قام المعماريين مشاري النجار، من الكويت، وسارة عبد الله، من البحرين، بتأسيس مبادرة إن ناريتيف (IN NARRATIVE) في عام 2017. تم تدشين المبادرة من خلال ورش عمل ومعارض ومشاركات عامة على انستجرام. روّج مشاري وسارة لسرد القصص كوسيلة تواصل بين سكان الخليج ومدنهم منذ بدء المبادرة وخاصة أثناء فترة جائحة فيروس كورونا. تحدث معهد دول الخليج العربية في واشنطن مع مشاري وسارة لمعرفة المزيد عن عملهما في الكويت والبحرين، وآرائهما حول أصول التربية المعمارية في الخليج.
معهد دول الخليج العربية في واشنطن: هل لكما أن تخبرانا بالمزيد عن خلفياتكما، وما الذي ألهمكما لإنشاء إن ناريتيف.
مشاري: درست الهندسة المعمارية في الجامعة الأمريكية في الشارقة منذ ما يقارب العشر سنوات، وأعمل مهندسًا معماريًا في أستوديو باب نِمنم للتصميموفنان وسائط متعددة منذ ذلك الحين. عندما خطرت لي فكرة إنشاء منصة تُمكن عامة سكان الخليج وعشاق التصميم من الاجتماع معًا للتعرف على التاريخ العمراني والحضري للخليج، كنت أعلم أن سارة ستكون الشخص الأمثل للعمل معها بسبب خبرتها في الهندسة المعمارية البحرينية. بالنسبة للتركيز على السرد القصصي في الهندسة المعمارية، فقد ألهمني بذلك أستاذ كان يعلمنا أن نحاول توضيح عملنا كما لو أردنا شرحه لجداتنا. كانت هذه لحظة استنارة بالنسبة لي لأنها دفعتني إلى المزيد من الإبداع والإرادة بالنسبة للروايات التي أدخلتها إلى المساحات التي كنت أصممها.
سارة: بعد تخرجي من جامعة مانشستر، حيث درست الهندسة المعمارية وإدارة المشاريع، انخرطت في عدد لا بأس به من المشاريع التي تعمل على تصميم التجارب والخبرة (Experience Design). شرعت لاحقًا في إنشاء تجربتي الخاصة وأستوديو تصميم، الذي سمّيته باي دَست (By Dust)، وهو ما ساعدني على إدراك أهمية التجارب التي تركز على المستخدم في الهندسة المعمارية. عندما بدأت أنا ومشاري الحديث في موضوع إن ناريتيف، أردنا استكشاف عناصر العمارة التي تتمحور حول الإنسان، والتي لا يتم التقاطها دائمًا من خلال تصميم مبنى بمفرده أو من خلال اقتراح تصميم للعميل. ومن هنا أيضًا جاءت فكرة سرد القصص.
معهد دول الخليج العربية في واشنطن: أثناء نقاشاتكم المبكرة بخصوص إن ناريتيف، هل شعرتما بوجود أي تماثل في المشاهد المعمارية والمساحات الحضرية بين بلديكما؟
سارة: عندما عقدنا أول ورشة عمل لنا في إن ناريتيف، أدركنا أنه بالرغم من وجود العديد من أوجه الشبه بين المشاهد المعمارية لمدينتي الكويت والمنامة، إلا أن الإطار الزمني الذي تطورت فيه كلا المدينتين والبلدين كان في الحقيقة مختلفًا تمامًا. في حين حافظت البحرين على الكثير من مبانيها وأسلوبها القديم قبل النفط، سعت الكويت للتمييز بشكل واضح بين العمارة ما قبل النفط وما بعده. لذلك، من خلال تنظيم جولات المشي وورش العمل التي أقمناها في عامنا الأول، أردنا إيجاد طرق لدمج كلا التاريخين والتوعية بهما مع السماح للمشاركين بكتابة قصصهم الخاصة باستخدام البيئة الحضرية كخلفيات لهم.
