الفنانة الإماراتية ميثاء حمدان، التي تم عرض أعمالها في معرض سفارة دولة الإمارات في واشنطن، يضع المرأة في في مكانة كبيرة في المجلس الإماراتي. تستخدم ميثاء مقاطع الفيديو لاستكشاف القيود الاجتماعية العامة المتزايدة المفروضة على المرأة.
في احتفالها بيوم المرأة الإماراتي في 28 أغسطس/آب، تعاونت سفارة دولة الإمارات العربية المتحدة في واشنطن العاصمة مع منصة دروازة للفنون في دولة الإمارات، وهي حاضنة ثقافية أسستها القيّمة الإماراتية منيرة الصايغ، لإقامة معرض يلقي الضوء على الفنانات المقيمات في الإمارات. يستكشف المعرض المعنون بـ “بينما تُعد القهوة: حكايات ترويها فنانات من الإمارات” كيف يكون المجلس مساحة للنساء في دول الإمارات للتمكين والحوار والتبادل. وفي إشارة إلى التقليد المنتشر على نطاق واسع قراءة فنجان القهوة التركية بعد أن تستقر في قعر الفنجان، فإن الأعمال الفنية في هذا المعرض تتعرض لموضوعات المجتمع والضغوط والمعايير الاجتماعية والتقاليد والزينة.
يعتبر معرض “بينما تُعد القهوة” معرضًا متعدد الوسائط ويضم منحوتات ومعروضات سمعية ومرئية ورسومات وتطريزًا وتصويرًا. ورغم أن المعرض يبحث في كيفية اجتماع النساء في المجلس، فإنه يهدف بشكل كبير لتعريف الجمهور في الولايات المتحدة بتاريخ المشهد الفني الإماراتي ونطاق الأعمال الفنية المحلية في دولة الإمارات. عرضت الفنانات العديد من الأجيال والأنماط، من اللوحات ذات الألوان الزاهية لنجاة مكي وفاطمة لوتاه، وهما امرأتان تمثلان الجيل الأكبر من الفنانات الإماراتيات، إلى الصور الفوتوغرافية الجميلة التي التقطتها الفنانتان الشابتان فاطمة الفردان وخولة المرزوقي. وقد اشتمل المعرض على أجندة تضمنت نقاش مع فنانة، وورش عمل للمدارس الابتدائية والثانوية، ودردشة قرب الموقد. وبتقديمه كجزء من برنامج سفارة دولة الإمارات للثقافة والتواصل، وبعد المشاركة الإماراتية في مهرجان سميثسونيان للفنون الشعبية في وقت سابق من الصيف، يقدم معرض “بينما تُعد القهوة” فرصًا أخرى للجماهير المقيمة في الولايات المتحدة للتفاعل مع الفنانات والأعمال الفنية التي تمثل تنوع المشهد الإبداعي والثقافي لدولة الإمارات.
تحدث معهد دول الخليج العربية في واشنطن مع الفنانة المفاهيمية ميثاء حمدان، التي عُرض لها مقطع فيديو بعنوان “احتياطات” (2021) في معرض “بينما تُعد القهوة”، وذلك لمعرفة المزيد عن توظيفها للسخرية والمنسوجات والآيس كريم لتقصي التوقعات المجتمعية المتعلقة بالنساء في دولة الإمارات.
معهد دول الخليج العربية في واشنطن: أخبرينا عن نفسكِ، ما هي اهتماماتكِ كفنانة؟
ميثاء: أنا فنانة إماراتية ولدت ونشأت في عجمان، وهي مدينة محافظة وأصغر إمارة في دولة الإمارات. أنا أدعو نفسي فنانة متعددة التخصصات – استخدم عدة وسائط للتعبير عن الرسائل أو الأفكار. لديّ أساسًا عامًا لأعمالي الفنية، وهو المنسوجات. في كل عمل فني، قد تجدني إما أرتدي منسوجات معينة، أو أعبر عن الأفكار من خلال المنسوجات، أو الرسم على المنسوجات، أو حتى التصوير من خلال المنسوجات. ومن خلال هذا الأمر، قمت بالتعمق في ومعرفة معنى المنسوجات وتاريخها، لا سيما المنسوجات التقليدية الموجودة عندنا في دول الإمارات.
