يعمل أحمد الغسرة على ادماج قضية مناصرة الشعب الفلسطيني في صوره الفوتوغرافية لتوثيق المظاهرات على وسائل التواصل الاجتماعي، وتعزيز وجهة نظر الشباب فيما يتعلق بالصراع في قطاع غزة.
بدأ أحمد الغسرة اهتمامه بالتصوير الفوتوغرافي أثناء تصويره للحياة اليومية ومشاهد الشارع في موطنه البحرين. منذ ذلك الحين، قام أحمد بالعديد من الرحلات حول العالم، وشارك انطباعاته الفوتوغرافية عن رحلاته مع العديد من متابعيه على وسائل التواصل الاجتماعي. بصفته ناشطًا ملتزمًا وبارزًا، حمل أحمد اهتمامه بتحركات المواطنين معه أثناء تجواله، مثل تصوير التظاهرات العمالية في السويد. وفي الآونة الأخيرة، قام بتصوير المظاهرات في داخل موطنه، عندما خرج البحرينيون إلى الشوارع للتعبير عن تضامنهم مع الفلسطينيين. بصفته عضوًا في الجمعية البحرينية لمقاومة التطبيع، التي تعارض إقامة علاقات بين البحرين وإسرائيل، وتعمل على تعزيز النشاط المتعلق بالقضية الفلسطينية، فقد زاوج أحمد بين فنه ومناصرته، مقدمًا منصة مرئية لمؤيدي القضية الفلسطينية، وساعد في إيصال رسالتهم إلى جمهور أوسع.
أحمد ليس وحيدًا في هذا السياق، فالمواطنون الخليجيون يعملون بشكل فعال على توفير الدعم المالي والسياسي الذي يحتاجه سكان قطاع غزة بشدة. وقد أصبح هذا جهدًا جماعيًا في الكويت، حيث تم تنظيم حملات التبرعات من قبل وكالات إغاثية خاصة والجمعيات التعاونية والوكالات الإنسانية الدولية، مثل جمعية الهلال الأحمر الكويتي. وقد طالبت منظمات المجتمع المدني، بما فيها مجموعات شبابية وطلابية، الحكومة الكويتية بالانضمام إلى جنوب أفريقيا في محاسبة إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية. وفي الإمارات العربية المتحدة، تم تنظيم حملات تمويل جماهيرية لدعم الفلسطينيين الذين هم في أمس الحاجة للمساعدة.
كما أطلق أنصار الفلسطينيين في الخليج حملات مقاطعة تجارية للتعبير عن معارضتهم لإسرائيل ومن يؤيدها في الحرب على قطاع غزة. وحثت الجمعية البحرينية لمقاومة التطبيع المؤيدين على عدم التقليل من شأن قدرتهم على تحقيق التغيير، ودعتهم للمثابرة في مقاطعة العلامات التجارية الأمريكية المعروفة، مثل ستاربكس وماكدونالدز “حتى التحرير” [تحرير فلسطين]. وعلى نحو مماثل، دعت حركة المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات في الكويت لمقاطعة سلسلة متاجر كارفور الفرنسية، مشيرة إلى شراكاتها مع شركات إسرائيلية، وعقد اتفاقيات لبيع سلع المستوطنات الموجودة في الأراضي المحتلة. وكان لقرار شركة بوما بإنهاء رعايتها لفريق كرة القدم الوطني الإسرائيلي دور في تشجيع نشطاء المقاطعة على الرغم من إصرار الشركة على أن ذلك تم لأسباب مالية. ومن بين أنشطة التضامن الأخرى فعالية “أطلقوا طائراتكم الورقية لغزة” للأطفال في الكويت في يناير/كانون الثاني، وتظاهرات شعبية للتعبير عن معارضة مشاركة البحرين في التحالف البحري لحماية الملاحة في البحر الأحمر بقيادة الولايات المتحدة.
تحدث معهد دول الخليج العربية في واشنطن مع أحمد الغسرة لتحليل الحملات الخليجية للتضامن مع الفلسطينيين، وللتعرف على كيفية توضيحه للحياة الخليجية العامة ومشاعر الشباب الخليجي تجاه الصراع في قطاع غزة اليوم من خلال صوره.
معهد دول الخليج العربية في واشنطن: ما الذي دفعك نحو التصوير الفوتوغرافي؟
أحمد: في الحقيقة، بدأ شغفي بالتصوير الفوتوغرافي في وقت مبكر، وربما أكون قد ورثت ذلك عن أبي. أحب تصوير مظاهر الحيا والبحرين وما يحيط بها، وهذا ما دفعني نحو للتصوير.
