هذه المقالة هي جزء من سلسلة حول المقاتلين الشيعة الأجانب المدعومين إيرانيًّا وتأثيرهم المحتمل على ديناميكيات الأمن الإقليمي.
قامت القيادة المركزية الأمريكية مؤخرًا بنزع السرية عن محاضر التحقيق بعد عقد من الزمان مع قيس الخزعلي، زعيم ميليشيا عصائب أهل الحق، التي حصلت على خمسة عشر مقعدًا في الانتخابات البرلمانية العراقية في أيار. تلقي هذه التقارير مزيدًا من الأضواء على علاقة الجمهورية الإسلامية بالميليشيات الشيعية العراقية. ولكن، هذا ما توضحه أيضًا دراسة ممنهجة لقتلى المعارك التي تكبدتها هذه الميليشيات في العراق. يظهر المصدران كيف تحاول طهران تحقيق أهدافها المزدوجة المتمثلة في استمرار هيمنة الشيعة في بغداد، وفي الوقت نفسه ضمان تبعية وولاء الميليشيات لطهران.
يمكن أن يُعتبر قيام القيادة المركزية الأمريكية (CENTCOM) برفع السرية ونشر ملفات الخزعلي محاولة لمنع وصول زعيم الميليشيا العراقية إلى مجلس الوزراء، حيث يتهمه الجيش الأمريكي بقيادة كمين أدى لقتل خمسة جنود أمريكيين في كربلاء عام 2007. ومع ذلك، فلا يوجد ضمان بأن الوثائق التي تم نشرها ستؤدي إلى عرقلة مهمة الخزعلي، وتظهر دراسة ميدانية لمواد مفتوحة المصدر بوضوح أن هناك العديد من أمثال الخزعلي في العراق.
يعود تاريخ طهران في تأسيس الميليشيات الشيعية العراقية إلى الثورة الإيرانية عام 1979. قبل الثورة، قدم نظام الشاه محمد رضا بهلوي مساعدة اقتصادية كبيرة لكبار رجال الدين الشيعة (مراجع التقليد في المذهب الشيعي)، والمزارات الشيعية، والحوزات الدينية في العراق. وهذا يفسر جزئيًّا سبب ابتعاد زعماء الشيعة العراقيين، الذين يتمركز معظمهم في النجف، عن المُعارض الإيراني الكبير آية الله روح الله الخميني، الذي نُفي إلى العراق في تشرين الأول 1965. أما آية الله محمد الشيرازي الذي كان يتخذ من كربلاء مقرًا له، من جهة أخرى، فقد احتضن الخميني كجزء من تحديه للمؤسسة الدينية الشيعية في النجف.
وفي حين بقي دعم نظام بهلوي للشيعة العراقيين اقتصاديًا، قدمت طهران دعمًا عسكريًا مكثفًا للتمرد الكردي ضد بغداد، بما في ذلك المشاركة المباشرة لمحاربين إيرانيين في العمليات العسكرية ضد قوات الحكومة المركزية، حتى توقيع اتفاقية الجزائر عام 1975، التي حلت مؤقتًا النزاع الحدودي بين إيران والعراق.
تغير موقف طهران بشكل كبير بعد الثورة وإقامة الجمهورية الإسلامية. كان هذا التحول جزئيًا بسبب تدهور العلاقات بين إيران والعراق حيث كثف نظام البعث في بغداد من قمعه للنشاط السياسي الشيعي العراقي في أواخر السبعينيات من القرن الماضي وأبعد ما لا يقل عن خمسين ألفًا (ربما كان الرقم الحقيقي أعلى من ذلك بكثير) من حملة الجنسية الإيرانية-العراقية المزدوجة إلى إيران. وتدهورت العلاقات أكثر عندما قام تيار متواصل من أعضاء حزب الدعوة الإسلامي الشيعي العراقي، الذين سعوا للحصول على اللجوء السياسي في إيران، بإقناع الخميني بأن نظام البعث على وشك الانهيار. في النظام الثوري نفسه، كان هناك الكثير من الأفراد ومراكز القوى التي تدفع باتجاه “تصدير” الثورة الإيرانية إلى الخارج. ومع الثقة الزائدة بعد فوزه في إيران، لم يكن الخميني بحاجة إلى الكثير من الإقناع كي يدعو إلى الإطاحة بنظام البعث و”تصدير” الثورة إلى العراق، وهو ما فعله علانية في التاسع من آب 1980، أي قبل 11 يومًا من الغزو العراقي لإيران.