معهد دول الخليج العربية في واشنطن: ما الذي أثار اهتمامكِ بالمنسوجات والقماش؟
ميثاء: لقد كان عندي فضول كبير فيما يتعلق بالمنسوجات طوال حياتي. لذلك، فتحت مشروعًا تجاريًا وأصبحت مصممة أزياء، لأني اعتقدت أن هذه هي الطريقة الوحيدة لمعرفة المزيد عن المنسوجات. لقد أدرت مشروعًا تجاريًا للأزياء يدعى ديسنسيا في فترة 2013–2017، وكنت أعبر عن كل مجموعة كمشروع فني مع قصة وبيئة، وإشادة ببعض الأشخاص التاريخيين، ورسائل عن تمكين المرأة. ومع ذلك، شعرت أن الناس يعاملونني كسيدة أعمال. لم يتعاملوا مع القطع التي أنتجتها كقطع فنية. بدأ انتقالي للفن في 2018، عندما شاركت في مهرجان سكة للفنون، وهو حدث سنوي في دولة الإمارات، باستخدام المنسوجات. هذا هو المكان الذي بدأت فيه التعبير عن ذاتي كفنانة حقيقية، وليس كسيدة أعمال، وعرفت أنني أستطيع أن أعبر عن ذاتي من خلال العديد من الوسائط.
عندما انضممت لاحقًا لمنحة سلامة بنت حمدان للفنانين الناشئين، بدأت، حقيقة، في التعمق أكثر في الفن، وطرح الكثير من الأسئلة، وإقامة العروض التي أتاحت لي إيصال رسائلي بمستوى أقوى وأعلى. كلما قمت بزيارات للأستوديو، كنت أشعر أن جمهوري يرتبط بأدائي أكثر من الارتباط بالعمل الفني أو المنسوجات المعروضة.
معهد دول الخليج العربية في واشنطن: ما هي بعض الأشياء التي ألهمتكِ لعمل مقاطع الفيديو هذه؟ هل كان هناك موضوعات معينة دفعتكِ لذلك العمل؟
ميثاء: الأمر كله يتعلق بالمرأة. أنا دائمًا أعبر عن وجهة نظر المرأة، وما لدينا من قيود وحدود اجتماعية، وكيف تربينا، خصوصًا من وجهة نظر دينية. لقد شعرت دائمًا أننا لم نتلقَّ تعليمًا دينيًا بطريقة شاملة. وهذا ما جعلني أفكر بطريقة نقدية أكثر. لا ترى الكثير من النساء تطرح أسئلة نقدية، وخصوصًا عندما يتعلق الأمر بالدين أو القيود الاجتماعية. وهذا يحدث في كل مكان، ولكنه يحدث بشكل أكبر في منطقتنا. لذا، هذا ما ألهمني: القيود والأشياء التي لا نملكها أو لا نستطيع أن نملكها. ثم أتساءل لماذا لا نستطيع أن نملكها؟ التاريخ أيضًا يلهمني كثيرًا، وخصوصًا معرفة المزيد عن تاريخ النساء. لقد اعتقدت دائمًا أن التاريخ قد تمت كتابته من وجهة نظر الرجل فقط، وأنت لا تجد الكثير من النساء اللواتي يكتبن ويوثقن التاريخ. إذًا، لماذا لا أفعل أنا ذلك؟ أنا أقوم بذلك من خلال وصف وتوثيق ما يحدث حاليًا، على الأقل من وجهة نظري.
معهد دول الخليج العربية في واشنطن: أخبرينا المزيد عن الفيديو الخاص بك في المعرض في واشنطن.
