لمى العريمان، فائزة بجائزة قادة الفضاء الصاعدين هذا العام، تدعو لمى لزيادة التعليم حول الفضاء في الكويت، وتطوير استراتيجية فضاء محلية، وزيادة مشاركة المرأة في هذا المجال.
منذ عدة سنوات، والاهتمام والاستثمار في استكشاف الفضاء في الخليج في تزايد مستمر. فعلى سبيل المثال، تأسست وكالة الإمارات للفضاء في عام 2014 لتعزيز دور البلاد في مجال الفضاء العالمي من خلال برامج أبحاث والتقدم التكنولوجي والتدريب والشراكات الدولية. وعلى نحو مشابه، تم إنشاء الهيئة السعودية للفضاء في عام 2018 لتطوير استراتيجية فضائية سعودية، وتعزيز القدرات التكنولوجية، وتمكين الابتكار المحلي في قطاع الفضاء. تؤكد استراتيجيتا كلا البلدين على تنمية رأس المال البشري الوطني مع التركيز على تطوير الخبرات المحلية، جنبًا إلى جنب مع بناء إمكانات استكشاف الفضاء لأغراض تجارية واستخدامات تكنولوجيا الفضاء في الأمن القومي.
كانت الكويت نشطة في قطاع الفضاء منذ ستينيات القرن الماضي وحتى الغزو العراقي في عام 1990. لكن منذ حرب الخليج، لم تضع الحكومة الكويتية استراتيجية وطنية للفضاء أو هيئة مخصصة لهذا الغرض. وبدلاً من ذلك، تم سد هذه الفجوة من خلال المبادرات التي يقودها الشباب، والتي تعمل المنظمات الدولية على تسهيلها، بما في ذلك جيل الفضاء، والشركات الناشئة الكويتية المستقلة، مثل الفضاء المداريوإجنشن (Ignition)، اللتين أحرزتا تقدمًا كبيرًا في مجال استكشاف الفضاء من خلال الحث على الاهتمام المحلي والتعليم في هذا المجال. ومن أجل زيادة مشاركتها في المشاريع المتعلقة بالفضاء، تعمل الكويت على التعاون مع دول أخرى، بما في ذلك دولة الإمارات والهند والصين، وقد شاركت الكويت في المجموعة العربية للتعاون الفضائي.
تحدث معهد دول الخليج العربية في واشنطن مع لمى العريمان، وهي واحدة من 30 شابًا وشابة فقط فازوا بمنحة قادة الفضاء الصاعدين البارزة على المستوى الدولي، لمعرفة المزيد عن دورها في تعزيز توجهات المجتمع في الكويت فيما يتعلق بالفضاء، وعن شركة إجنشن الناشئة لأبحاث الفضاء التي شاركت في تأسيسها، وعن التحديات والفرص التي تراها في تطوير استراتيجية الفضاء للبلاد.
معهد دول الخليج العربية في واشنطن: هل لكِ أن تخبرينا قليلاً عن نفسكِ وعن خلفيتكِ الأكاديمية.
لمى: عمري 24 سنة، وأهتم بأبحاث علوم الفضاء والاتصالات، بالإضافة إلى سياسة الفضاء والسياسات الفضائية. بدأ اهتمامي بالفضاء عندما كنت طفلة، وتحديدًا، حقيقة، أنه كلما زاد عدد الأسئلة التي نجيب عليها حول الفضاء، زاد عدد الأسئلة التي تواجهنا في المقابل، وهو ما يزيد من فضولنا وحيرتنا. سبب آخر جعلني أهتم بهذا المجال هو أنه طوال سنوات دراستي في مدرسة حكومية، لم يذكر المنهج الدراسي أي شيء يتعلق بالفضاء. لقد كان فقط في أساسيات علم الفلك، حتى إنه أشار لـ بلوتو باعتباره كوكبًا! وبالتالي، لم يكن حقًا المصدر الأفضل للمعلومات عندما يتعلق الأمر بالفضاء وعلم الفلك.
في الكويت، تحديدًا، لم يكن لدينا أي برامج جامعية تتعلق بالفضاء، لذلك اضطررت لاختيار التخصص الأقرب إلى قطاع الفضاء، وهو الهندسة الميكانيكية. في هذا التخصص تتعلم الأساسيات التي يمكنك البناء عليها، بناء الأقمار الصناعية، والمسابير الفضائية والمسابير القمرية والصواريخ، وما إلى ذلك. ما أزال طالبة، وأعمل مع العديد من مؤسسات الفضاء الدولية، وشاركت في تأسيس شركة الفضاء الكويتية الأولى والوحيدة، وهي إغنشن.