معهد دول الخليج العربية في واشنطن: كيف ترجمتما اهتماماتكما بالمساحات والسرد إلى أنشطة جماهيرية؟
مشاري: كان أحد مشاريعنا الأولى لـ إن ناريتيف معرضًا في المكان، وهي مساحة في مدينة الكويت تجمع بين معرض وأستوديو للفنانين ومطاعم، حيث كنت أعمل كفنان مقيم. في معرض “مساحات في الرواية“، قمنا بتشجيع الزوار على استكشاف المشاهد المعمارية الواقعية والسريالية للمباني المنسية في مدينة الكويت، والتي تم تصويرها عبر أرجاء المعرض وتسجيل مقتطفات من الروايات الخيالية المتعلقة بهذه المشاهد. قمت بتجميع هذه التسجيلات، وتشغيل الصوت طوال فترة المعرض، للتأكيد على دور الأفراد في جلب الحياة والفردية إلى المساحات المعمارية.
معهد دول الخليج العربية في واشنطن: هل لكما أن تخبرانا المزيد عن ورش العمل التي استضافتها إن ناريتيف في الخليج؟
مشاري: لقد عقدنا عدة أنواع من ورش العمل على مر السنين، ومنها ما استمر عدة أيام وتضمن جولات مشي وجلسات كتابة. وعلى أية حال، إحدى ورش العمل المفضلة لدي، كانت لطلبة الهندسة المعمارية الداخلية في جامعة زايد في دبي. لقد عملنا مع الطلبة لكتابة قصص إلى جانب المساحات التي يصممونها. انتهى الأمر بالطلبة الذين تمسكوا، حقًا، بالروايات التي صاغوها حول هذه المساحات إلى إنشاء مثل هذه المشاريع القوية والحيوية.
أذكر، على وجه الخصوص، طالبة أظهرت قصتها الخيالية طبيبًا كان بحاجة للوصول لعمله لإجراء عملية جراحية طارئة. عند التفكير في لوجستيات الدخول والخروج من المبنى على عجل، صممت الطالبة المساحة بحيث يكون المستخدمون – من مقيمين وملاك وزوار، وما إلى ذلك- دائمًا بالقرب من مخرج. أدى دمج هذه القصص في عملية التصميم إلى تسليط الضوء على مركزية المستخدم في تصميم المبنى.
معهد دول الخليج العربية في واشنطن: ما هي التحديات التي واجهتكما في انطلاق إن ناريتيف؟
مشاري: قمنا بإنشاء إن ناريتيف قبل جائحة كورونا، لذلك اضطررنا إلى إجراء بعض التعديلات القليلة على عملنا عندما لم يعد بإمكاننا استضافة المشاركين شخصيًا في ورش العمل. تحولنا إلى استخدام انستجرام وموقع الانترنت الخاص بنا كمنصات رئيسية للمشاركة.
في أول مشروعٍ لنا في سرد القصص التعاونية بعنوان “عبارات وفيرة“، طلبنا من المتابعين إرسال ردودهم على وجه السرعة لنتمكن من دمجها في قصة من مصادر جماعية. لقد تلقينا العديد من الردود، لكننا ما زلنا نبحث عن طريقة أخرى تُمكن الأشخاص من التفاعل مع منشوراتنا بشكل أسرع. بالنسبة للجزء الثاني من مشروع سرد القصص التعاونية في 2018، “الخيال التعاوني“، قررنا استخدام خاصية استطلاع الرأي في (Stories) على موقع انستجرام من أجل تجميع أجزاء من القصص. ثم قمنا بتصوير هذه المجموعات التي تم تصميمها من خلال هذه الاستطلاعات، ونشرناها مع القصص التي صاغها المتابعون من خلال استطلاعات الرأي.
