بالنسبة لمنتجة الموسيقى البحرينية سارة نبيل، فإن موسيقى الهيب هوب والآر أند بي الخليجية تدور حول الإيقاعات المتأصلة في التراث الثقافي العربي، وهي لغة يمكن التواصل بها.
أسست رائدة الأعمال البحرينية إسراء الشافعي شركة ميد إيست تيونز في عام 2010 للترويج للموسيقيين المغمورين من جميع أنحاء المنطقة. يتم دعم المشهد الموسيقي المستقل بشكل رسمي من خلال إقامة فعاليات برعاية الحكومة، مثل مهرجان ربيع الثقافة، الذي يجمع الموسيقيين الدوليين والمحليين في عروض عامة وبرامج تعليمية.
أقيمت في البلدان المجاورة، بما في ذلك المملكة العربية السعودية، فعاليات مماثلة لتمكين الموسيقيين ورواد الأعمال في المنطقة. ويتم سنويًا استضافة إكس بي لمستقبل الموسيقى، وهو مهرجان موسيقي لمدة ثلاثة أيام يتخلله ورش عمل وحلقات نقاش وعروض ليلية في حي جاكس بالرياض. إن مهرجان إكس بي لمستقبل الموسيقى، الذي أسسته شركة مدل بيست الموسيقية الترفيهية، والتي تتخذ من السعودية مقرًا لها، يعطي الموسيقيين ورواد الأعمال وصناع السياسة فرصة للتعاطي والتفاعل مع التوجهات والتقنيات الأكبر في هذا المجال. مع وجود سوق الموسيقى المسجلة الأسرع نموًا في العالم في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، حيث شهد نموًا بنسبة 35٪ في عام 2021، فإن الظهور والمشاركة اللذين توفرهما هذه الفعاليات والمنصات والتجمعات يمكنوا الموسيقيين المحليين من الوصول إلى جماهير أوسع.
تحدث معهد دول الخليج العربية في واشنطن مع سارة نبيل، أول منتجة لموسيقى الهيب هوب والـ والآر أند بي في البحرين، والمشاركة مع دي جي آوتلو (DJ Outlaw) في إنشاء شركة آوتلو برودكشنز (Outlaw Productions)، للتعرف على المزيد عن هذا النوع المميز من موسيقى الهيب هوب والآر أند بي الخليجي، ونمو المشهد الموسيقي البحريني والإقليمي، وما هي أمنياتها لهذا المجال في السنوات القليلة القادمة.
معهد دول الخليج العربية في واشنطن: كيف كانت بداياتكِ مع صناعة الموسيقى؟
سارة نبيل: لقد كنت دومًا مهتمة بالموسيقى إلى حد ما، تعلمت العزف على البيانو من تلقاء نفسي، وبدأت التعلم في سن مبكرة. في السابعة عشرة من عمري تقريبًا، قابلت دي جي آوتلو، الذي أصبح مرشدًا لي فيما بعد. في تلك الفترة، كان قد أصبح منتجًا موسيقيًا وأكبر دي جي في البحرين. بدأنا العمل معًا ثم قمنا بإنشاء شركة آوتلو برودكشنز، وهي شركة تسجيل ووكالة ودار إنتاج لموسيقى الهيب هوب.
عندما قابلت آوتلو، لم أكن حقًا استمع لموسيقى الهيب هوب المحلية أو الإقليمية. حتى إنني لم أكن أعرف بوجودها حتى سمعت الألبوم الذي أصدره في ذلك الوقت، “التاريخ قيد الصناعة”. تميز الألبوم بإظهار أسماء عالمية جنبًا إلى جنب مع فنانين محليين، وكان يبدو في غاية الروعة. كان يحتوي على إيقاع عربي، ويبدو أنه لم يكن يشبه أي شيء سمعته من قبل، وهذا تحديدًا ما أثار اهتمامي بشكل كبير.
ومن ناحية الإنتاج أيضًا، علمت نفسي بنفسي، وتعلمت الكثير مع آوتلو. عملت في البداية على إنتاج الموسيقى، وبدأت تدريجيًا فيما بعد بالمزج، ثم التحقت بالجانب الإداري والتنفيذي للشركة عندما بدأت في النمو. من الفنانين الذين وقعوا معنا، والذين أُشرف على إدارتهم، فليبراشي ودافيوليل إيزي. أُفضلُ أن أكون منتجة وفنانة – وهذا ما قررت القيام به في البداية. أما الجوانب الإدارية والمالية والقانونية للأمور فقد جاءت ضمن جملة الأشياء التي علينا القيام بها لأنه لم يكن هناك سوى أنا وآوتلو. لكنني صدقًا أستمتع بعمل كل شيء.
في شركة آوتلو برودكشنز، عملت أنا وآوتلو على العديد من الأغاني غير الهيب هوب، بما في ذلك الأغاني الشعبية الخليجية والعربية، وننتج للفنانين أغاني غير أغانينا. على سبيل المثال، أنتجنا مقطوعتين لبرنامج “بوليفارد المواهب” في الـ MBC. كما عملنا كذلك على موسيقى الأوركسترا والمسرح الموسيقي، في الحقيقة لسنا مقيدين بالهيب هوب. فالهيب هوب هو فقط النمط الرئيسي لفنانينا.