معهد دول الخليج العربية في واشنطن: أخبرينا بالمزيد عن شركة إغنشن، وأذكري لنا بعض مشاريعها وبرامجها؟
لمى: نحن أربعة مؤسسين مشاركين مع فريق يزيد على 20 شابًا وشابة. بدأنا كمجموعة غير حكومية تحت مظلة جمعية المريخ. لقد منحونا الكثير من الفرص والظهور على المستوى الدولي، ثم تحولنا وأصبحنا شركة خاصة. ونتعاون حاليًا مع مؤسسة الكويت للتقدم العلمي والمركز العلمي وهيئات وجامعات أخرى، حيث نستضيف ورشات عمل ومحاضرات، ونتحدث عن الفضاء بشكل عام، ونحاول نشر أخباره. ونقوم كذلك بتنظيم معسكرات صيفية للأطفال لتعريفهم بجهود استكشاف القمر، وتاريخ استكشاف الفضاء وهندسة الفضاء. الكثير من الأطفال مهتمون بهذا الأمر، لذلك نبذل قصارى جهدنا لزيادة اهتمامهم وتوعيتهم، ليس فقط الأطفال الصغار، وإنما المراهقون وطلبة المدارس الثانوية أيضًا.
ينصب تركيزنا الرئيسي كشركة ناشئة على إنشاء بيئة مناظرة لبيئة المريخ الطبيعية في الكويت. نحن الآن في مرحلة البحث. نعتقد أن الكويت لديها البيئة المثالية التي تحاكي بيئة المريخ إذا أردنا إنشاء بيئة طبيعية مناظرة لبيئة المريخ. باستخدام أدوات معينة للتحكم في مستويات الضغط والإشعاع، يمكننا جعل البيئة أقرب ما تكون من بيئة المريخ الطبيعية. نظرًا لأنه لا يمكن العثور على هذه البيئة في أوروبا أو روسيا أو الولايات المتحدة على سبيل المثال، يمكننا الحصول على الكثير من المتعاونين أو الشركاء أو الأشخاص الذين يريدون اختبار أدواتهم في مختبراتنا قبل إرسالها إلى الفضاء. يمكننا استضافة الباحثين والعلماء وأمثال رواد الفضاء – أو رواد الفضاء الذين يمكثون على الأرض– ويمكننا حتى استضافة مختبرات أبحاث خارج قطاع الفضاء.
معهد دول الخليج العربية في واشنطن: كيف تمكنتِ بالفوز بجائزة قادة الفضاء الصاعدين؟
لمى: يستضيف الاتحاد الدولي للملاحة الفضائية كل عام أكبر مؤتمر للفضاء تحت عنوان المؤتمر الدولي للملاحة الفضائية. يمكنك رؤية ممثلين من وكالة ناسا ومن وكالة الفضاء الروسية ووكالة الفضاء اليابانية والوكالات الخاصة وهيئات غير حكومية صغيرة. هذا العام، على سبيل المثال، عندما تمت استضافة المؤتمر في باريس – حيث تلقيت الجائزة – كان هناك 9400 شخص. كانت إحدى الجوائز التي يقدمها المؤتمر هي جائزة قادة الفضاء الصاعدين لمن تتراوح أعمارهم ما بين 21 و35 عامًا. بالإضافة إلى شخصيتك وخبرتك، تتطلب الجائزة أيضًا مشروعًا بحثيًا. كتبت مقالة بعنوان “انضمام الكويت إلى سباق الفضاء لمجلس التعاون لدول الخليج العربية: استراتيجية الفضاء المحلية”. تقدم 400 شخص للحصول على الجائزة هذا العام، وتم اختيار 30 منهم كمرشحين نهائيين. هذا العام كنت العربية الوحيدة، والآن أنا الكويتية الوحيدة التي حصلت على الجائزة.
تأتي أهمية هذه الجائزة بالنسبة لي من حقيقة افتقاري للإنجازات التقنية في قطاع الفضاء. على سبيل المثال، لا أستطيع القول بأنني قد تخرجت مهندسة طيران لأنني لم أحصل على هذا في الكويت. لذلك، فإن الفوز بهذه الجائزة بالنسبة لي هو بمثابة إعلان بأنني أشارك في قطاع الفضاء لسنوات – إنه اعتراف وإقرار دوليان بأنني كنت أعمل بشكل جيد. اضطررت لمواجهة الكثير من المشاكل طوال هذه السنوات، مثل أولئك الذين ينظرون إليّ نظرة دونية لكوني أنثى، ولكوني صغيرة. شعرت بأنني قادرة على تحقيق شيء ما، وقادرة على مساعدة الآخرين لتحقيق ذلك.
