تختفي ابنة زوجين عربيين في الثالثة من عمرها في ظروف غامضة من فندقهم في بالي، بينما كانوا يتناولون العشاء في مطعم مجاور. تبع ذلك أكبر عملية بحث في العالم عن شخص مفقود، حيث حاول الوالدان يائسين العثور على طفلتهما. تسرد رواية “حدث في بالي”، وهي أحدث أعمال أدب الجريمة للروائية الكويتية فدوى الطويل، أحداث هذه القصة الآسرة للقلوب. تعتبر رواية “حدث في بالي” بالإضافة إلى روايات فدوى السابقة، “حدث في سوهو” و”انتحار جماعي في هاريانا” روايات خيالية مأخوذة عن أحداث واقعية، من بينها اختفاء مادلين ماكان Madeleine McCann)) وميكايلا بالي (Mekayla Bali).
على الرغم من أن رواية “حدث في بالي” قد نشرت فقط في سبتمبر/أيلول 2022، إلا أنه قد تم إصدار الطبعة السادسة منها، وقد تتفوق على رواية “حدث في سوهو”، والتي صدرت حاليًا طبعتها الحادية والثلاثون، والتي ما تزال أكثر أعمال فدوى شُهرة. تدور أحداث الرواية، التي صدرت في عام 2016، حول زوجين خليجيين فقدا طفلتهما، بينما كانا يمضيان إجازتهما في لندن، وتتبع الرواية دخول الأم إلى عالم التشرد والجريمة في محاولة للعثور على ابنتها بعدما استسلم زوجها وتوقف عن البحث. استلهمت فدوى الرواية من الجرائم الحقيقية التي وقعت في لندن، حيث ذهبت فدوى إلى المملكة المتحدة لمزيد من البحث. ثم تبع ذلك روايتها في عام 2018، “انتحار جماعي في هاريانا”، والتي تدور أحداثها حول قتل الإناث في الهند.
تبرز المؤلفة ذائعة الصيت، كواحدة من كتاب الروايات القليلين في مجال أدب الجريمة في دول الخليج العربية. تحدث معهد دول الخليج العربية في واشنطن مع المؤلفة، البالغة من العمر 28 عامًا، حول خبراتها كروائية في أدب الجريمة وكتابة الروايات ومكانة روايات أدب الجريمة في العالم العربي.
معهد دول الخليج العربية في واشنطن: كيف بدأت اهتماماتكِ بالكتابة؟
فدوى: نشأت على الاستمتاع بالقراءة كثيرًا. أحببت على وجه الخصوص عمل المؤلف المصري محمود سالم – سلسلة “المغامرون الخمسة”، لقد قرأتها بالكامل. كان يطلق عليها “قصص بوليسية”، وهو ما يعني فقط أدب الجريمة للشباب. لقد افتتنت بهذه القصص واشتريتها بمدخراتي الخاصة – لقد كانت متعة حقيقية بالنسبة لي.
لقد بدأت الكتابة لبعض المجلات، مثل مجلات ماجد ومجلات ميكي وسبيستون. ولتوسيع مهاراتي الكتابية، انضممت لرابطة الكتاب الكويتيين في سن الرابعة عشرة، كانوا يدعمون الشباب الصغار، وأصبحت جزءًا من مجتمع الكُتاب هذا. كان الكُتاب ينظرون في أعمالي، ويقدمون لي نقدهم ورأيهم. كنا نلتقي أسبوعيًا لمناقشة كتاباتنا، وقد ساعدني هذا حقًا في تطوير أساليبي ككاتبة، وعلمني كيفية تلقي النقد.
معهد دول الخليج العربية في واشنطن: لِمَ قررتِ اختيار هذا النوع الأدبي- أدب الجريمة؟
فدوى: ينطوي أدب الجريمة على العديد من طبقات سرد القصص، وتتطلب كل طبقة أن تزيح الستار لكي تصل إلى ما تبحث عنه. وهو عمل شيق لكل من الكاتب والقارئ. وهو شيء مشوق حقًا، لأنه كالأحجية الكبيرة يتعين عليك أن تعمل على صياغتها بعناية. ما يعجبني هو الطريقة التي يبدو وكأن كل شيء في الأصل منفصل عن الآخر، ولكن في الحقيقة يتبين لك في النهاية أن كل شيء مرتبط بالآخَر، يدور ويرجع مرة أخرى، ثم ينكشف فجأة في النهاية.