معهد دول الخليج العربية في واشنطن: ما الذي تشعرين بأنه قد تغير منذ انخراطكِ في المشهد الموسيقي للمرة الأولى؟
سارة: لقد أصبح المشهد جديد تمامًا الآن، وعلى نحو جيد. هناك الكثير من الأشياء التي تغيرت في جميع أنحاء المنطقة. عندما بدأت العمل لأول مرة، كان هناك مشهد معين، لكنه بالكاد كان قريبًا من الصناعة. أصبحنا الآن في مرحلة التحول البطيء نحو الصناعة، خاصة مع كل ما تفعله السعودية. بدأت السعودية في تقنين الأمور، وأخذ الموسيقى على محمل الجد، وإنشاء المزيد من شركات التسجيل والمؤسسات. لا يزال أمامنا في منطقة الخليج طريق طويل لنقطعه، ولكننا بالتأكيد قطعنا شوطًا طويلاً. عندما بدأت، لم يكن هناك من يأخذ حديثك على محمل الجد إذا قلت إنك تريد أن تصبح منتجًا، خاصة في مجال موسيقى الهيب هوب أو الآر أند، لكنه أصبح الآن خيارًا مهنيًا قابلاً للتطبيق.
قبل ما بين ثماني إلى عشر سنوات، انصب تركيزنا بشدة على موسيقى الهيب هوب الآر أند بي، التي كانت تبدو مشابهة لما يُسمع في الغرب. لكن مجرد أن قمنا بتحويل عقليتنا نحو التفكير في طريقة لتقريب هذه الموسيقى من المنطقة وجمهورها، عندها انطلقنا. وذلك عندما بدأ الناس يحبون نوعًا جديدًا من الموسيقى يشبه الهيب هوب الخليجي. تحقق ذلك بفضل آوتلو على الأغلب – لقد ابتكر ما تطور إلى الدور المميز لآوتلو برودكشنز. حتى في حالة الآر أند بي، وباستخدام العناصر العربية أو الآلات أو الإيقاعات الخليجية، لم يكن الأمر سهلاً كما يبدو، لكنني أشعر أننا اقتربنا من إتقان هذا الصوت.
معهد دول الخليج العربية في واشنطن: ما هي في رأيكِ بعض خصائص الهيب هوب والآر أند بي الخليجية؟
سارة: تمتاز في الأصل بالعناصر الإيقاعية وأصوات الآلات الخليجية أكثر من الجانب اللحني. يمكنك استخدام العود أو الآلا ت الوترية العربية الأخرى، ولكن ما يجذب انتباه الناس هو إيقاع المقطوعة الموسيقية. استخدم تمبالاند وغيره من المنتجين الغربيين العناصر العربية في موسيقاهم، وكانت تبدو في غاية الروعة. لكن ما يميزنا هو معرفتنا بالنغمات والإيقاعات النابعة من الدول العربية وثقافاتها.
ومع ذلك، فإن اللغة هي في الواقع واحدة من أهم الخصائص. عندما كانت مقطوعاتنا كلها أو معظمها باللغة الإنجليزية، لم يعرها الناس اهتمامًا. إذا كانت هذه الجماهير هي المستهدفة، فعليك التحدث بلغتهم، وهي اللغة العربية. بمجرد أن تحولنا إلى 90٪ إلى 100٪ من مقطوعاتنا باللغة العربية، بدأت الأغاني في الانتشار بسرعة، بدأ الناس يحضرون الحفلات الموسيقية، وكبرت قاعدة المعجبين. اللغة هي الشيء الأهم، لأن هذه هي الطريقة التي يمكنك بها التواصل مع الناس.
معهد دول الخليج العربية في واشنطن: بشكل عام، حول ماذا تدور أغاني هؤلاء الفنانين؟
سارة: إجمالاً، يكون الشيء الأهم بالنسبة لنا هو أن تبدو الموسيقى جيدة، وأن يكون الإصغاء إليها ممتعًا، ويمكن عزفها في أي مكان، لذلك فهي أغاني حفلات تدور حول قضاء وقت ممتع. في أغنية “خميسكم فله”، على سبيل المثال، اليوم الخميس – عطلة نهاية الأسبوع – ماذا نفعل؟ لنذهب إلى الحفلة! وأغنية “لا يوقف” مشابهة نوعًا ما: الدي جي على وشك بدء الموسيقى والحفلة على وشك أن تبدأ. هذا ما يريد الناس سماعه، لكن كل أغنية لها نكهة مختلفة، ومن الواضح أن كل أغنية لها محتوى مختلف.