معهد دول الخليج العربية في واشنطن: ما هو البحث الذي قمتِ بإجرائه من أجل الحصول على الجائزة؟
لمى: كل ما كان يدور في ذهني هو أن كل دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، باستثناء الكويت، لديها برنامج فضاء، عمان والبحرين والسعودية ودولة الإمارات. أرى نمطًا من التنافس بين السعودية والإمارات، وحتى داخل الإمارات هناك تنافس بين هيئتين – وكالة الإمارات للفضاء ومركز محمد بن راشد للفضاء. إذًا، هناك سباق فضاء بين دول المجلس. على الرغم من ظاهره التنافسي، لأن مصطلح “سباق الفضاء” كان مستخدمًا خلال الحرب الباردة بين الاتحاد السوفييتي والولايات المتحدة، إلا أنني أعتقد أن عبارة “سباق الفضاء” أصبحت تعني التعاون في هذا الوقت. فعلى سبيل المثال، هناك أكثر من 12 دولة مشاركة في وكالة ناسا، وتضم وكالة الفضاء الأوروبية عددًا هائلاً من الدول، لذا فالأمر يتعلق بالتعاون وتضافر الجهود.
كنت أرغب في توفير استراتيجية لبناء برنامج فضاء للكويت. لقد فكرت، على وجه التحديد، في خصوصية الكويت، وهي في تطوير تقنيات الحفر المستخدمة في حقول النفط – فبهذه الطريقة يمكننا المساهمة في برنامج الفضاء. نحتاج إلى الحفر في قطاع الفضاء لأن بعثة أرتيميس التابعة لوكالة ناسا ستذهب إلى القمر خلال العام المقبل، وسوف تحتاج للقيام بعمليات الحفر لجمع العينات. ومن الضروري أيضًا الحفر على الكويكبات لكون المعادن الموجودة في الكويكبات باهظة الثمن وفائقة الأهمية على الأرض، لكننا لا نجدها بالوفرة نفسها التي نجدها على هذه الكويكبات. لذلك، فإن هذه التكنولوجيا ضرورية حقًا لقطاع الفضاء، وأعتقد أننا كدولة يمكننا الحصول على الكثير من المعرفة عندما يتعلق الأمر بالتعلم. لذلك، كنت أدرس إمكانات الكويت في الانضمام لصناعة الفضاء، ثم تحدثت عن البنية التحتية، وكيف يمكننا تشكيلها لإعدادها لبرنامج الفضاء.
معهد دول الخليج العربية في واشنطن: كيف كان حال مجتمع الفضاء عندما انضممت إليه لأول مرة، وإلى أين تأملين أن تشاهدي هذا المجتمع يتجه في المستقبل؟
لمى: بعد انضمامي إلى أول ورشة عمل حول الفضاء، كنت متحمسة جدًا لأنها كانت الوحيدة في الكويت. شاركت فيها وقدمت اقتراحًا حول بناء مختبر يحاكي الفضاء في الكويت، وأعجبهم الاقتراح. ثم ترقيت لأصبح مسئولة الاتصال للكويت لدى المجلس الاستشاري لجيل الفضاء، الذي يعمل تحت مظلة لجنة الأمم المتحدة لاستخدام الفضاء الخارجي في الأغراض السلمية. بصفتي مسئولة الاتصال في الكويت، أدركت أن مجتمع الفضاء ما هو إلا الجيل الأكبر سنًا الذي شهد عصر أبولو. شهد هؤلاء الأشخاص أناسًا يذهبون إلى القمر، وشاهدوا المكوك يذهب إلى الفضاء ويعود، لذلك فهم مرتبطون عاطفيًا بكل هذه الأحداث التاريخية. ومع ذلك، فإن جيل الشباب يعتبر أقل اهتمامًا لأنه لم يكن هناك حدث تاريخي يعتقد الناس أنه يتوجب على الجميع رؤيته أو السماع عنه في قطاع الفضاء.