في أعقاب الغزو العراقي، لم تقم قوات الحرس الثوري الإيراني فقط بتجديد الدعم العسكري لنظام بهلوي للمتمردين الأكراد العراقيين، بل نظمت أيضًا فيلق بدر التابع للحرس الثوري الإيراني. كانت الوحدة تتألف من أعضاء حزب الدعوة وأسرى الحرب الشيعة العراقيين الذين انتقلوا للطرف الآخر وتطوعوا للقتال ضد قوات صدام حسين. كان فيلق بدر في بادئ الأمر تحت قيادة آية الله محمود هاشمي شاهرودي، وهو الرئيس غير الرسمي لجمهور المواطنين المزدوجي الجنسية الإيرانية-العراقية الذين تم إبعادهم إلى إيران. بحلول منتصف الثمانينيات، عهدَ الحرس الثوري الإيراني للزعيم الشيعي العراقي المنفي آية الله السيد محمد باقر الحكيم قيادة فيلق بدر.
لم تختفِ المنافسات القديمة بين الشيعة العراقيين بسبب تشكيل فيلق بدر وإنما بقيت وحتى ازدهرت داخل التنظيم. وفقًا لشاهرودي، فإن أعضاء حزب الدعوة السابقين، الذين كانوا أصلاً من النجف، شكلوا فصيلاً متميزًا خاصًّا بهم، في حين أن أتباع الشيرازي، الذين كانوا أصلاً من كربلاء، قاموا بتنظيم فصيل منافس. من اللافت للنظر، أن ينجذب النجفيون نحو التيار الرئيسي للجمهورية الإسلامية في عهد رئيس البرلمان آنذاك آية الله علي أكبر هاشمي رفسنجاني ومن ثم الرئيس علي خامنئي. في المقابل، تحالف فصيل كربلاء بقيادة شيرازي مع آية الله العظمى حسين علي منتظري. وكان هذا الأمر في غاية الأهمية، لأن مهدي هاشمي، شقيق صهر منتظري، كان مسؤولاً عن وحدة حركات التحرر التابعة للحرس الثوري الإيراني، التي هي طلائع قوات القدس التابعة للحرس الثوري الإيراني العاملة خارج الحدود الإقليمية. وعندما خسر منتظري في منافسة الخلافة بعد الخميني، وقام النظام بإعدام الهاشمي في عام 1987 ، نأى أتباع شيرازي تدريجيًا عن الجمهورية الإسلامية وتحول ولاؤهم إلى خصوم إيران الإقليميين.
لقد عملت تجارب طهران في إدارة منافسات الشيعة العراقيين فيما بينهم على تطوير قدرة الحرس الثوري الإيراني على إدارة نزاعات الشيعة الداخلية، حيث حارب مواطنون عراقيون من أجل إيران -وقُتل بضع مئات منهم- في الحرب مع العراق. حتى أن فيلق بدر قد صمد في وجه قرار مجلس الأمن الدولي رقم 598 والهدنة بين إيران والعراق، واحتفظ بثكناته بالقرب من الحدود الإيرانية-العراقية. وكعلامة على درجة سيطرة طهران على فيلق بدر، بقي الفيلق سلبيًا تمامًا خلال التمرد الشيعي العراقي في آذار- نيسان 1991 في أعقاب حرب الكويت. كانت طهران قد أعلنت الحياد في النزاع ولم ترغب في التورط بالإنابة.
