تحشد أكاديمية البحرين للفوتسال، التي شارك في تأسيسها إبراهيم خليل المحمد، جمهورها حول بطولة رمضانية لكرة قدم الصالات للشباب، البطولة هي الأولى من نوعها- وقد بدأت هذا العام.
لطالما كانت كرة القدم من بين أكثر الألعاب الرياضية شعبية في البحرين. فعلى الرغم من كونها دولة صغيرة، بها حوالي 1.4 مليون نسمة فقط، إلا أن البحرين تضم 20 ناديًا وطنيًا لكرة القدم، بالإضافة إلى المنتخب الوطني لكرة القدم، الذي أصبح عضوًا في الفيفا في عام 1966. في السنوات الأخيرة، تطورت البحرين لتصبح قوة تنافسية في كرة القدم الإقليمية، عندما فازت بأول لقب لها في كأس الخليج العربي 24 في قطر عام 2019. في يناير/كانون الثاني، سيطرت البحرين على دور المجموعات في كأس الخليج العربي 25، لكنها خسرت أمام عمان في نصف النهائي، واحتلت المركز الثالث في البطولة التي فاز بها العراق، البلد المضيف. يتولى البحريني سلمان بن إبراهيم آل خليفة منصب رئيس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم منذ 2013 ونائب رئيس مجلس الفيفا.
لقد تغلغل الحماس لكرة القدم في المجتمع البحريني، وعزز من تطور الفرق المحترفة للرجال والسيدات. كما تزايدت في البحرين أيضًا شعبية كرة قدم الصالات (الفوتسال)، وهي رياضة سريعة الوتيرة قريبة من كرة القدم، وعادةً ما تلعب داخل صالات على أرضية صلبة تشبه الملعب. تعد كرة قدم الصالات رياضة أكثر شمولاً للفئات العمرية المختلفة والقدرات المتنوعة، ونظرًا لكونها تتم داخل صالة مغطاة، لا تتعطل المباريات بسبب درجات الحرارة القصوى في الأماكن ذات المناخ الحار. بالإضافة إلى ذلك، تعتبر كرة قدم الصالات طريقة رائعة للاعبي كرة القدم المتنافسين لزيادة سرعتهم في اللعب، وصقل مهارات أقدامهم وتحكمهم في الكرة. تعد بطولة آسيا لكرة الصالات، التي يقيمها كأس الاتحاد الآسيوي، إحدى أكبر بطولات كرة الصالات على مستوى العالم، وكان آخرها تلك التي أقيمت في الكويت عام 2022، وكانت المنتخبات الوطنية السعودية والبحرينية والعمانية والعراقية والكويتية من بين ست عشرة دولة مشاركة.
تحدث معهد دول الخليج العربية في واشنطن مع إبراهيم خليل المحمد (ايزو)، أحد المؤسسين المشاركين في إنشاء أكاديمية البحرين للفوتسال، لمعرفة المزيد عن تطور كرة قدم الصالات في البلاد. تأسست أكاديمية البحرين للفوتسال في نوفمبر/تشرين الثاني 2022، وهي أول أكاديمية لتدريب كرة قدم الصالات للشباب في البحرين. يديرها فريق من ثلاثة من المؤسسين المشاركين يجمعهم شغفهم باللعب، وتدريب الرياضيين الشباب.
معهد دول الخليج العربية في واشنطن: ما هي خلفيتك في كرة القدم وكرة قدم الصالات؟
ايزو: كانت بداياتي مع كرة القدم في سن التاسعة مع نادي الحِد في مسقط رأسي. في الواقع حصلت على لقبي “ايزو” من كرة القدم. عندما حان الوقت لاختيار لقب ليناديني به المدرب أو زملائي في الفريق عبر الملعب، فكرت في لقب زين الدين زيدان “زيزو”، ثم تمت صياغته ليصبح “ايزو”.
