ملخص تنفيذي
في الرابع والعشرين من شباط/فبراير 2017، التقى خبراء من حكومات، وشركات، وأكاديميا، وعالم السياسة في معهد دول الخليج العربية في واشنطن لمناقشة العلاقات الخليجية العربية-الأمريكية، والسياسات الخارجية وبواعث القلق الجيواستراتيجية لدى دول الخليج، وتحديدًا فيما يخص إيران. وحلل المشاركون أيضًا العوامل المحلية التي تقود السياسات الخارجية لدى دول الخليج العربية. وارتكز اللقاء على نقاشات في افتتاح “المنتدى الجيوسياسي الخليجي”، الذي تمت استضافته بالشراكة بين معهد دول الخليج العربية في واشنطن ومعهد تشاتام هاوس، في لندن في تشرين الثاني 2016. وقد عقد ذاك اللقاء بعد فترة وجيزة من الانتخابات الرئاسية الأمريكية التي فاز فيها دونالد جي. ترامب.
أدت رئاسة ترامب إلى حدوث تغييرات مهمة في جوهر العلاقات الأمريكية-الخليجية. وكانت المؤشرات المبكرة أن إدارة ترامب ستعيد تنشيط العلاقات مع الحلفاء الخليجيين التقليديين، وتتبنى موقفًا أكثر تشددًا ضد إيران – وهي خطوات حظيت باستحسان دول الخليج العربية.
وسوف تشمل التحديات التي ستواجهها إدارة ترامب التعامل مع تداعيات خطة العمل المشتركة الشاملة -الاتفاق النووي الإيراني- وتمرير الكونغرس لقانون العدالة ضد رعاة الإرهاب (جاستا). ولم ير معظم المشاركين أن إدارة ترامب ستتخلى عن الاتفاق النووي، ولكن المشاركين الخليجيين كانوا يأملون أن تشدد إدارة ترامب الإجراءات العقابية ضد المشروع الإيراني لتطوير الصواريخ الباليستية، وأن تكبح بقوة أكبر التوسع الإيراني في الشرق الأوسط. وكان هناك قلق من أن قانون جاستا، وبشكل عام سياسات “أمريكا أولاً” في ظل حكم ترامب، قد تعرقل مشاريع الاستثمارات والتجارة التي تعود بالمنفعة المتبادلة.
وأجمع المشاركون على أن إدارة ترامب ستقدم فرصًا جديدة حول الأهداف السياسية المشتركة، وستتمكن دول الخليج العربية من بناء علاقات مع الإدارة الأمريكية من خلال استعراض مساهمتها في مكافحة الإرهاب وفي الاستقرار الإقليمي عبر مواصلة تطوير القدرات العسكرية وجهود إعادة الإعمار.
لقد كان هناك إدراك واسع النطاق أن دول الخليج العربية ستواجه تحديات محلية تختبر التزامها بالتدخل والأمن الإقليميين. وقد أضافت القيود المالية الناتجة عن انخفاض أسعار النفط، بالتزامن مع التحديات الديموغرافية المتمثلة في الارتفاع الكبير في أعداد الشباب، ضرورةً ملحة لإجراءات التقشف وخطط التنويع. ودفعت التحولات القيادية في المنطقة إلى حدوث تغيرات في الأولويات، وقد تنبئ عن سياسات قومية على غرار شعار ترامب “أمريكا أولاً”. وأشار المشاركون إلى أن انعدام الأمن الإقليمي والتدخلات العسكرية الخارجية من قبل دول الخليج يساهمان في ظهور ذهنية قومية منيعة جديدة.
إن المواقف الاستراتيجية لدول الخليج العربية باتت تتشكل أيضًا بعودة روسيا بصفتها لاعبًا قويًّا في الشرق الأوسط، وبدور إيران في المنطقة. واتفق المشاركون على أن عدم الاستقرار في الشرق الأوسط يتفاقم بسبب التنافس بين دول الخليج العربية وإيران. وفي الوقت ذاته، تضيف روسيا بُعدًا هامًّا جديدًا في الجغرافيا السياسية الإقليمية. ومع ذلك، فإن كلاً من إيران ودول الخليج العربية تتعامل مع قوة الحرب الباردة السابقة بانعدام ثقة.
وللمساعدة في بناء الحوار، تم تقسيم المشاركين إلى ثلاث مجموعات كلفت كل مجموعة بمناقشة واحد من السيناريوهات التالية حول تدخل الولايات المتحدة في المنطقة: الإبقاء على الوضع الراهن ما قبل 2017، أو خفض مستوى التدخل، أو رفع مستوى التدخل.
لقد اتفقت المجموعات الثلاث بشكل كبير على أنه مهما كان السيناريو، فمن المرجح أن الولايات المتحدة ستواصل بيع الأسلحة والتدخل العسكري في المنطقة، وستواصل دول الخليج العربية توسيع قدراتها الدفاعية وتحالفاتها الاستراتيجية. المجموعتان اللتان ناقشتا احتمال الإبقاء على الوضع الراهن، وخفض مستوى التدخل الأمريكي اتفقتا -كل على حدة- على أن هجومًا إرهابيًّا على الأرض الأمريكية سيقود إلى تكثيف نشاط الولايات المتحدة في الخليج وعلى نطاق أوسع في الشرق الأوسط، ما يجعل سيناريو رفع مستوى التوسع هو الأرجح. واتفقت المجموعات الثلاث على أن الولايات المتحدة ستبقي على الاتفاق النووي الإيراني وستدفع نحو زيادة تقاسم الأعباء من قبل الحلفاء العرب الرئيسيين.
وفيما اختلف المشاركون في تحليلهم للقوة الدافعة وراء تصاعد التوتر بين إيران ودول مجلس التعاون الخليجي، كان هناك اتفاق عام على أن التعاون بين الولايات المتحدة ودول الخليج العربية سيستمر، نتيجة لوجهات النظر المشتركة حول التهديد الإيراني والحاجة إلى مواجهة الخطر الذي تمثله الجماعات الجهادية مثل تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام فضلا عن القاعدة.
توصيات:
لإدارة ترامب:
● تطوير سياسة خارجية يمكن التنبؤ بها بشكل أكبر
● تمتين التحالفات، وتعزيز التعاون بين شركاء الولايات المتحدة
فيما يخص إيران:
● تعزيز الحوار بين إيران ودول مجلس التعاون الخليجي مع رفض التدخل الإيراني في الدول العربية
● الإبقاء على النووي الإيراني والعمل على تنفيذه، مع تجنب دفع أو منح إيران العذر للانسحاب منه
محاربة تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام:
● التعرف على التحديات المركبة الكامنة في محاربة تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام واحتواء إيران في وقت واحد
● إدراك أنه حتى في حالة هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام، فإن الأفراد المتطرفين سيبقون، وأن أية مجموعة ستخلفها قد تكون أسوأ
التعامل مع اليمن:
● تعيين مبعوث أمريكي خاص لضمان التوصل إلى اتفاق سياسي
● تشجيع الحوار بين الولايات المتحدة، والدول العربية، وإيران لحل النزاع
● العمل مع جميع الأطراف لتخفيف حدة الأزمة الإنسانية
بالنسبة لدول مجلس التعاون الخليجي:
● تبنّي الاعتماد على الذات والمشاركة الإقليمية الواسعة
● تقدير التنوع الوطني داخل المجلس كأساس قيّم
● تجنب القومية الاقتصادية والسياسة الحمائية
اقرأ البحث كاملًا