يمزج حمد الشريعان والفنانون الكوميديون الآخرون في نادي الكويت للكوميديا بين المرجعيات الثقافية المحلية والأداء القوي، ما يخلق بيئةٍ مفعمة بالحيوية للشباب الكويتي.
بفضل ملاحظاته الساخرة التي جعلته متفرداً وقريباً من الجمهور، أصبح حمد الشريعان واحدًا من أفضل الفنانين الكوميديين في الكويت، حيث يتابعه ما يزيد على 12 ألف متابع على منصة إنستجرام. يعتمد حمد في كوميديا الموقف (الاستاند أب كوميدي) على تضمين المرجعيات الثقافية في سياقات أوسع، والتعاطي مع التجارب المشتركة لجميع المستمعين. يجمع في أدائه بين الذكاء الحاد والتوقيت، مستخدمًا الفكاهة في معالجة المشاكل الاجتماعية، ومشاركة الذكريات الشخصية، ووصف المواقف الروتينية من زوايا مختلفة، تاركًا مستمعيه يضحكون بصوت عالٍ.
يقدم نادي الكويت للكوميديا، وهو الفرقة التي يؤدي حمد عروضه معها، عروضًا كوميدية مجانية أسبوعيًا. يرحب النادي بالأعمال التي تنشر السخرية والتهكم، وهي الأدوات الأساسية عند التعامل مع القضايا الاجتماعية الحساسة. وهذا يوفر بدوره منصة لتعزيز النقاشات المفتوحة، وتقدير المشاكل التي يعاني منها المجتمع الكويتي والمجتمع الأوسع، بالإضافة لإثارة التعاطف بين المشاركين الذين يضحكون على نكات بعضهم بعضًا.
يعتبر عشاق الكوميديا هذا النادي واحدًا من أفضل أماكن الفكاهة في مدينة الكويت. يتمتع النادي بحضور رائع على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث يجتذب ما يقرب من 17,000 متابع على منصة إنستجرام. لقد أصبح كل من حمد ونادي الكويت للكوميديا عنصرين مهمين في المشهد الثقافي الكويتي، من خلال استخدامهما للفكاهة كأداة فعالة للتحفيز والتعليم والوحدة. تحدث معهد دول الخليج العربية في واشنطن مؤخرًا مع حمد، الذي تحدث عن تجاربه في الاستاند أب كوميدي، وعما يجعل النكتة تلقى صدى لدى الجمهور، والتأثيرات الكوميدية التي شكلت رحلته الشخصية.
معهد دول الخليج العربية في واشنطن: هل لك أن تخبرنا عن نادي الكويت للكوميديا؟
حمد: بدأ نادي الكويت للكوميديا باكتساب شعبيته في عام 2012، عندما تأسس على يد أحمد الشمري وأحمد بوسيف. لقد انضممت مؤخرًا للنادي، وهو يعقد عروض مجانية كل يوم اثنين في أماكن مختلفة مع فقرات ارتجالية وكوميدية. بمجرد إعلاننا عن العرض، يتم حجز جميع المقاعد خلال ساعتين لأن التذاكر مجانية. وهذا يدل على مدى شعبية النادي كمكان ترفيهي في الكويت.
معهد دول الخليج العربية في واشنطن: حدثنا عن العملية الإبداعية الخاصة بك. هل تقوم بأي طقوس قبل الأداء أو قبل الإنتاج؟
حمد: عادة، قبل العرض الكوميدي، يجب أن تعرف التركيبة الديمغرافية للجمهور. لأن هذا يسمح لك بتغيير أسلوبك ليتناسب مع مختلف الأفراد. على سبيل المثال، في الكويت، قدمت عرضين لأُناسٍ من خلفيتين مختلفتين. كان أحد الجمهورين متأثرًا بالغرب، بينما كان الآخر كويتيًا تقليديًا وليس لديه أدنى انفتاح على الغرب؛ وهذا دفعني لتغيير النكات والأداء. لا يمكنك إلقاء النكتة نفسها على جمهورين مختلفين.
معهد دول الخليج العربية في واشنطن: بمَن من الفنانين الكوميديين تأثرت في صغرك؟ هل كانوا فنانين كوميديين غربيين أم خليجيين؟
حمد: كل ما كنت أفعله في صغري هو مشاهدة الأفلام والبرامج الكوميدية. فأنا حقًا أحب الكوميديا الرومانسية. أحد برامجي المفضلة كان مسلسل ساينفيلد (Seinfeld) الذي أعتقد أنه مضحك للغاية. عندما كان عمري 12 أو 13 عامًا، بدأ موقع يوتيوب في اكتساب المزيد من الجاذبية، لذلك أصبحت أهتم بالفنانين الكوميديين الغربيين عبر هذه المنصة.