جاءت لحظة فيلق بدر في أعقاب الغزو الذي قادته الولايات المتحدة للعراق وانهيار نظام البعث: عاد فيلق بدر إلى العراق لجني ثمار تحريرها عن طريق اختراق المؤسسات السياسية المعاد تشكيلها في العراق، واستخدام ميليشيات فيلق بدر في العراق لملء الفراغ الناتج عن حل الجيش العراقي.
ومع ذلك، فقد استمر التنافس بين الشيعة وأدى إلى ظهور قوتين شيعيتين متنافستين: فيلق بدر، الذي كان تحت السيطرة المباشرة للحرس الثوري الإيراني، وجيش المهدي اللامركزي بقيادة مقتدى الصدر، تحت سيطرة غير مباشرة للحرس الثوري الإيراني. لقد برزت الطبيعة المعقدة للعلاقة بين الحرس الثوري الإيراني وجيش المهدي إلى دائرة الضوء مع إعلان القيادة المركزية الأمريكية مؤخرا عن محاضر التحقيق مع الخزعلي في الفترة من 21 آذار إلى 6 أيار 2007. كما تعطي هذه العلاقة نظرة ثاقبة عن كيفية تعامل الحرس الثوري الإيراني مع ميليشيات شيعية عراقية أخرى.
وفقًا لمحاضر التحقيق، قام الصدر ونائبه آنذاك، الخزعلي، بزيارة لإيران، حيث التقيا أحد أعضاء لواء القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، والمعروف باسم حجي يوسف، والقائد الأعلى للواء القدس، اللواء قاسم سليماني. وفي وثيقة منفصلة، اعتبرت وزارة الخزانة الأمريكية “حجي يوسف” هو نفسه العميد الركن عبد الرضا شهلائي في لواء القدس، الذي تم تصنيفه في 16 أيلول 2008 “تهديدا للسلام والاستقرار في العراق وحكومة العراق”.
خلال التحقيقات، أوضح الخزعلي أنه سافر من العراق إلى إيران عبر مدينة الأهواز في جنوب غرب إيران حوالي خمس مرات، وفي بعض الأحيان، قام ممثلو فيلق القدس باستلامه من الحدود. في طهران، اجتمع الخزعلي بشكل متكرر مع حجي يوسف، ولم تقتصر محادثاتهما على الشؤون العسكرية. وفقا لمحاضر التحقيق:
بدأ حجي يوسف النقاش مع المعتقل موضحًا أنه سيكون مفيدًا لقضية الشيعة ككل إذا شارك [مقتدى الصدر] في عملية الانتخابات العراقية. وأضاف موضحًا أنه إذا قام مقتدى الصدر بمقاطعة الانتخابات أو إذا أعلن على الملأ أنه ضد الانتخابات، فإن ذلك سيؤدي إلى تهميش العملية السياسية الشيعية. وأوضح حجي يوسف أنه سيكون من المفيد للشيعة ومنظماتهم أن يقدموا دعمهم لآية الله العظمى السيستاني، وذلك يشمل منظمة بدر، حزب الدعوة، والتيار الصدري. وهذا من شأنه أن يسمح بوجود كتلة انتخابية شيعية صلبة من أجل ضمان حصول الشيعة على السيطرة الكاملة على البلاد والحكومة … وفي اليوم التالي أخذ حجي يوسف المعتقل لمقابلة قاسم سليماني… أكد سليماني على القضايا نفسها كما فعل حجي يوسف فيما يتعلق بمشاركة مقتدى الصدر في العملية الانتخابية. ومرة أخرى، عرض المعتقل موقف مقتدى الصدر فيما يتعلق بالانتخابات، والمشاركة في حكومة عراقية يعتبرها غير شرعية. ورد سليماني باقتراح مضاد مفاده أن يظهر الصدر علنًا على الأقل وكأنه يدعم العملية في العراق ويفعل ما يرغب بالخفاء، أو على الأقل يقدم نفسه كمستقل أو محايد وليس معارضًا للانتخابات.