ومع مرور الوقت، تقدمت حتى تمكنت من الانضمام لمنتخب البحرين تحت 20 عامًا. في عام 2016، عندما كان عمري 17 عامًا، أتيحت لي الفرصة لتجربة اللعب في المنتخب الوطني لكرة الصالات تحت 20 عامًا، وأصبحت أصغر لاعب في المنتخب. من هناك، بدأت في تطوير مهاراتي في كرة الصالات. شق منتخبنا طريقه إلى بطولة كأس الاتحاد الآسيوي، التي استضافتها بانكوك، في أحد أرقى ملاعب كرة الصالات في العالم. لسوء الحظ، لم نكن المنتخب الأفضل في هذه البطولة، خاصة لأن برنامج كرة الصالات في البحرين كان لا يزال قيد التطوير في ذلك الوقت. دخلت كرة الصالات للبحرين في عام 2010، وبحلول 2016-2017 لم يكن لدينا مجموعات للفئات العمرية للشباب، فقط المنتخب الوطني الأول. المباراة الوحيدة التي فزنا بها في بانكوك كانت ضد بروناي.
بعد ذلك، سافرت إلى دبي لإكمال تعليمي، لكنني واصلت لعب كرة القدم باحتراف حتى 2018، عندما انضممت إلى المنتخب الوطني لكرة الصالات. في ذلك الوقت، بصفتي أكبر لاعب وكابتن الفريق، دخلت مع المنتخب للتنافس في تصفيات كأس الاتحاد الآسيوي، التي عقدت في الفجيرة في الإمارات العربية المتحدة.
معهد دول الخليج العربية في واشنطن: لماذا قررت إنشاء أكاديمية البحرين للفوتسال؟
ايزو: لدي ميول للاستمتاع بأسلوب الهجوم السريع في اللعب، وهذا متوفر في كرة قدم الصالات أكثر من كرة القدم. فكرت في أنه بما أنني أتمتع بما يزيد على عشر سنوات من الخبرة في اللعب، لماذا لا أُقيم شيئًا كمساهمة للمجتمع وللأجيال القادمة؟
تعد أكاديمية البحرين للفوتسال أول أكاديمية متخصصة في البحرين لتدريب كرة الصالات للشباب. الشريكان المؤسسان الآخران هما أحمد العامر، الذي يعمل محللًا إعلاميًا في مصرف البحرين المركزي، ويمتلك مجلة الأحمر، وهي وسيلة إعلام رياضية. وسعادة السيد جاسم بن محمد الچبن، وهو قاضٍ في المحكمة المدنية العليا، ولاعب سابق في نادي المحرق البحريني. عندما بدأت كرة قدم الصالات في البحرين، كان من أوائل اللاعبين. عرفته عندما لعبت ضده منذ سنوات، وبلغني أنه يتمتع بسمعة طيبة في كرة الصالات. ويحمل نفس رؤيتي عن كرة الصالات – وهي أنها ينبغي أن تكون سريعة ومسلية.
معهد دول الخليج العربية في واشنطن: ما هي توجهات كرة قدم الصالات في البحرين حسبما ترى؟
ايزو: عندما دخلت كرة قدم الصالات إلى البحرين في عام 2009، كان يُنظر إليها على أنها رياضة للرجال الكبار. ملعب كرة الصالات أصغر حجمًا، وعدد اللاعبين أقل (خمسة لاعبين وحارس واحد) والأشواط أقصر. لقد عززنا مشاركة كلٍ من الأطفال والبالغين للمشاركة في هذه الرياضة على مر السنين من خلال البطولات الرمضانية، التي استضافها أعضاء البرلمان ومحافظو المدن والوزراء. من العناصر الأساسية الأخرى في رمضان في البحرين دوري البنوك، وهي بطولة لكرة قدم الصالات لموظفي البنوك، ويستمر هذا التوجه ليشمل قطاعات أخرى، مثل البطولات في الوزارات والشرطة والجيش.
هذا العام، استضافت أكاديمية البحرين للفوتسال أول بطولة رمضانية لكرة قدم الصالات للصغار تحت عشرة سنوات. بالنسبة لي، استلهمت هذه البطولة من ذكرياتي في اللعب في بعض هذه البطولات الرمضانية المحلية. أتذكر أنني كنت جزءًا من الإثارة – الجماهير وأجواء اللعبة والتغطية الإعلامية – وأردت نقل هذا إلى فئة عمرية جديدة.