معهد دول الخليج العربية في واشنطن: هل لكِ أن تذكري بعض المؤلفين الذين كتبوا هذا النوع الأدبي، وكان لهم دور في إلهامكٍ؟
فدوى: ألهمني بشكل خاص المؤلف النرويجي جو نيسبو (Jo Nesbo)، الذي يكتب روايات الغموض، وقد ترجمت أعماله إلى العديد من اللغات. وبالطبع أجاثا كريستي، لقد نشأت على قراءة كتبها المترجمة للعربية. وقد تعلمت الكثير من أساليبها والبنية القصصية لديها.
معهد دول الخليج العربية في واشنطن: ماذا كانت ردود الأفعال في الكويت ومنطقة الخليج تجاهك باعتبارك روائية أنثى في مجال أدب الجريمة؟
فدوى: يميل هذا النوع الأدبي لهيمنة الكتاب الذكور. لقد تحمس القراء في الكويت ومنطقة الخليج على نطاق أوسع لوجود روائية تنشر في أدب الجريمة. طبعًا، كثيرًا ما يُطرح عليّ السؤال العام لماذا لا تكتبين النوع الرومانسي. من المثير للاهتمام أنه لا يزال لدينا توقعات للأمور التي يفترض أن تهتم بها الكاتبات الإناث.
معهد دول الخليج العربية في واشنطن: هل واجهتكِ أي تحديات لكونك امرأة تكتبين وتبحثين في هذا النوع الأدبي؟
فدوى: ربما كان الجزء المتعلق بالبحث هو الأصعب، لأنني أميل للكتابة عن جرائم حقيقية، ثم أقوم بتحويلها إلى روايات خيالية، أحتاج فعلاً، في الكثير من الأحيان، لزيارة دول معينة، والحديث مع الناس. يمكن أن يكون الأمر صعبًا لكوني امرأة تسافر بمفردها، كنت أفتقر للدعم العائلي في كثير من الأحيان. كما لم يكن هنالك أي دعم مالي لأيٍ من رحلات البحث هذه، ولم يكن هنالك منح للكتاب ولا ورش كتابة. كما أن الكتابة كإمراه تضعك أحيانًا في مواقف صعبة، على سبيل المثال، قد يأتيني شخص ما ويخبرني كم هو السفر خطير لامرأة تسافر بمفردها أو تكتب في هذا النوع الأدبي. قد يسألني البعض أحيانًا لماذا تتصرف الشخصيات النسائية في رواياتي بطريقة معينة، ولماذا أقدم الرجال من زاوية معينة. على سبيل المثال، تميل الشخصيات الذكورية للغياب عن المشهد أو أنها تتخلى عن البحث عن أطفالها بشكل أسرع من الشخصيات الأنثوية، لدى النساء إصرار أكثر من الرجال الذين يتخلون عن البحث بشكل أسرع.
معهد دول الخليج العربية في واشنطن: من هم قراؤكِ؟
فدوى: الرجال والنساء على حد سواء. إنه من الممتع حقًا أن يقرأ لك أناس من جميع الأعمار، لقد قرأ الشباب الثلاثية بكاملها، كما قرأ أعمالي البالغون المهتمون بالجرائم الواقعية وغير الخيالية. أنا على تواصل مع قرائي على وسائل التواصل الاجتماعي، وبالطبع في معارض الكتاب السنوية، لذلك لدي دائمًا الفرصة للتحدث معهم.
معهد دول الخليج العربية في واشنطن: جميع رواياتك في الثلاثية –”حدث في سوهو” و”انتحار جماعي في هاريانا” و”حدث في بالي” – تستند إلى جرائم من واقع الحياة، وقد حدثت في بلدان مختلفة من العالم. أخبرينا عن عملية اختيار الجرائم والبحث فيها، بالإضافة إلى عملية كتابة الروايات.