معهد دول الخليج العربية في واشنطن: لقد حظيت بشعبية كبيرة بفضل أسلوبك الفكاهي على إنستجرام. كيف يمكنك المزج بين المرجعيات الكويتية المتعلقة بالثقافة المحلية والموضوعات التي يمكن لأشخاص من بلدان أخرى التفاعل معها؟
حمد: تتييح عروض الاستناد أب كوميدي للناس الاقتراب من الفنان الكوميدي لقدرته على تقديم الملاحظات للتواصل مع الجمهور. على سبيل المثال، عندما أتحدث في أحد العروض في الكويت عن مغادرة العمل في ساعة الذروة في مدينة الكويت، فإن مجموعة واسعة من الأفراد يتفاعلون مع ما أقوله لأن الناس يدركون حقًا ما يعنيه أن تكون عالقًا في حركة المرور في الكويت. ومع ذلك، إذا تحدثت إلى جمهور كويتي أو خليجي عن تجربة أجنبية، مثل مترو الأنفاق في مدينة نيويورك، فلن يتفاعلوا مع نكاتك، وسيتم استقبال الأداء بشكل سيئ. يجب على الفنان الكوميدي التأكد من معرفة هوية الجمهور لضمان التواصل الفعال من جانبه.
تدور معظم نكاتي حول الأمور اليومية. عندما بدأت عملي الكوميدي، كنت أناقش موضوع الزواج، وقد لقي ذلك استحسانًا كبيرًا. فالكويتيون معتادون على إلقاء النكات حول الزواج، لا سيما في الديوانيات، حيث عادة ما يتحدث الرجال عن نزاعاتهم في الزواج. يتم تناول هذه الموضوعات بشكل مريح، وتُضحك الناس بسهولة.
معهد دول الخليج العربية في واشنطن: يمكن للكوميديا أن تعمل بمثابة المرآة التي تعكس قيم المجتمع ومعتقداته الثقافية. اذكر لنا بعض الموضوعات والأفكار الأساسية التي تميل للتطرق لها أثناء عروضك الكوميدية؟
حمد: بشكل عام، كفنان كوميدي، عليك التأكد من عدم الخلط بين حياتك الشخصية ومسيرتك الكوميدية. فإقحام نفسك ومشاكلك الشخصية في نكاتك يغطي على الرؤية الكوميدية. على سبيل المثال، إذا قمتُ بانتقاد ممارسة ثقافية معينة داخل المجتمع الكويتي، فإن ذلك عادةً لن يعجب جانبًا من الجمهور. وفي نهاية المطاف، سيؤدي هذا إلى ردة فعل سلبية، وهو ما أميل إلى تجنبه. أريد من جمهوري أن يقف إلى جانبي وألا يناصبني العداء. قلت ذات مرة في إحدى النكات عن رجل كويتي إن “عشر نساء مختلفات يردنه، وهذا غير صحيح لأن زوجته ربما لا تريد أن تكون معه!” لذلك، فأنا حذر جدًا عندما أستخدم القصص الشخصية في ممارساتي الكوميدية.
معهد دول الخليج العربية في واشنطن: كيف تتأكد، بصفتك فنانًا كويتيًا، أن الفن الذي تقدمه يظل وفيًّا لتراثه؟
حمد: لا بد أن يتوفر نوع من التوازن بين ثقافتك ونفسك لكي تتمكن، كفنان كوميدي، من تعريف الآخرين بنفسك الحقيقية بصدق دون تقييد لشخصيتك. كن صادقًا مع نفسك على الدوام، وأظهر ذلك للناس بصرف النظر عن أصولهم. على سبيل المثال، عندما ذهبت إلى مدريد في إسبانيا، لم أكن مضطرًا أن أشرح للجمهور ماهية الكويت في الواقع – فهم يعرفون ذلك بالفعل. على الرغم من أن الناس في إسبانيا ليسوا من الكويت، إلا أنهم في نهاية المطاف يمكنهم التفاعل مع الرسائل التي أعبر عنها في الكوميديا الخاصة بي، فهي تحطم الحواجز بيننا وبين الآخرين.
في إحدى المرات، وأثناء أحد العروض في البحرين، ألقيت نكتة حول سؤال يطرحه البحرينيون والسعوديون دومًا: “من أين أنت في الكويت؟” ولكن ما لا يعرفه البحرينيون والسعوديون هو أن الكويت صغيرة جغرافيًا لدرجة أنه لا أحد يطرح هذا السؤال في الكويت! وهذا التباين يُضحك البحرينيين والسعوديين.
معهد دول الخليج العربية في واشنطن: في عصر وسائل التواصل الاجتماعي هذا، كيف تتأكد من أن شخصيتك الحقيقية على الإنترنت لا تزال تحظى باستحسان الجماهير؟
حمد: عندما بدأت بتحميل مقاطع الفيديو على وسائل التواصل الاجتماعي لأول مرة، كنت أعلم أنه يتعين عليّ نشر محتوى قابل للنقاش، مثل تجارب الحياة اليومية. بشكل عام، حالما تراودني فكرة لنشر مقطع فيديو، أفعل ذلك على الفور. وهذا يسمح لي بإشراك جمهوري في تجارب أكثر واقعية.