لم يقتصر الأمر على الخزعلي في زيارة إيران:
سافر حجي يوسف إلى النجف في أواخر عام 2003 أو أوائل عام 2004 ليضع بنفسه تفاصيل نقل الأموال وغيرها من أشكال المعونة إلى التيار الصدري وإلى مقتدى الصدر شخصيًّا … لقد تباينت كمية الأموال المرسلة مباشرة إلى مقتدى الصدر من وقت لآخر، ولكنها عادة كانت تتراوح ما بين 750,000 و مليون دولار أمريكي. ومع ذلك، فقد تم إرسال ما بين مليونين إلى ثلاثة ملايين دولار أمريكي لبعض المشاكل أو الاحتياجات الخاصة. كما تباينت وتيرة إرسال الأموال من حين لآخر. كان هناك قاعدة معتادة لاستلام الأموال كل شهر، ولكن كانت الفترة تطول أو تقصر من وقت لآخر.
كما يبدو أن حجي يوسف كان أيضًا مسؤولاً عن نقل الأسلحة من إيران إلى العراق، حسب أقوال الخزعلي:
من الجانب الإيراني، كان حجي يوسف هو حلقة الوصل الأساسية لحركة الأسلحة، وقدم مساعدة كبيرة في مناطق الأهواز وعيلام (إيلام، بالفارسية). لم يكن المعتقل مسؤولاً عن حجي يوسف أو أي إيراني آخر يعمل لديه. يقوم حجي يوسف أو أحد مرؤوسيه بالاتصال المباشر مع أحد الأفراد على الجانب العراقي من الحدود ويتفقان في يوم معين على إدخال كمية معينة من الأسلحة إلى العراق. دائمًا ما يتم نقل الأسلحة من قبل مهربي الأسلحة- وليس مباشرة من إيران. تستخدم إيران دائمًا مهربي الأسلحة حتى لا تخضع إيران للمساءلة.
كما ناقش الخزعلي دعم الحرس الثوري الإيراني الحذر للميليشيات الشيعية العراقية المتنافسة، وعمل حتى على تشجيع ظهور الفصائل المنشقة. في ضوء ذلك، فإنه ليس من المستغرب أن اثنتين من الميليشيات الرئيسية انقسمت إلى مجموعات إضافية أصغر، بما في ذلك كتائب سيد الشهداء كفرع من فيلق بدر وعصائب أهل الحق من جيش المهدي.
ولكن لم تكن الميليشيات الشيعية هي وحدها التي تحاول ملء الفراغ في السلطة في عراق ما بعد البعث، فقبل مرور وقت طويل، كانت الدولة الإسلامية في العراق والشام توسع منطقتها من سوريا إلى العراق. بحلول حزيران 2014، شكل تنظيم داعش تهديدًا مباشرًا لبغداد، ما حثّ آية الله العظمى علي السيستاني على إصدار الفتوى الدينية في الثالث عشر من حزيران 2014 التي تدعو إلى الدفاع عن المدن العراقية والمشاركة في الهجوم المضاد ضد داعش.
توحدت الميليشيات العراقية المنقسمة تحت مظلة قوات الحشد الشعبي. يقدم مسح نظامي مفتوح المصدر لقتلى المعارك من قوات الحشد الشعبي في العراق بعض الأفكار المتبصرة في عملياتها وأدائها. تم الإبلاغ عن مقتل ما مجموعه 2,526 مقاتلا من قوات الحشد الشعبي في القتال في العراق من 15 آذار 2013 إلى 4 أيلول 2018. من المؤكد أن المجال الحقيقي للخسائر أعلى، ولا بد من اعتبار هذا العدد كالحد الأدنى المطلق.
القتلى الشيعة العراقيون في معارك العراق من شهر آب 2012 إلى أيلول 2018
تم استقاء البيانات من مصادر مفتوحة متعددة. تمثل حالات القتل المرتفعة في شهر يوليو من كل عام حالة شاذة ناجمة عن إدراج القتلى الذين لا يعرف شهر مقتلهم.