معهد دول الخليج العربية في واشنطن: تتركز الكثير من أعمالك على مشاهد من الشارع، سواء في البحرين أو في أماكن أخرى قمت بزيارتها. هل تختلف ممارساتك للتصوير داخل الوطن عنها أثناء سفرك؟
أحمد: في الوطن، تكون جميع المشاهد مألوفة للمرء، لذلك قد يكون من الصعب التقاط اللحظات التي من شأنها أن تأتي بصورة جيدة. قد تعتقد قائلاً، “حسنًا، هذا مجرد شارع عادي، أو أنه مشهد عادي.” ولكن هنا يكمن التحدي، أثناء السفر، تكون كل المشاهد جديدة بالنسبة لك، لذلك سيكون لديك وجهة نظر مختلفة حول كيفية رؤيتك للمشاهد والشوارع.
معهد دول الخليج العربية في واشنطن: هل تذكر لنا بعض الطرق التي صورت من خلالها الثقافة الشبابية والحياة العامة في الخليج اليوم؟ هل لديك فعالية مفضلة؟
أحمد: من الصعب تحديد الفعالية المفضلة لدي. وبما أنني أحب الفورميولا 1، فإن تصوير سباق جائزة البحرين الكبرى يعد أمرًا مثيرًا للاهتمام حقًا على المستوى الرياضي. لكن فيما يتعلق بالفعاليات، فمن المهم حقًا أن أوثق الاحتجاجات التي اندلعت بسبب حرب غزة. لذلك، فإن كل مجال وكل فعالية لها طابع مختلف، ومن المهم تصويرها وفقًا لشروطها الخاصة.
معهد دول الخليج العربية في واشنطن: لقد ذكرت المظاهرات التي جرت في البحرين دعمًا سكان غزة. كيف تعاملت مع المظاهرات، وماذا استفدت من تصويرها؟
أحمد: حسنًا، بصفتي عضوًا في الجمعية البحرينية لمقاومة التطبيع في البحرين، فإنه من واجبي أن أقوم بتصوير هذه الفعاليات وتوثيقها، وإطلاع العالم عليها، ومن الطبيعي أن نظهر للفلسطينيين أننا معهم وندعمهم. وهذا أقل ما يمكننا القيام به. كل عضو يتطوع في أحد المجالات، وهذا هو مجالي لكوني أمارس التصوير الفوتوغرافي. لذا فإنني أستخدم التصوير الفوتوغرافي كوسيلة لدعم الفلسطينيين.
معهد دول الخليج العربية في واشنطن: هل يمكنك أن تخبرنا عن بعض المنظمات والأنشطة الأخرى في البحرين والخليج التي تعمل على دعم الفلسطينيين؟
أحمد: هناك الكثير الكثير من الفعاليات والمنظمات. على سبيل المثال، يضم هذا التحالف الخليجي المناهض للتطبيع العديد من المنظمات، مثل حركة المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات في الكويت. كما أن هناك قطاعات شبابية تعارض تطبيع العلاقات مع إسرائيل في كل دول الخليج. نعمل معًا لدعم الفلسطينيين ومعارضة التطبيع مع إسرائيل، على سبيل المثال عن طريق الإعلان عن فعالياتنا في البرامج الحوارية وعقد المنتديات. لكن في البحرين، ربما نكون محظوظين لكوننا نتمتع بالمزيد من الحرية. فاحتجاجاتنا متواصلة منذ ثلاثة أشهر، وحتى الآن، ضد أحداث محددة وضد الإبادة الجماعية التي تحدث في فلسطين على نطاق واسع.
معهد دول الخليج العربية في واشنطن: هل يمكنك أن تذكر لنا بعض مظاهر نجاح هذه التحركات، سواء على صعيد المناصرة السياسية أم الدعم الإنساني؟
أحمد: لستُ متأكدًا من أنه يمكننا الادعاء بتحقيق النجاح أم لا. إذا شاهد الناس صور المظاهرات، فإنهم سوف يتساءلون بدافع الفضول عما يحدث، وما الذي يجري وعلى ماذا نحتج. وبالتالي فإن هذا يفتح موضوعات ونقاشات عما يجري في قطاع غزة. وبالطبع فإن هذا سوف يزيد من وعي الناس.