كان العمل مع هؤلاء الأشخاص من كبار السن صعبًا إلى حدٍ ما، لأنني كشخصٍ أصغر سنًا، لدي مقاربات نحو الأشياء تختلف عن مقارباتهم، ووجهات نظري مختلفة، وطريقة رؤيتي للعالم تختلف تمامًا عن طريقتهم. لذلك، قررت الذهاب إلى مؤتمري الأول، مؤتمر جيل الفضاء في ألمانيا. وعندما عدت، شاركت الصور وخبراتي في المؤتمر مع فتيات صغيرات في ورش العمل التي استضفتها في الكويت، ولاحظت أن الفتيات بدأن بالاهتمام تدريجيًا بهذا المجال، وتحدثن إليّ حول رغبتهن في الانضمام إلى مجال علوم ودراسات الفضاء، ولكن كان لديهن مخاوف من أن هذا المجال يهيمن عليه الذكور. كما أنني أقوم بزيارات إلى كافة مدارس الفتيات الابتدائية والإعدادية في الكويت، وأقوم بشرح بعض الموضوعات المتعلقة بالفضاء، وهذا صراحةً هو أهم شيء بالنسبة لي. لذلك، قررت أن أكرس وسائل التواصل الاجتماعي الخاصة بي لمشاركة هذه القصص، وتوعيه الناس حول الفضاء، وأقدم لهم كل ما حصلت عليه من معرفة من المؤتمرات. أعتقد أن الشباب الكويتي سيتفهمون تدريجيًا ويتعرفون على وكالات الفضاء الأخرى في مجلس التعاون لدول الخليج العربية، وقد بدأوا يتساءلون عن سبب عدم وجود وكالة فضاء للكويت، وخاصة بعد رؤيتهم لرائد الفضاء الإماراتي هزاع المنصوري يذهب إلى الفضاء.
معهد دول الخليج العربية في واشنطن: كيف تأملين أن يعود وجودك في هذا المجتمع، وتحديدًا كفتاة شابة، بالفائدة على الشابات الأخريات المهتمات بالفضاء في الكويت؟
لمى: لا يزال الذكور يسيطرون على هذا المجال، وتاريخيًا، كان الرجل الأبيض هو المسيطر. يبشر الناس اليوم بالتنوع في هذا المجال. ومع ذلك، فإننا لا نرى أعدادًا كبيرة من الفتيات، وإذا رأينا فعلاً المزيد من الفتيات، فإننا لا نرى فتيات عربيات أو شرق أوسطيات. لذلك، فإن ما جعلني أرغب في الاحتفاظ بحساباتي على وسائل التواصل الاجتماعي وفتحها لعامة الناس واستخدامها كمنصات للتوعية هو إدراكي بأن بعض الفتيات في الواقع بحاجة لرؤية فتاة تمارس العلوم، وفي الوقت نفسه تبدو وكأنها فتاة عادية، يمكن أن تكون في أي مكان في الكويت، لأن الفتيات المحجبات عادة لا يحصلن على أدوار جيدة في الكويت. أعرف أن هناك أعدادًا كبير من الفتيات المحجبات في الكويت، وأردت أن أوضح لهن أنه لا بأس في ذلك – يمكنكن الخروج من المنزل وتحقيق أنفسكن. عندما أعود من مثل هذه المؤتمرات، عادة ما أعقد ورشات عمل – تحضرها الفتيات بشكل أساسي- وأحاول ترجمة المعرفة التي اكتسبتها وتبسيطها لكي يفهمها الناس. وهكذا، فأنا ناشطة نسوية، وأعتقد أنه من الضروري أن أوضح للفتيات ما يحدث.
سيقوم دونالد ترامب بعمل تحولات غير مسبوقة في السياسة الأمريكية بتحديه للأعراف الديمقراطية والتقاليد الدستورية والقانونية في المشهد السياسي الأمريكي، بما يؤثرعلى شكل ودعائم النظام السياسي الأمريكي.
من غير المرجح أن تتمكن أرامكو من الحفاظ على سياستها الحالية في توزيع عائدات الأسهم في ظل غياب انتعاش قوي في عائدات النفط. وقد يؤدي تخفيض الأرباح الموزعة إلى آثار سلبية على الأوضاع المالية للحكومة وصندوق الاستثمارات العامة.
عودة ترامب إلى البيت الأبيض ستخلق خطوط تماس وتوتر داخلية يمكن أن تؤدي إلى توترات اجتماعية وسياسية جديدة. إضافة إلى خطوط تماس أخطر خارجياً، قد تزج الولايات المتحدة في حرب تجارية مع الصين.
ادعمنا
من خلال تفحصها الدقيق للقوى التي تعمل على تشكيل المجتمعات الخليجية والأجيال الجديدة من القادة الناشئين، يعمل معهد دول الخليج العربية في واشنطن على تسهيل حصول فهم أعمق للدور المتوقع أن تلعبه دول هذه المنطقة الجيوستراتيجية في القرن الحادي والعشرين.