فدوى: حسنًا، تبدأ كل جريمة من هذه الجرائم، بشكل عام، من مشاهدة الأخبار، وقراءة ومتابعة التغطية الإعلامية لكلٍ منها. كما أنني أشاهد الأفلام الوثائقية وأقرأ كثيرًا. أقوم بزيارة البلد الذي وقعت فيه الجريمة، وأتحدث إلى السكان المحليين، واستمع إلى القصص والآراء المحلية. دائمًا ما يكون التحدث إلى الأشخاص مفيدًا، لأنه يمنحك الإحساس بالمجتمع وبقصص الناس، ويساعد في إثراء عملية الكتابة. ولأن العمل خيالي، أبدأ بالحقائق الواقعية، ثم أنتقل إلى إنشاء السرد، وملء الثغرات، وتحويل القصة إلى رواية. أستخدم مقاطع الفيديو والمقابلات الشفوية والتسجيلات، التي تساعدني عند استخلاص وصياغة حبكة الرواية.
كان إعداد روايتي الأخيرة “حدث في بالي” يستدعي التواجد مع المؤرخين، بمن فيهم المؤرخون الشفويون والمترجمون، لأنهم يتفاعلون مع السكان المحليين. فهم يفهمون الثقافة، وتمر التفاصيل المهمة دون أن يلاحظها أحد، والقصص المخفية – التي أشرت إليها في روايتي بمصطلح “السياحة السوداء” – والتي تشمل الجرائم ضد الإنسانية والإبادة الجماعية والحروب والاغتيالات. تستحوذ هذه الأماكن المظلمة، مثل مقبرة ترونيان، حقًا على تقاليد القرى في بالي. لا تعتبر هذه الأماكن في نظر معظم السياح أماكن صالحة للزيارة، لكنني أردت زيارتها بشكل مباشر لأتمكن من الحصول على وصف واضح ودقيق للبيئة والشخصيات والحبكة. أقوم دائمًا، في جميع رواياتي، بإقامة علاقة مع المكان والناس الذين أكتب عنهم، وهذا يعد في اعتقادي جزءًا مهمًا من الكتابة، وهذه القصص يجب أن تُسمع.
معهد دول الخليج العربية في واشنطن: تمتاز بعض رواياتك، مثل “حدث في سوهو” و”حدث في بالي”، بـ “تعريب” أو “تخليج” الشخصيات الرئيسية والحبكات لجرائم حقيقية حدثت خارج العالم العربي. لماذا قررت فعل هذا؟ حيث ذكر بعض النقاد أن هذا يجعل الروايات غير واقعية.
فدوى: أردت أن يرتبط قرائي بهذه الشخصيات لأنني عربية وخليجية وكويتية، وقرائي من هذا الجزء من العالم، فهم جمهوري المستهدف. ومع ذلك، فإن العالم اليوم يهتم كثيرًا بالسفر والتواصل بين الثقافات والبلدان المختلفة. يسافر الكثير من الخليجيين لاستكشاف العالم، وتأتي الروايات كوسيلة لجَسر هذه الثغرة بين هنا وهناك، وبين المحلي والعالمي. كما أعتقد أن الرواية لا تدين لك بشيء كقارئ. فهي لا ينبغي أن تكون “قابلة للتصديق” لأنها خيال في نهاية المطاف. في الوقت نفسه، تحدث العديد من الجرائم للأزواج والأفراد الخليجيين، وفي كثير من الأحيان تكون أسوأ من الجرائم الخيالية. أعتقد أننا كقراء نحتاج دائمًا أن نسأل أنفسنا هذا السؤال: لمجرد كونك محظوظًا بأنك لم تجرب هذا الأمر بشكل مباشر، هل هذا لا يعني أنه لا يمكن أن يحدث أو أنه لم يحدث للآخرين.
معهد دول الخليج العربية في واشنطن: لماذا لم تكتبي بشكل عام عن الجرائم التي حدثت في الكويت أو في العالم العربي على نطاق أوسع؟ فقد شهدت الكويت، على سبيل المثال، عددًا من الجرائم التي حازت على الكثير من الاهتمام الإعلامي الإقليمي والدولي في السنوات الأخيرة، وكان من الممكن أن تشكل إلهامًا لكتابة الروايات.
فدوى: لطالما رغبت في القيام بذلك، ولكن يمكن لهذا الأمر أن يكون صعبًا في المجتمعات المحافظة. سوف يسألك الناس على من تلمحين، ويمكن لذلك أن يتسبب في بعض المشاكل للمؤلفين الذين يكتبون عن أناس حقيقيين. ومع ذلك، فإنني آمل أن يتضمن كتابي التالي جريمة محلية.