معهد دول الخليج العربية في واشنطن: أخبرنا المزيد عن البطولة الرمضانية.
ايزو: استغرقنا عدة أسابيع في تنظيم البطولة، وكنا محظوظين بالحصول على الكثير من الدعم من شركائنا، رعاة البطولة والعديد من كبار الشخصيات. عقدنا شراكة مع مدرسة الشويفات الدولية في جزيرة أمواج في المحرق لاستضافة البطولة. كنتُ قد التحقت بهذه المدرسة وتخرجت منها.
بالإضافة إلى المكان، اعتمدنا أيضًا على اتصالاتنا الشخصية لتأمين الرعاية من شركة الاتصالات السعودية.
لقد فكرنا مليًا في نوع الضيوف من كبار الشخصيات الذين أردنا حضورهم في البطولة – أردنا أشخاصًا يسهل التعرف عليهم من قبل الأطفال وعائلاتهم. دعونا إسماعيل عبد اللطيف هداف منتخب البحرين الأول، وغيره من عباقرة نادي المحرق، مثل علي حسن ومحمود “رينجو” عبد الرحمن، وحارس المرمى الأسطوري حمود سلطان. كما استضفنا سعادة السيد علي الماجد الأمين العام للجنة البارالمبية البحرينية، وعبد الله داوود نائب رئيس نادي النجمة البحريني، وهيليو سوزا، مدرب منتخب البحرين الوطني.
معهد دول الخليج العربية في واشنطن: هل تلقيتم أي دعم آخر من مجتمعكم في إنشاء أكاديمية البحرين للفوتسال؟
ايزو: عندما تقوم بإنشاء شركة هنا، فإن الخطوة الأولى هي الحصول على سجل تجاري من وزارة التجارة. كان من الصعب في البداية الحصول على الموافقة لأننا أطلقنا عليها “أكاديمية البحرين للفوتسال” – وهو اسم رسمي يمثل البلاد. كنا نعلم من البداية أن هذا الأمر سيشكل مشكلة، لكننا مضينا في ذلك. ثم حصلنا على موافقة وزارة الشباب والرياضة لشهادات التدريب وأخصائي العلاج الطبيعي.
لدينا أمل، إن شاء الله، في الحصول على دعم حكومي للمبادرات التي نخطط لها في المستقبل.
معهد دول الخليج العربية في واشنطن: لقد أنشأتم أكاديمية البحرين للفوتسال في نوفمبر/تشرين الثاني 2022، حيث كانت قطر وقتها تستضيف كأس العالم. كيف ألهمك ذلك أنت وجمهور كرة القدم في البحرين؟
ايزو: عندما أقيمت بطولة كأس العالم في قطر، بدأ الكثير من الأشخاص الذين اعتادوا الجلوس في منازلهم طوال اليوم خلال فترة كوفيد-19 بالقيام بأنشطة في الهواء الطلق. كما أثرت تلك الفترة على العديد من أنواع الرياضة الأخرى. هناك نادٍ في البحرين يسمى Tri-Athlete Factory، حيث يستطيع الأطفال والكبار ممارسة الجري وركوب الدراجات والسباحة. لم يتوقع البحرينيون أن يكون كأس العالم كبيرًا بالصورة التي حدثت، وقد حفزت الإثارة الناجمة عنه المجتمع البحريني بأسره.
كنت محظوظًا بما فيه الكفاية لحضور بعض مباريات كأس العالم، وكان ذلك رائعًا! لقد ألهمني الجو العام والمشاعر، وكل ما يتعلق به للعودة إلى البحرين والمضي قدمًا في إنشاء هذا المشروع.
معهد دول الخليج العربية في واشنطن: بعد كل ذلك أنجزتم أكاديمية البحرين للفوتسال في غضون ستة أشهر فقط، ما الذي تتمنى تحقيقه بعد ذلك؟
ايزو: لقد أقمنا شراكة مع إحدى المدارس لنقدم الخدمات التدريبية لها ولمنطقة المحرق بأكملها. سوف نقدم الجلسات التدريبية لأربع فئات عمرية لكل من الصبيان والفتيات. نتمنى أن نعقد المزيد من البطولات في القريب العاجل.
