قال خبير أمريكي بارز في شؤون الشرق الأوسط أن أعمدة العلاقة الأمريكية-السعودية التي ربطت البلدين تاريخيا قد تآكلت، إلا أن مصلحة البلدين المشتركة تحتم على أصحاب القرار في واشنطن والرياض إبقاء الصلات والتعاون الاستراتيجي في المنطقة وعالميا.
وفي الندوة التي نظمها معهد دول الخليج العربية في واشنطن الأربعاء أوضح غرغوري غوز استاذ دراسات الشرق الأوسط في جامعة تكساس أي.أم أن انتهاء الحرب الباردة مع الإتحاد السوفيتي السابق التي وجدت فيها السعودية نفسها إلى جانب الولايات المتحدة الأمريكية وتحكم السعوديين بنفطهم بصورة كاملة إديا بالنتيجة إلى إنتفاء حاجة الطرفين إلى بعضهما البعض كما في السابق. إلا أن غوز إشار إلى ثلاثة أسباب من أجلها يتعين إبقاء العلاقة بين الطرفين وعدم الإصغاء إلى أصوات، بعضها في الكونغرس، تطالب بقطع العلاقة مع الرياض. أولا، اشتراك البلدين باعتبار الجهادية السلفية خطرا استراتيجيا، ثانيا، رغبة الطرفين بعدم رؤية إية قوة أخرى تفرض هيمنتها على منطقة الخليج والشرق والأوسط، فضلا عن قدرة السعودية على التأثير على سوق النفط العالمية. وأضاف غوز أن واشنطن طالما فضلت التعامل مع قوى أقليمية تتمتع بالنفوذ والسيطرة داخل حدودها وخارجها خصوصا في منطقة تجتاحها الأضطرابات والحروب في العراق وسوريا واليمن ولبنان وليبيا. وتساءل غوز لماذا يصح مبدأ التعامل مع إيران على أساس كونها قوة مستقرة وذات نفوذ اقليمي فيما يرفض البعض تطبيق نفس المبدأ على السعودية بمطالبتهم بقطع العلاقة معها؟ ورفض غوز تحليلات تبني تصورات غير واقعية توحي بأن النظام الحاكم في السعودية انتابه الضعف، مشيرا إلى أن هذه التحليلات ليست جديدة حيث ظهرت بين الحين والآخر منذ سبعينيات القرن الماضي. نفس الأسباب الجيوسياسية التي دفعت إدارة الرئيس أوباما إلى الإقتراب من إيران هي هي التي يتعين أن متنع هذه الإدارة من الإبتعاد عن السعودية، خصوصا أن الأخيرة تشترك مع واشنطن بمصالح هامة، بحسب غوز. ولكنه أشار إلى أن منبع التشنج مع السعودية هو ليس بسبب أختلافات استراتيجية بل بطريقة ترتيب الأولويات في منطقة الشرق الأوسط. وبخصوص المطالبة بالضغط على الرياض في ملف مكافحة الإرهاب، أوضح غوز أن هذه الضغوط لن تجدي نفعا لأن الجهادية السلفية قد انفلتت وأن الرياض لا تملك أي نوع من السيطرة عليها، مضيفا أن هذا النوع من التيارات الدينية الجهادية لا يتبع النموذج السعودي بل هو شيء مختلف.