معهد دول الخليج العربية في واشنطن: هل يمكن للكوميديا أن تحقق التغيير الإيجابي في دولٍ خليجية، كالكويت مثلاً؟
حمد: يمكنك أن تكون منارة للتغيير، ولكن ليس كل فنان كوميدي يمكنه فعل ذلك، ويختلف الأمر من حالة إلى أخرى. عندما أجعلك تضحك على شيء سخيف تفعله، فإنك ستستنتج أنه يجب عليك التوقف عن هذه الممارسة السخيفة. عندما يدرك الجمهور أنهم يفعلون شيئًا سخيفًا، فإن ذلك يغير وجهة نظرهم. كلما رأيت شخصاً يفعل شيئًا بغيضًا، أحاول أن أذكر ذلك في عروضي الكوميدية، وهذا قد يكون شكلاً من أشكال التفاعل.
معهد دول الخليج العربية في واشنطن: إذا كان ثمة شيء واحد تريد أن توصي به فنان كوميدي صاعد، ماذا سيكون؟
حمد: أنا عمومًا لا أنصح أحدًا بأن يصبح فنانًا كوميديًا. ومع ذلك، إذا كنت تريد أن تصبح كذلك، فإن كونك شخصًا فكاهيًا هو علامة على أنه يمكنك أن تصبح ممثلًا كوميديًا ناجحًا. بشكل عام، نحن معشر الكويتيين نستمتع بالفنون والثقافة العالمية، سواء كانت موسيقى، أم فنونًا تشكيلية، أم التلفزيون. كما أننا نحب السينما. ومع ذلك فإننا لا نريد عمومًا أن نصبح فنانين كوميديين أو ممثلين، لأن ذلك مدعاة للتجهم وله دلالة سلبية في المجتمع الكويتي. لا يرغب معظم أولياء الأمور الكويتيين أن يصبح أطفالهم فنانين كوميديين أو ممثلين. ومع ذلك، فإذا كنت شابًا وتطمح لأن تصبح فنانًا كوميديًا، أقترح عليك أولاً أن تذهب للأداء في المسرح لترى ردود فعل الجمهور على نكاتك.
معهد دول الخليج العربية في واشنطن: هل تسعى للعمل في أنشطة أخرى إلى جانب الكوميديا؟
حمد: أريد أن أكتب مسرحية كويتية. لقد سبق لي أن ساعدت في كتابة الموسم الثاني من مسلسل “تقدير الاحتياج” والذي يعتبر نسخة معدلة من مسلسل “ذي أوفس” (The Office)، كما أنني حاولت مؤخرًا تقديم عروض استاند أب كوميدي باللغة الإنجليزية بدلًا من العربية، وهو ما أصبو للتوسع فيه في المستقبل. عمومًا، لا أقدم عروضي باللغة الإنجليزية في الكويت، فقد تتلمذت في مدرسة حكومية في الكويت، ولذلك فإنني لست واثقًا من لغتي الإنجليزية كالذين درسوا في المدارس الأمريكية في الكويت، ولم أبدأ في الأداء باللغة الإنجليزية إلا بعد رحلتي الأخيرة إلى برشلونة في إسبانيا، حيث قدمت عرضًا كوميديًا باللغة الإنجليزية. سوف أحاول عمل المزيد من العروض الكوميدية في الخارج باللغة الإنجليزية والتوسع في مسيرتي المهنية كنتيجة لهذا المشروع.
من غير المرجح أن تتمكن أرامكو من الحفاظ على سياستها الحالية في توزيع عائدات الأسهم في ظل غياب انتعاش قوي في عائدات النفط. وقد يؤدي تخفيض الأرباح الموزعة إلى آثار سلبية على الأوضاع المالية للحكومة وصندوق الاستثمارات العامة.
عودة ترامب إلى البيت الأبيض ستخلق خطوط تماس وتوتر داخلية يمكن أن تؤدي إلى توترات اجتماعية وسياسية جديدة. إضافة إلى خطوط تماس أخطر خارجياً، قد تزج الولايات المتحدة في حرب تجارية مع الصين.
على صعيد العلاقات الأمريكية-الخليجية، سترث إدارة هاريس إطار عمل راسخ للمضي قدماً، ومن غير المرجح أن تتخلى عنه.
ادعمنا
من خلال تفحصها الدقيق للقوى التي تعمل على تشكيل المجتمعات الخليجية والأجيال الجديدة من القادة الناشئين، يعمل معهد دول الخليج العربية في واشنطن على تسهيل حصول فهم أعمق للدور المتوقع أن تلعبه دول هذه المنطقة الجيوستراتيجية في القرن الحادي والعشرين.