ميثاء: جاءت الفكرة لي من خلال مشروع قمت به اشتمل على كتابة ملاحظات من أماكن طفولتي. ذهبت إلى محل الآيس كريم الذي كنت أذهب إليه مع أمي وأسرتي عندما كنت صغيرة. بدأت هناك بتدوين ملاحظات عن أشياء أتذكرها مثل نكهة الآيس كريم المفضلة لديّ. شيء آخر تذكرته هو عندما قالت لي أمي: “لا تأكلي الآيس كريم من الكون، بل كليها من الكوب لأن ذلك عيب”، أي أنه أمر يدعو للخجل أو يعتبر غير مقبول ثقافيًا. كنت في الثامنة من عمري، وفي ذلك العمر عادة لا نسأل لماذا. لقد تعلمنا أن نستمع ولا نناقش. ولكن ما أدهشني أن ذلك ظل في ذاكرتي لما يزيد عن عشرين عامًا. لماذا هو كذلك؟ لماذا هو عيب؟ يعود الأمر للكيفية التي تم تعليمنا بها كنساء، عندما كنا أطفالا، بأن لدينا هذه القيود الاجتماعية لحماية أنفسنا. علينا أن نتصرف بطريقة معينة حتى لا نستفز الجنس الآخر، أو أننا، لا سمح الله، قد نثير شيئًا جنسيًا. نحن يقع علينا اللوم، ولكن عندما تفكر في الأمر، إنه مجرد تصرف بسيط! سواء كان ذلك عبر تناول الآيس كريم أو موزة أو مصاصة من الحلوى أو أي شيء آخر، ولكن يتم تحميله الطابع الجنسي عندما يتعلق بالنساء.
لذلك، عندما قمت بمزيد من البحث، وجدت أن هناك مقالات في صحف عربية قديمة من الثمانينيات والتسعينيات كانت تعلم النساء كيف يأكلن كون الآيس كريم “بطريقة لائقة”. حتى وهو على شكل مخروط، عليكِ أن تأكليها بالملعقة – ولا تستطيعين لعقها مباشرة. أو كيف تأكلين موزة من خلال تقطيعها وتناولها بالشوكة – لا تأكليها مباشرة. هذه هي الطريقة الأكثر لياقة. إنه لأمر مثير للدهشة كيف تعلمنا الأكل كنساء محترمات، ولكن ماذا بالنسبة للرجال؟ هل يسمح لهم بأكل الموزة أو الآيس كريم مباشرة؟ ولماذا لا يوحي ما يقومون به بطابع جنسي عندما يفعلون ذلك؟ أثناء قيامي بهذا الفعل، وفي محاولةً مني أن أكون متمردة، وفي نفس الوقت الالتزام بالقيود الاجتماعية التي لدينا – أن أكون “فتاة صالحة” و”فتاة سيئة” في الوقت نفسه – فإنني أبين ما سيحدث: إنها فوضى تثير الاشمئزاز. إن محاولتي أكلها من خلال الحجاب، هو أنني أحاول أن أتصرف مع الاستمتاع بفعل بسيط.
معهد دول الخليج العربية في واشنطن: هل يمكنك أن تشرحي بالتفصيل رمزية الحجاب وألوانه في عروضك؟
ميثاء: نعم عندما أقوم بإنتاج عمل فني، عادة ما أكون مرتبطة أكثر بالألوان الموحية بالحيوية والنشاط، واختياري للون الزهري هو صفعة لمن يعتقدون أن اللون الزهري أنثوي، وهو ليس كذلك، هو ليس حتى لونًا أنثويًا عندما تبحث في التاريخ. لكن منحهم ما يريدون – حتى اختيار هذا اللون – هو المظهر الأدائي الكامل كي أتصرف وأكون الفتاة الأكثر “أنوثة”. اختياري للحجاب لم يكن لأني امرأة عربية أو لأنه الشيء الذي تفعله النساء العربيات فقط. ولكن ارتداء الحجاب كان، بالنسبة لي، متعلقًا بالقيود الاجتماعية، بحيث لا أستطيع أن آكل من خلال الحجاب، وحتى لو استطعت ذلك، فإنه سيكون صعبًا وسيخلق فوضى.
