من موقعي كرئيس لمجلس إدارة معهد دول الخليج العربية في واشنطن، شاهدت عن قرب قدرة المعهد على تطوير صوته وتوسيع مجالات أنشطته، حيث أوجد لنفسه مكانة في مجتمع السياسة الخارجية في العاصمة واشنطن المزدحم بالمؤسسات العاملة في المجال.
تمكن معهد دول الخليج العربية في واشنطن من تحقيق ذلك عن طريق التحليل الدقيق للأحداث الجارية المهمة والتوجهات طويلة الأمد في منطقة جيواستراتيجيةٍ بالغة الأهمية. فتح المعهد أبوابه لطيف متنوع وواسع من الآراء، ومضى قدمًا نحو تحقيق الهدف الذي أُنشئ من أجله، وهو توفير مساحة للبحث والتقصي المستمر للتطورات في دول الخليج العربية بكل تعقيداتها، من الإصلاحات الداخلية إلى العلاقات الخارجية، ومن الأمن القومي إلى المجتمع المدني، ومن السياسة المالية إلى السياسة المتعلقة بالنوع الاجتماعي (الجندر)، ومن الديناميكيات الاجتماعية المتغيرة إلى الثقافة والفن وريادة الأعمال. ستجد أدناه بعض الأمثلة على ما أنتجه المعهد من أعمال على مدار السنوات الماضية.
تأتي إنجازات معهد دول الخليج العربية في واشنطن نتيجة عمل شاق لفريق رائع جمعتهم رئيسة المعهد السفيرة مارسيل وهبة. ويأتي السجل الحافل من الإنجازات التي حققها هذا الفريق المهني كشاهد على دقتهم الفكرية واتساقهم الشخصي، يدعمهم مجلس الإدارة الذي أتشرف برئاسته. يأتي هؤلاء الأفراد من خلفيات متنوعة، لكن يجمعهم إلتزام كبير بضمان استقلالية المعهد ومواكبته لأخر التطورات، الأمر الذي يمكّن رئيسه والعاملون فيه من تنفيذ مهمة المعهد بثقة ومصداقية. كما أود أن أعرب عن تقديري لسخاء الجهات المانحة والشركات الراعية التي تدعم مهمة المعهد، واحترامهم لاستقلالية أبحاث المعهد وبرامجه.
وبالنظر إلى المستقبل، يمكننا أن نكون على يقين من أن التحول التاريخي الذي تشهده منطقة الشرق الأوسط سيضمن بقاءها منطقة ذات اهتمام كبير لصناع السياسة ورجال الأعمال والصحفيين والباحثين في الولايات المتحدة الأمريكية. في حين أن هؤلاء هم جمهور معهد دول الخليج العربية في واشنطن الأساسي، فإن المقصود من عمله هو أن يقدم الفائدة لكل من يعتقد أنه من الضروري في مثل هذه الأوقات العصيبة أن تطور الولايات المتحدة فهمًا واضحًا للشركاء الاستراتيجيين الرئيسيين، والمؤثرات التي تشكل كلاً من مجتمعاتهم وأنظمتهم الاقتصادية والسياسية. وبهذه الروح، فإنني أدعو كل فرد منكم أن يصبح عضوًا نشطًا في مجتمع معهد دول الخليج العربية في واشنطن، وينضموا إلينا في الوقت الذي نواصل فيه بناء جسور التفاهم بين الولايات المتحدة ودول الخليج العربية.
تحياتي
السفير فرانك ج. ويزنر
رئيس مجلس الإدارة