لكن جميع من في البحرين تقريبًا، سواء المقيمين الأجانب أو المواطنين، يعارضون الوجود الإسرائيلي في البحرين واتفاقيات إبراهام. لذلك، أعتقد أن الضغط الذي يمارسه الشعب في البحرين هو أحد الأسباب التي أدت إلى مغادرة السفير الإسرائيلي، ونأمل أن نتمكن من إغلاق السفارة يومًا ما. وسواء على المستوى الإقليمي أو على نطاق أوسع، تتمتع حركة المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات بتأثير كبير أيضًا، خاصة في عمليات المقاطعة، التي تعد فعلاً أداة قوية بالفعل تحظى بدعم الشعب الخليجي. لذلك، على سبيل المثال، خسرت شركات مثل ماكدونالدز إيرادات من حصتها في السوق الخليجية. والشيء نفسه ينطبق على ستاربكس والشركات الأخرى. وهناك حالات ناجحة أخرى – على سبيل المثال، توقفت شركة بوما عن العمل مع منتخب كرة القدم الإسرائيلي. إن هناك خطوات صغيرة.
معهد دول الخليج العربية في واشنطن: ما الذي تعلمته خلال رحلاتك التصويرية والمناصرة أثناء السفر فيما يتعلق بالثقافة الشبابية؟
أحمد: يعد السفر طريقة رائعة حقًا للتعرف على الثقافات المختلفة والشعوب المختلفة في جميع أنحاء العالم. عندما تسافر إلى أمم لديها ثقافات أخرى، سوف ترى نضالاتهم، وكيف يعمل النشطاء معًا لتحقيق أهدافهم. أذكر أنني كنت في السويد ذات مرة في عيد العمال في الأول من مايو/أيار. لقد تواجدتُ هناك بمحض الصدفة، حيث كانوا ينظمون احتجاجًا عماليًا رائعًا، وتمكنت من تصويره. لذلك من الطبيعي أن يتيح لك السفر والتصوير دائمًا الفرصة للتعلم، وإثراء نفسك من خلال التعرف على وجهات نظر الآخرين.
معهد دول الخليج العربية في واشنطن: هل تعتقد أن التوجه السياسي أقل لدى شباب الخليج هذه الأيام؟
أحمد: أعتقد أن الشباب أكثر اهتمامًا وأكثر انخراطًا. ثمة الكثير من الحركات وحملات الضغط، سواء عبر الإنترنت أو في الشوارع. وهناك الكثير من الحملات على وسائل التواصل الاجتماعي لتوعية الناس حول كيفية ممارسة إسرائيل للإبادة الجماعية في فلسطين، على سبيل المثال، وكيف أن الاحتلال الإسرائيلي غير الشرعي لم يبدأ بعد السابع من أكتوبر/تشرين الأول وإنما قد بدأ قبل أكثر من سبعين عامًا. إنها فرصة جيدة للشباب ليعرفوا ما لم يعرفوه من قبل، والكثير من الشباب يتطورون ويزدادون وعيًا بنضالات الشعب الفلسطيني.
معهد دول الخليج العربية في واشنطن: هل لديك أية خطط مستقبلية لكل من مهنتك في التصوير والمناصرة؟
أحمد: تم تنظيم أكثر من 20 مظاهرة في البحرين منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول. يتمثل هدفي في جمع صور من هذه الفعاليات، وقد أعمل على إقامة معرض، كفعالية خيرية لدعم سكان قطاع غزة. بعد ذلك يمكننا دعمهم لإعادة بناء القطاع. أتمنى أن نتمكن من القيام بذلك. لكن في الوقت الحالي، لا أعتقد أنني أستطيع ممارسة أي أعمال تصويرية غير هذا. ففي الوقت الذي يمارس فيه الناس كفاحهم، سأشعر بالسخافة إذا اقتصر عملي على التقاط صور لأشخاص سعداء، أو أشخاص في الشوارع. لذلك فإن جل عملي يتركز حول الاحتجاجات من أجل فلسطين.
من غير المرجح أن تتمكن أرامكو من الحفاظ على سياستها الحالية في توزيع عائدات الأسهم في ظل غياب انتعاش قوي في عائدات النفط. وقد يؤدي تخفيض الأرباح الموزعة إلى آثار سلبية على الأوضاع المالية للحكومة وصندوق الاستثمارات العامة.
عودة ترامب إلى البيت الأبيض ستخلق خطوط تماس وتوتر داخلية يمكن أن تؤدي إلى توترات اجتماعية وسياسية جديدة. إضافة إلى خطوط تماس أخطر خارجياً، قد تزج الولايات المتحدة في حرب تجارية مع الصين.
على صعيد العلاقات الأمريكية-الخليجية، سترث إدارة هاريس إطار عمل راسخ للمضي قدماً، ومن غير المرجح أن تتخلى عنه.
ادعمنا
من خلال تفحصها الدقيق للقوى التي تعمل على تشكيل المجتمعات الخليجية والأجيال الجديدة من القادة الناشئين، يعمل معهد دول الخليج العربية في واشنطن على تسهيل حصول فهم أعمق للدور المتوقع أن تلعبه دول هذه المنطقة الجيوستراتيجية في القرن الحادي والعشرين.