معهد دول الخليج العربية في واشنطن: كيف يرتبط عملك الفني بالأعمال الفنية الآخرى في معرض “بينما تُعد القهوة”؟
ميثاء: كما أوضحت منيرة للزوار، فإن المعرض عن النساء، وعن مدى قوتهن وتشبثهن برأيهن، وكيف يعبرن عن أنفسهن. بالنسبة لي، كان عندي صمت كثير في حياتي، وكان التفكير في مدى قوة جدتي وجدة أمي وخالاتي ومدى تعبيرهن عن آرائهن قد ذكرني بما قالته منيرة. كنت آمل أن يعبر عملي الفني عما يدور في خلدي، ولهذا السبب أنا سعيدة جدًا لأنني شاركت مع نساء لم يكنّ خجولات في الحديث عن قضايا مختلفة نواجهها كنساء بدلًا من الخوف من هذا الشعور بالضعف.
آمل أن أكون قد أعطيت انطباعًا حسنًا عن حال النساء، لأنه توجد صور نمطية بشعة عن النساء في المنطقة – أنهن مضطهدات ولا يتحدثن ولا يسمح لهن بعمل الكثير من الأشياء. لقد أردت أن أبين أننا كنساء يمكننا فعل أي شيء. إن التعليقات والأسئلة التي أتلقاها من الجمهور الأمريكي، حول الصور النمطية التي لديه وكيف يفهم النساء في المنطقة، وخاصة في دولة الإمارات، حقًا مدهشة. وهذا يلهمني لعمل المزيد من المعارض الدولية.
معهد دول الخليج العربية في واشنطن: كيف كان تفاعل جمهوركِ مع أعمالكِ الفنية؟
ميثاء: كان هناك ردود أفعال مختلفة في دولة الإمارات مقارنة بما يجري هنا في واشنطن. لقد لاحظت أن الجمهور، في المنطقة العربية، لم يعبروا كثيرًا عن ردود أفعالهم، لكن الجمهور في العاصمة واشنطن كان معبرًا بحق. لم يكن هناك فلترة اجتماعية، لذلك كانوا يقولون كل شيء يفكرون فيه، سواء اعتقدوا أنه مثير للاشمئزاز أو الحزن، أم اعتقدوا أن ما أفعله هو تحرك سياسي يعود للأحداث التي تقع في الشرق الأوسط والعالم الإسلامي. ما حصلت عليه من ردود أفعال كان مدهشًا. وما دمت أحصل على ردود الأفعال هذه، فأنا أعتبر نفسي فنانة ناجحة. غير مهم إن كانت ردود الأفعال إيجابية أم سلبية، أو حتى إذا شعر الناس بالاشمئزاز من العمل، فإنني أشعر أنني فنانة ناجحة ما دام عملي يثير المشاعر ويحرك شيئًا في الجمهور.
سيقوم دونالد ترامب بعمل تحولات غير مسبوقة في السياسة الأمريكية بتحديه للأعراف الديمقراطية والتقاليد الدستورية والقانونية في المشهد السياسي الأمريكي، بما يؤثرعلى شكل ودعائم النظام السياسي الأمريكي.
من غير المرجح أن تتمكن أرامكو من الحفاظ على سياستها الحالية في توزيع عائدات الأسهم في ظل غياب انتعاش قوي في عائدات النفط. وقد يؤدي تخفيض الأرباح الموزعة إلى آثار سلبية على الأوضاع المالية للحكومة وصندوق الاستثمارات العامة.
عودة ترامب إلى البيت الأبيض ستخلق خطوط تماس وتوتر داخلية يمكن أن تؤدي إلى توترات اجتماعية وسياسية جديدة. إضافة إلى خطوط تماس أخطر خارجياً، قد تزج الولايات المتحدة في حرب تجارية مع الصين.
ادعمنا
من خلال تفحصها الدقيق للقوى التي تعمل على تشكيل المجتمعات الخليجية والأجيال الجديدة من القادة الناشئين، يعمل معهد دول الخليج العربية في واشنطن على تسهيل حصول فهم أعمق للدور المتوقع أن تلعبه دول هذه المنطقة الجيوستراتيجية في القرن الحادي والعشرين.