الملخص التنفيذي
تخضع الطاقة الآن لعملية تحول عالمية، لكن وتيرة التغيير هذه غير متكافئة في كل المناطق والقارات. في الشرق الأوسط، أخذت بعض الدول المنتجة للنفط، مثل الإمارات العربية المتحدة، زمام المبادرة في تطوير نظامٍ جديدٍ للطاقة يشمل الطاقة المتجددة وتقنيات الكربون المنخفض. ومع ذلك، لا تزال الدول المنتجة للنفط في المنطقة تعتمد بشكل كبير على عائدات المواد الهيدروكربونية (النفط والغاز)، وتنبذ في أغلب الأحوال نظرية ذروة الطلب على النفط باعتبارها سابقة لأوانها. هناك إجماع عام بين دول الخليج العربية المنتجة للنفط أن النفط والغاز سوف يستمرا في حيازة النصيب الأكبر من كعكة الطاقة لعدة سنوات مقبلة.
ومع ذلك، فإن العوامل المحفزة للطلب في العقود القادمة سوف تتغير عندما تحل الطاقة المتجددة ووقود الكربون المنخفض محل النفط، وخاصة في توليد الطاقة وقطاع النقل. وسوف تستمر الشاحنات والنقل البحري والطيران والبتروكيماويات -وهى قطاعات تستثمر فيها دول الخليج بشكل كبير – في كونها عوامل رئيسية محفزة للطلب على النفط. سيكون من الحكمة لمنتجي النفط في الشرق الأوسط تسريع برامج الإصلاح الاقتصادي، لتنويع العائدات بعيدًا عن عائدات تصدير النفط، وذلك لتجنب التعرض لتذبذب أسعار النفط، والحماية من التحول السريع في نظام الطاقة الذي يمكن أن يؤثر على اقتصاداتهم. يتفق خبراء الطاقة على أن الطلب على النفط سوف يستمر في التزايد على المدى المتوسط، وإن كان بنسبة أقل مما كان عليه في الماضي، ولكن هناك منافسة جديدة من مصادر وقود تجذب المستهلكين الذين يساورهم القلق بشأن تأثير الوقود الأحفوري على البيئة.
يدخل عالم الطاقة الآن في حقبة من الاضطرابات، حيث يتم تغيير الطرق التقليدية في استخراج الطاقة واستخدامها والمتاجرة بها بشكل سريع، ولم تعد القوانين القديمة موضع تطبيق.
اقرأ الدراسة كاملة بالإنجليزية
حول الدبلوماسية النفطية
حددت هذه الدراسة التصور الرئيسي لمؤتمر الدبلوماسية البترولية 2019. للعام الخامس على التوالي، يعقد معهد دول الخليج العربية في واشنطن مؤتمره حول الدبلوماسية النفطية، حيث يجتمع أصحاب المصلحة من القطاعين العام والخاص من الولايات المتحدة ودول الخليج العربية لمناقشة التوجهات الصاعدة في أسواق الطاقة والسياسات الإقليمية.
يتم التحول في عالم الطاقة بشكل سريع، وتعمل التطورات في مجال التكنولوجيا على تغيير النماذج التقليدية، التي كان قوامها الرئيسي يقوم على النفط والغاز. ويعمل معهد دول الخليج العربية في واشنطن على تعزيز موقعه كمصدر موثوق للتحليل بشأن دول الخليج العربية، من أجل إلقاء الضوء على وجهات النظر الخليجية فيما يتعلق بأسواق الطاقة والسياسة. وفي هذا السياق، يوفر مؤتمر الدبلوماسية النفطية مساحة لخبراء الصناعة للانخراط مع صناع السياسة والمحللين الذين يبحثون عن كثب في الكيفية التي يستعد بها منتجو النفط والغاز في الشرق الأوسط لاحتمال حدوث ذروة في الطلب على النفط، وفي الجغرافية الاقتصادية والمحفزات السياسية المحلية في المنطقة.