معهد دول الخليج العربية في واشنطن: بصفتكِ منتجة ووكيلة، كيف تمثلين الفنانين أمام الجمهور الدولي؟
سارة: نرى أنه يجب علينا أن نحتل مركزًا متقدمًا في المنطقة أولاً قبل أن نتطلع إلى الجمهور الدولي. إذا كان لديك جمهور خلفك في الوطن، فهم من سيدفعونك إلى الخارج. لقد أصدرنا للتو عملاً مشتركًا بين شاجي وفليبراشي ودافي – وهو عمل مهم بالنسبة لنا. لذلك، بدأنا حديثًا في تكوين أعمال تعاونية مع فنانين عالميين وتنمية قاعدة المعجبين. فيما يتعلق بالتمثيل، فإن فليب وآوتلو بحرينيان ودافي كويتي. نؤكد دائمًا على القول “بحريني” أو “كويتي” أو “سعودي” لأن ذلك في غاية الأهمية الآن. لم يعد الأمر كما كان عليه من قبل، حيث لم يكن الناس يكترثون ما إذا كنت من المنطقة أم لا. وبما أن المشهد الموسيقي آخذٌ في التنامي الآن، ويؤخذ على محمل الجد أكثر من ذي قبل، أصبح من المهم التركيز على المكان الذي أتيت منه.
معهد دول الخليج العربية في واشنطن: هل هناك ما ترغبين في رؤيته يتحقق في البحرين أو في المشهد الموسيقي الخليجي بشكل عام؟
سارة: سأتحدث عن الأمور المملة، وهي تقنين الصناعة وتنظيمها. هذا هو المجال الذي يجب أن يطاله التغيير الرئيسي في جميع أنحاء المنطقة – ليس فقط في البحرين أو السعودية – لأن المنطقة تفتقر للمحامين المختصين في مجال الموسيقى أو الأمور الترفيهية. ليس ثمة قانون لتنظيم الموسيقى لنبدأ به. تحتل السعودية مركز الصدارة في هذا المجال، وآمل أن يكون لها تأثير الدومينو على بقية المنطقة. أعتقد أن ذلك سيساعد في إخراج المزيد من الفنانين، والسماح لمزيد من الفنانين بالعمل في مجال الموسيقى بدلاً من الاكتفاء بكون الموسيقى شيئًا هامشيًا.
كانت اللجنة التي تحدثت عنها مؤخرًا في إكس بي لمستقبل الموسيقى تتناول كيفية إنشاء شركة تسجيل، بما في ذلك الأمور التي تحتاج للتفكير فيها عند توقيع الفنانين الجدد، والخطوات التي تحتاج لاتخاذها من منظور مالي وإداري، ووضع خطة عمل – كانت الخطة تتمحور بشكل كبير حول العمل التجاري. لقد أثار هذا الأمر انتباهي كثيرًا لأننا لم نتطرق أبدًا لمثل هذه الأمور، وهناك الكثير من الناس الذين يرغبون حقًا بمعرفتها. كما نخطط لعقد المزيد من ورشات العمل حول هذا الموضوع قريبًا في السعودية.
معهد دول الخليج العربية في واشنطن: ماذا ستقولين لو أردت أن تذكري لنا نصيحة واحدة كنت تتمنين لو تلقيتِها عندما انخرطت في المشهد للمرة الأولى، سواء من ناحية الإنتاج أو من ناحية الموسيقى بشكل عام؟
سارة: الانخراط في كل شيء بعقلية متفتحة. لا تقيد نفسك بنوع معين من الموسيقى في بداية حياتك المهنية، إلا إذا اكتشفت أنك تتقن صوتًا معينًا. لا تغلق الباب أمام الفرص، خاصة الفرص التي تتيح لك أن تتعلم أشياء من أشخاص لم تتوقع أن تجد لديهم القدرة على تعليمك لأنهم يعملون في نوعٍ مختلفٍ تمامًا. لقد رأيت الكثير ممن يفعلون ذلك، ولكن عندما يكون هناك من هو أكثر منك خبرةً، فيمكنه دائمًا أن يقدم لك النصح والمساعدة. بصرف النظر عن نوع الموسيقى التي تقدمها، جرب كل ما هو حولك من معلومات وانغمس فيها.
من غير المرجح أن تتمكن أرامكو من الحفاظ على سياستها الحالية في توزيع عائدات الأسهم في ظل غياب انتعاش قوي في عائدات النفط. وقد يؤدي تخفيض الأرباح الموزعة إلى آثار سلبية على الأوضاع المالية للحكومة وصندوق الاستثمارات العامة.
عودة ترامب إلى البيت الأبيض ستخلق خطوط تماس وتوتر داخلية يمكن أن تؤدي إلى توترات اجتماعية وسياسية جديدة. إضافة إلى خطوط تماس أخطر خارجياً، قد تزج الولايات المتحدة في حرب تجارية مع الصين.
على صعيد العلاقات الأمريكية-الخليجية، سترث إدارة هاريس إطار عمل راسخ للمضي قدماً، ومن غير المرجح أن تتخلى عنه.
ادعمنا
من خلال تفحصها الدقيق للقوى التي تعمل على تشكيل المجتمعات الخليجية والأجيال الجديدة من القادة الناشئين، يعمل معهد دول الخليج العربية في واشنطن على تسهيل حصول فهم أعمق للدور المتوقع أن تلعبه دول هذه المنطقة الجيوستراتيجية في القرن الحادي والعشرين.