سارة: لإشراك المزيد من متابعينا في النقاش، على وجه التحديد أثناء الجائحة، قمنا بإنشاء هوم مانجيريه (Home Menagerie)، وهي مبادرة أخرى تعتمد على انستجرام. طلبنا من متابعينا ذكر ضروريات الحجر الصحي والوباء، وجمعنا العناصر الأكثر شيوعًا. لقد قمنا بهذا المشروع لتشجيع الجميع على المبادرة بتدوين ملاحظاتهم حول المساحات والأشياء من حولهم التي تحدد حياتهم اليومية. وقد ساعد هذا أيضًا في بناء التضامن بين أفراد مجتمعنا في وقت كان صعبًا على الكثيرين منا.
معهد دول الخليج العربية في واشنطن: ما هي رؤيتكما لمساهمة إن ناريتيف في النظم الإيكولوجية الإبداعية المتنامية في الكويت والبحرين؟
سارة: كان جزء من رغبتنا في إنشاء هذه المنصة يتمثل في أننا أردنا، حقًا، وضع اهتماماتنا في سرد القصص وتصميم التجربة والهندسة المعمارية موضع نقاش. ومع ذلك، شعرنا أيضًا أن هناك بعض الثغرات، بين كل من التدريب المعماري وجمهور عامة الناس، حيث من الممكن لاهتماماتنا أن تملأ هذه الثغرات بشكل جيد. أولاً، بصفتنا جزء من سكان المساحات الحضرية، فنحن لا نميل إلى البحث حولنا للتعرف على المدن التي نعيش فيها. غالبًا، ما يكون التصور العام هو أن المهندسين المعماريين والمخططين الحضريين هم الوحيدون الذين يحتاجون حقًا للاهتمام بالمباني والمدن، ولكن الأمر ليس كذلك! الفجوة الأخرى التي صادفناها كانت الافتقار لصوت العنصر البشري في الهندسة المعمارية. من السهل الدخول والخروج من المباني دون الإدراك بأن هذه التفاعلات هي أمور جوهرية في قصة ذلك المبنى وتلك المدينة.
مشاري: ثمة مبادرات مشابهة يتم تطويرها في الكويت والبحرين وأماكن أخرى من الخليج، التي تنظم جولات السير على الأقدام الممتعة، حقًا، في جميع أنحاء المدينة، وتغوص في التاريخ المعماري، وتسلط الضوء على المباني الرئيسية والمساحات الحضرية. وفي المقابل، يتمثل هدفنا في إن ناريتيف في التركيز على حياة مستخدمي المباني وقصصهم، وما الذي يمكن أن يطلعنا عليه النهج القصصي فيما يخص تطور طبيعة المشاهد الحضرية. يبدو أن تناول الهندسة المعمارية والبيئة الحضرية من خلال سرد القصص وكأنه طريقة سهلة لاستكشاف تاريخ هذه المساحات آنذاك. وفي نهاية المطاف، فكل إنسان هو راويٍ جيد، سواء كان يروي ما يمر به يوميًا من أحداث أو يقوم بشرح أعماله، وكان هذا الشيء هو ما نريد ربطه بمجالات الهندسة المعمارية والتصميم الحضري.
بدأت قوة مدعومة من تركيا في سوريا هجوماً على مدينة كوباني، ذات الأغلبية الكردية، وحذر القادة الأكراد من أن ذلك قد يؤدي إلى تطهير عرقي، ويقوض المعركة ضد تنظيم داعش في شمال شرق سوريا.
ستشكل استضافة كأس العالم فرصة عظيمة للسعودية في دعم الإصلاحات المرتبطة برؤية2030 . وفي حين أن الاستعدادات للبطولة ستكون مكلفة، إلا أنها ستعزز النمو الاقتصادي، ومن شأنها أن تدفع نحو المزيد من التغيير الاجتماعي.
ادعمنا
من خلال تفحصها الدقيق للقوى التي تعمل على تشكيل المجتمعات الخليجية والأجيال الجديدة من القادة الناشئين، يعمل معهد دول الخليج العربية في واشنطن على تسهيل حصول فهم أعمق للدور المتوقع أن تلعبه دول هذه المنطقة الجيوستراتيجية في القرن الحادي والعشرين.