معهد دول الخليج العربية في واشنطن: هناك شخصيات قيادية أنثوية في جميع رواياتك. لماذا تكتبين باستمرار من وجهة نظر المرأة؟ هل هذا أولوية بالنسبة لك؟
فدوى: لأنني ككاتبة أنثى، أشعر حقًا أنه ينبغي أن تكون هذه الشخصيات القيادية النسائية موجودة هناك. أريد إلهام المزيد من الكتاب لإعطاء المزيد من المساحة للشخصيات القيادية الأنثوية في الأدب والإعلام، وعدم حصرهم في الشخصيات الثانوية أو الداعمة. الشخصيات النسائية معقدة ويمكن أن تكون الكتابة عنها ممتعة بسبب كثرة المستويات التي تؤثر على تجاربهن في الحياة.
معهد دول الخليج العربية في واشنطن: لقد تناولت رواياتك مختلف القضايا العالمية الهامة، مثل الاتجار بالبشر والعنف المنزلي وقتل الإناث. ما الذي تأملين أن تحققيه رواياتكِ في هذا الصدد؟
فدوى: القراءة تزيد من مستوى الوعي، وتتيح للناس التفكير بهذه القضايا من خلال الأدب عن طريق إيجاد علاقة مع قصص هذه الشخصيات، وعدم الاكتفاء بكونها مجرد قصص في الإعلام. أريد من الناس أن ينظروا إلى هؤلاء الأشخاص، ويتوقفوا قليلاً ويفكروا في القصص وراء القصص التي يعرضها الإعلام أو التي وراء ما يشاهدون. أريد من الناس أن يتوقفوا وينظروا إلى الآخرين، ويتفكروا في قصصهم ومواقفهم الحياتية.
معهد دول الخليج العربية في واشنطن: ما هو رأيك في أدب الجريمة كنوع أدبي في العالم العربي؟ ما هي التغييرات التي تأملين رؤيتها؟
فدوى: لا يزال نوع أدب الجريمة في العالم العربي ذكوري التوجه. أتمنى أن أرى المزيد من المؤلفين يكتبون في هذا النوع، وأتمنى له جمهورًا أكبر. فهو كنوع أدبي ما يزال في مرحلة النمو والتطور. أتمنى رؤية تغييرات مثل تدريس أدب الجريمة في المدارس والجامعات، والبحث في تاريخه، وأتمنى إنتاج المزيد من الأعمال الأدبية والوثائقية حول الجريمة في العالم العربي.
معهد دول الخليج العربية في واشنطن: ما هو عملك القادم؟
فدوى: أخطط لكتابة رواية أخرى، ولكنني حاليًا أرغب في رؤية أعمالي تترجم إلى لغات أخرى، أو أن يتم تعديلها للعرض على الشاشة، كما أنني أرغب في كتابة شيء ما للتلفاز.
سيقوم دونالد ترامب بعمل تحولات غير مسبوقة في السياسة الأمريكية بتحديه للأعراف الديمقراطية والتقاليد الدستورية والقانونية في المشهد السياسي الأمريكي، بما يؤثرعلى شكل ودعائم النظام السياسي الأمريكي.
من غير المرجح أن تتمكن أرامكو من الحفاظ على سياستها الحالية في توزيع عائدات الأسهم في ظل غياب انتعاش قوي في عائدات النفط. وقد يؤدي تخفيض الأرباح الموزعة إلى آثار سلبية على الأوضاع المالية للحكومة وصندوق الاستثمارات العامة.
عودة ترامب إلى البيت الأبيض ستخلق خطوط تماس وتوتر داخلية يمكن أن تؤدي إلى توترات اجتماعية وسياسية جديدة. إضافة إلى خطوط تماس أخطر خارجياً، قد تزج الولايات المتحدة في حرب تجارية مع الصين.
ادعمنا
من خلال تفحصها الدقيق للقوى التي تعمل على تشكيل المجتمعات الخليجية والأجيال الجديدة من القادة الناشئين، يعمل معهد دول الخليج العربية في واشنطن على تسهيل حصول فهم أعمق للدور المتوقع أن تلعبه دول هذه المنطقة الجيوستراتيجية في القرن الحادي والعشرين.