسيس قاعدة للدعم المالي للفنانين”.
تتفاعل منصة 101 مع جمهورها باستخدام منصات مختلفة. يُبرز الموقع فنانين تم اختيارهم بعناية، وأعمالاً فنية بأسعار معقولة للبيع. ويضم قسم البحث مجموعة مختارة من البحوث الأكاديمية، التي تركز على موضوعات تتراوح ما بين الهوية وعلم المتاحف إلى النسوية، من حيث صلتها بالسياق الخليجي. كما تمنح المبادرة الفنانين المشاركين صوتاً، من خلال مقاطع فيديو قصيرة تنشر على انستجرام. عنصر مهم آخر هو عروض البيع الفنية المنسقة. تم تنظيم معرضين حتى الآن في كلاً من إماراتي أبوظبي ودبي، و يخطط المؤسسان تنظيم هذه المعارض الفنية الصغيرة كل ثلاثة أشهر.
يؤكد كلا المؤسسين على أهمية إمكانية الوصول والتواجد عبر الإنترنت، إضافة إلى التواجد بشكل مادي. تقول منيرة، “كانت الخطوة الأولى بالنسبة لنا هي أن يحدث كل شيء عبر الإنترنت، وكان ذلك هو مقصدنا في البداية. لكن المثير للاهتمام هو أن أغلبية مبيعاتنا حدثت بعد جولات فنية للمعرض. من المهم الملاحظة أن رؤية الفن على الطبيعة تختلف تماماً عن رؤيته من خلال شاشة. من المهم أن يكون الفن موجوداً بخلاصته وفي جوهره وعلى طبيعته”. يضيف غيث، “أردنا أن يكون لدينا موقع إلكتروني سهل الاستخدام، سهل الوصول إليه، وأردنا من خلال أول مجموعة بحوث ومعلومات نشرت تبيين بأن عملية شراء الأعمال الفنية ليس شيئاً مخيفاً. أعتقد أن هذا مهم جداً من حيث كيفية وجودنا على الإنترنت”. ويكرر غيث موقف منيرة بشأن أهمية إقامة معارض قائلاً، “إن رؤية الفن على طبيعته بدلاً من رؤيته رقمياً هو بالأصل سؤال مفاهيمي، من حيث ماذا يعتبر فناً وماذا لا يعترف به كفن. وندرك أن لكلٍ سلبياتٌ وإيجابيات، ولكن من الضروري وجود الإثنين”.
شارك المؤسسان هدفهما المتمثل في الوصول من خلال اللغة، وهدفهما المستقبلي في أن تكون منصتهما ثنائية اللغة بالكامل، باللغتين العربية والإنجليزية، “لا أعتقد أنه من الممكن أن يكون أي شيء جوهرياً في الخليج إن لم يكن ثنائي اللغة. إذا كان باللغة العربية فقط، فيعني استبعاد الجمهور الأجنبي. إذا كان باللغة الإنجليزية فقط، فسيفتقد الكثير من الحقائق. الفن هو أيضاً مصطلح معقد للغاية. من العديد من النواحي، يعد هذا الأمر منفراً لعامة الناس، ويمكن اعتباره مقتصراً على نخبة معينة. نحن ندرك هذا الشيء، ولهذا السبب تجدنا نحاول قدر المستطاع إنتاج محتوى يبتعد عن عما يسمى “الفن الدولي باللغة الإنجليزية””.
تؤكد منيرة وغيث على أهمية مشاركة تحفيز الحوار. وأعربت منيرة عن امتنانها للدعم المجتمعي منذ منصة 101 قائلة، “لقد أقمنا معرضنا الأول لبيع الأعمال الفنية في بيت 15 بشكل سلس، لأننا حصلنا على دعم المجتمع منذ إنشاء المنصة. في معرضنا الثاني، تواصلنا مع مؤسسة السركال، التي فتحت لنا أبوابها وسمحو لنا باستخدام أماكنهم العامة على مدار 24 ساعة”. تضيف منيرة بحماس، “معرض البيع الثاني كان رائعًا! كان الجانب المجتمعي مذهلاً، وأعتقد أننا آنذاك بدأنا ندرك أن شيئًا ما مما نفعل كان ناجحاً. الأشخاص الذين جاءوا إلى المعرض ليسوا ممن نعرفهم أو نراهم عادة. التقينا بأناس جدد، لم يكونوا من هواة جمع الأعمال الفنية. ولم يشتروا، لكن كان حضورهم وتفاعلهم قوياً للغاية”.
كان مؤسسا المنصة يعتمدان في اختيار الفنانين والباحثين من خلال علاقاتهما الخاصة، وهذا ما ساعدهما على اكتشاف مواهب خفية. موضوعات البحث والمعارض مستوحاة أيضاً من الحوارات المجتمعية. “حتى الآن، لا يوجد رابط بين موضوعات البحث وأفكار العروض الفنية. كانت الدفعة الأولى من البحوث تدور حول الموضوعات، التي نعتقد أنها مهمة وذات صلة، أو ليست ذات صلة بشكل موضوعي، ولكنها ذات صلة مفاهيمية عن ممارسة تجميع الأعمال الفنية”.
بدأت منصة 101 بدافع ضرورة دعم المشهد الفني المحلي، خلال هذه الأوقات العصيبة عالمياً، وتعد تجسيداً للمشاركة المحتملة والاستباقية على مستوى المجتمع المحلي في مبادرات جيل هذه الألفية. يكشف ظهور منصات مثل 101 عن حرص جيل الشباب على سد الفجوات القائمة والمشاركة في تعزيز المبادرات المحلية، ما يمهد الطريق لإرساء نظام بيئي محلي داعم للفنون والثقافة.
بدأت قوة مدعومة من تركيا في سوريا هجوماً على مدينة كوباني، ذات الأغلبية الكردية، وحذر القادة الأكراد من أن ذلك قد يؤدي إلى تطهير عرقي، ويقوض المعركة ضد تنظيم داعش في شمال شرق سوريا.
ستشكل استضافة كأس العالم فرصة عظيمة للسعودية في دعم الإصلاحات المرتبطة برؤية2030 . وفي حين أن الاستعدادات للبطولة ستكون مكلفة، إلا أنها ستعزز النمو الاقتصادي، ومن شأنها أن تدفع نحو المزيد من التغيير الاجتماعي.
ادعمنا
من خلال تفحصها الدقيق للقوى التي تعمل على تشكيل المجتمعات الخليجية والأجيال الجديدة من القادة الناشئين، يعمل معهد دول الخليج العربية في واشنطن على تسهيل حصول فهم أعمق للدور المتوقع أن تلعبه دول هذه المنطقة الجيوستراتيجية في القرن الحادي والعشرين.