بالنسبة لي، ما أزال بعيدًا عن التفرغ بشكل كامل للعمل في أكاديمية البحرين للفوتسال. ولكي أترك أنا وشركائي المؤسسين أعمالنا اليومية، نحتاج إلى دعم حكومي. نأمل مستقبلاً في الحصول على أرض لبناء صالة للفوتسال وصالة ألعاب رياضية.
معهد دول الخليج العربية في واشنطن: أخيرًا، ما هي المحفزات وراء استلهامك لهذا المشروع؟ وما هي مساعيك الأخرى داخل وخارج مجال كرة القدم أو صالة الفوتسال؟
ايزو: أنا أنمو وأنتعش تحت الضغط – طوال الوقت لدي الكثير مما أريد القيام به. عندما انضممت للمنتخب الوطني لأول مرة، كنت أتدرب معهم مرتين في اليوم، بالإضافة إلى التدريب مع فريق النادي الخاص بي، والذهاب إلى المدرسة بدوام كامل، كانت حياتي كلها عملاً بلا توقف. لكن بعد ذلك، وبعد أن لعبنا في البطولة وعدت إلى “حياتي الطبيعية”، اشتقت لذلك الضغط.
انتابني الشعور نفسه أثناء عملي في جناح البحرين في إكسبو 2020 دبي. عملت بشكل فعلي في ورديات من 12 ساعة يوميًا، فقط لأنني كنت أرغب في تحقيق المزيد. استلهمت الكثير فيما يتعلق هذا المشروع من اللعب في إكسبو كأس العالم، عندما لعبت في فريق الجناح العماني. اللعب في تلك البطولة أمام حشود من الناس يشاهدون ويهتفون، والشعور بكل هذه العواطف والقلق الذي يصاحب اللعب التنافسي ذكرني مرة أخرى بطفولتي.
لقد وجدت الحَميّة نفسها في الأطفال الذين دربتهم خلال البطولة. وصلنا إلى الدور نصف النهائي، وكانوا متحمسين للغاية لأن أكثر من 200 شخص حضروا المباراة. عندما خسرنا 2-1 – وكان اللعب نزيهًا من كلا الفريقين اللذين لعبا بشكل جيد للغاية – بدأ أطفالي في البكاء. لقد تأثروا بالخسارة حقًا. انفطر قلبي لرؤيتهم منهارين لهذه الدرجة، لكنني قلت لهم، “هذه تجربة تعليمية – لن نفوز دائمًا. ولكن عندما نفوز، تذكروا أننا لن نكون في قمة العالم. وعندما نخسر، لا نكون في القاع”.
هذا ما أعتبره أهم دور لي تجاه هؤلاء الأطفال، ليس فقط كمدرب، وإنما كزميل في الفريق وقائد له. سيزودك المدرب بالتوجيهات ووجهة النظر التكتيكية، لكن اللاعب الحقيقي سوف يمنحك الدعم الجسدي والمعنوي على أرض الملعب.
من غير المرجح أن تتمكن أرامكو من الحفاظ على سياستها الحالية في توزيع عائدات الأسهم في ظل غياب انتعاش قوي في عائدات النفط. وقد يؤدي تخفيض الأرباح الموزعة إلى آثار سلبية على الأوضاع المالية للحكومة وصندوق الاستثمارات العامة.
عودة ترامب إلى البيت الأبيض ستخلق خطوط تماس وتوتر داخلية يمكن أن تؤدي إلى توترات اجتماعية وسياسية جديدة. إضافة إلى خطوط تماس أخطر خارجياً، قد تزج الولايات المتحدة في حرب تجارية مع الصين.
على صعيد العلاقات الأمريكية-الخليجية، سترث إدارة هاريس إطار عمل راسخ للمضي قدماً، ومن غير المرجح أن تتخلى عنه.
ادعمنا
من خلال تفحصها الدقيق للقوى التي تعمل على تشكيل المجتمعات الخليجية والأجيال الجديدة من القادة الناشئين، يعمل معهد دول الخليج العربية في واشنطن على تسهيل حصول فهم أعمق للدور المتوقع أن تلعبه دول هذه المنطقة الجيوستراتيجية في القرن الحادي والعشرين.