من بين 2526 قتيلاً بين قوات الحشد الشعبي المقاتلة في العراق، يُعرف مكان ولادة 2133 مقاتلا. معظم المقاتلين الذين لقوا حتفهم في العراق ولدوا في محافظة البصرة، حيث تم التعرف على هوية 810 قتلى، يلي ذلك 273 قتيلا من المقاتلين المولودين في محافظة بابل، و175 قتيلا من المقاتلين المولودين في محافظة بغداد. وعلى النقيض من ذلك، لم يتم الإبلاغ عن أي قتلى من جانب قوات الحشد الشعبي لأشخاص ولدوا في محافظات أربيل أو حلبجة أو السليمانية.
القتلى الشيعة العراقيون في معارك العراق حسب مكان الولادة من آب 2012 وحتى أيلول 2018
تم استقاء المعلومات من العديد من المصادر المفتوحة
حتى في أكثر مراحل القتال ضراوة ضد داعش، لم يكن هناك أي دليل على أن الميليشيات تتنازل عن القيادة الحقيقية والسيطرة لصالح قيادة قوات الحشد الشعبي. كانت كل وحدة تقاتل تحت قيادتها الخاصة؛ لم يخضع الخزعلي وهادي الأميري وأكرم الكعبي، وغيرهم من القادة لسيطرة حكومة بغداد. كان سليماني مسؤولاً عن المجهود الحربي.
الميليشيات الشيعية العراقية، وقياداتها العليا، وقتلى المعارك في العراق وسوريا من شهر آب 2012 وحتى تموز 2018
تم استقاء البيانات من العديد من المصادر المفتوحة
في حين يعتبر الكولونيل جويل رايبورن، مؤلف كتاب “العراق بعد أمريكا: الأقوياء، الطائفية، المقاومة“، انقسام الميليشيات الشيعية “خطأ فادحًا من قبل سليماني ونوابه”، وعوضًا عن ذلك، يمكن احتسابه خطرًا وجزءًا من استراتيجية إيران المُعدة للعراق: يتنافس قادة الميليشيات الشيعية العراقية على سخاء طهران الذي يمكن أن يضمن لهم التفوق في العراق. من ناحية أخرى، يسمح النظام الشيعي العراقي المجزأ والمنافسة الشيعية الداخلية لطهران بالحفاظ على نفوذها في التأثير على السياسة والأمن العراقيين. تتنافس الميليشيات الشيعية العراقية فيما بينها باستمرار لصالح طهران بدلاً من اتباع الأوامر من بغداد. وهذا بدوره يجعل إيران لاعبًا مركزيًّا في السياسة العراقية.
لدى الجمهورية الإسلامية أيضًا كل الأسباب التي تجعلها راضية عن ترتيب تقاسم الأعباء مع الميليشيات الشيعية العراقية المتنافسة: أظهر مسح ميداني لتقارير باللغة الفارسية حول خدمات الجنائز للمواطنين الإيرانيين الذين قتلوا في المعارك في العراق وجود 43 فقيدًا إيرانيًّا فقط في العراق منذ حزيران 2014. وبقدر ما يبدو هذا الرقم منخفضًا، فقد يكون دقيقًا إلى حد ما، كونه لم يكن هناك نقص في المتطوعين الشيعة العراقيين للقتال ضد داعش. كانت الميليشيات الشيعية بحاجة إلى ضباط إيرانيين لقيادتهم في المعارك وليس لجنود المشاة. وينعكس هذا في انخفاض عدد القتلى الإيرانيين في العراق، ومن المرجح أن يعتبر ثمنًا مقبولًا لطهران مقابل تأثيرها في السياسة العراقية.
لقد نجح نهج الجمهورية الإسلامية حتى الآن في تحقيق الأهداف المزدوجة المتمثلة في استمرار هيمنة الشيعة في بغداد وفي الوقت نفسه ضمان تبعية وولاء الميليشيات لطهران. ويبقى أن نرى ما إذا كان نشر القيادة المركزية الأمريكية لاستجوابات الخزعلي وربما البوح بالمزيد عن العلاقة الوثيقة بين طهران وعملائها المتنفذين في العراق سيحول الرأي العام العراقي ضد قادة الميليشيات الشيعية العراقية ويضعف يد طهران.