عقدت دولة الإمارات العربية المتحدة في منتصف نوفمبر دورتها التشريعيةالسابعة عشر للمجلس الوطني الاتحادي وهي هيئة استشارية مكونة من 40 عضوًا، نصفهم منتخبون والنصف الآخر يتم تعيينهم مباشرة من قبل حكام الإمارات. في يونيو، أصدر رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة خليفة بن زايد آل نهيان قرارًا رئاسيًا بتخصيص نصف مقاعد المجلس الوطني الاتحادي للنساء والذي يدل على إصرار الحكومة في عملية تمكين المرأة في دولة الإمارات العربية المتحدة والجهود الطويلة الأمد التي تبذلها الدولة لزيادة نسبة مشاركة المرأة وتمثيلها علما بأنه منذ أول انتخابات في 2006 لم تنجح سوى امرأتين فقط بمقاعد الانتخابات، بما في ذلك أمل القبيسي، أول امرأة عربية ترأس مجلسا وطنيا في العالم العربي. ومع ذلك، يتم تعيين عدد أكبر من النساء بعد كل انتخابات لضمان تمثيلهن.
بالإضافة، هذا العام قد شهد أيضا تغييرات مهمة أخرى في العملية الانتخابية. فعلى سبيل المثال تم توسيع المشاركة الانتخابية، حيث زاد عدد الناخبين بنسبة 50 ٪ وقد أدلى أكثر من 117،000 إماراتي بأصواتهم لانتخاب 20 من أعضاء المجلس الوطني الاتحادي، من بين جموع الناخبين البالغ عددهم 337,728 مواطناً والذين يتم اختيارهم مسبقًا من قبل حكامهم للتصويت والترشح، ورغم ذلك، انخفضت نسبة المشاركة انخفاضًا طفيفًا مقارنة بالانتخابات الماضية حيث بلغت 34٪.
في محاولة لتشجيع الشباب على المشاركة ، أكدت الدولة على أهمية الشباب في المجلس الوطني الاتحادي من خلال إطلاق برامج توعية سياسية عن طريق المجلس الوطني للانتخابات. يشكل الناخبون الشباب الذين هم دون ال 40 عامًا ما يقارب ال 60٪ من مجموع الناخبين، مما يعكس دور الشباب المحوري في الانتخابات. تأكيدا على ذلك، قال وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية د. أنور قرقاش بأن مشاركة الشباب “ستقوي الإحساس بالولاء، والواجب الوطني، والتفاني من أجل المصلحة العامة للوطن”.
من بين من تم انتخابهم للمجلس الاتحادي، سعادة سارة محمد فلكناز، البالغة من العمر 33 عامًا من إمارة دبي ، والتي يعد نجاحها دليلاً على الفرص التي منحتها الدولة لتمكين الشباب والمرأة. تحدث مركز دراسات دول الخليج – واشنطن AGSIW مع سارة عن رؤيتها وطموحها كأحد أصغر المنتخبين في المجلس الوطني الإتحادي
معهد دول الخليج العربية في واشنطن (AGSIW): حدثينا عن شخصك ولماذا قررت خوض انتخابات المجلس الوطني الاتحادي؟
سارة: حصلت على البكالوريوس في إدارة الأعمال والتمويل من الجامعة الأمريكية في الشارقة عام 2008. بعد التخرج عملت بشركة دبي القابضة إلى أن تقلدت منصب المدير التنفيذي لشؤون العمليات وفي عام 2015 انتقلت للعمل في موانئ دبي كمدير تنفيذي للابتكار العالمي إلى أن تقدمت باستقالتي في عام 2018 لتكريس جهودي في شركة العائلة – شركة مشاريع فلكناز العامة.
قررت خوض الانتخابات لان حكومتنا وضعت رهانها على الشباب والقيادة منحت الفرصة للشباب للمشاركة بصناعة المستقبل ورسم خطة للدولة ونحن نرى اليوم في دولتنا شبابا يتقلدون مناصب حكومية يترأسون الوزارات والشركات الخاصة فالمجلس جزء لا يتجزأ من هذه المنظومة المتكاملة. فلماذا لا نشارك سياسيا؟ كوني خضت تجارب عديدة في مختلف القطاعات، ايقنت بأن هذا هو الوقت المناسب لأكون جزء من المنظومة السياسية للدولة عن طريق المجلس بالإضافة إلى أن هذه السنة تعد استثنائية وذلك بسبب تخصيص نصف مقاعد المجلس للنساء.
معهد دول الخليج العربية في واشنطن (AGSIW): كعضو في المجلس الوطني الاتحادي، كيف ستخدمين ناخبيك بشكل عام، والشباب على وجه الخصوص؟
سارة: في البداية، يجب أن نوضح بأن دور المجلس الوطني يعد استشاريا ورقابيا، وخدمتي فيه تعتبر مكملة لدور الحكومة ولا نملك سلطة عليها وقد وفرت لنا كل احتياجاتنا وهي سباقة بوضع خطط للشباب ورسم خارطة الطريق لنا ثم إنها تسلحنا بالعلم لإكمال الطريق من خلال الطموح والمثابرة. قد يكون كلامي مثالي ولكن هذا هو الواقع فلولا توفيق الله ثم جهود القيادة الرشيدة لما وصلنا إلى محطة الفضاء العالمية فهي تترجم أحلامنا إلى واقع. فعلى سبيل المثال، اقترحت في برنامجي الانتخابي تخصيص برنامج للباحثين من خلال تدريبهم في القطاع الخاص ل6-12 شهرا مع استلام مكافأة شهرية بالإضافة إلى تعيين المتقاعدين من أصحاب الخبرات كمستشارين للاستفادة من خبراتهم وأثناء الحملة، أطلق وزير الموارد البشرية والتوطين مبادرة لتوظيف وتدريب 8,000 شاب إماراتي بالإضافة إلى مبادرة الشيخ محمد بن راشد لتوظيف المتقاعدين كمستشارين في مختلف مؤسسات الدولة. وهذا إن دل فهو يدل على أن حكومتنا تلامس احتياجات مواطنيها.
أما بخصوص خدمة الشباب، فسوف أخدمهم واستقبل مقترحاتهم واستمع إلى همومهم من خلال المجالس الاجتماعية ووسائل التواصل لإيصال صوت أبناء كافة الشعب مع تركيزي على ملفات المتقاعدين كذلك. وبالأخير، أنا في فترة البحث والتطوير حاليا للتعرف على قضايا الناس وهمومهم لأقوم بعرض الملفات على اللجان المختصة ومن ثم إلى المجلس إلى أن تصل إلى الحكومة.
معهد دول الخليج العربية في واشنطن (AGSIW): ما هي القضايا التي وجدتيها مهمة لدى الشباب؟
سارة: لم أركز فقط على الشباب في حملتي الانتخابية بل ارتكزت حملتي على الشباب والمتقاعدين بشكل خاص وكافة الإماراتيين بشكل عام ولم أركز على المرأة تحديدا لأنها جزء من هذا المجتمع – أما الشباب أو المتقاعدين – فتركيزي على محور الشباب هو لأن 50٪ من الشعب من فئة الشباب بالإضافة إلى أن عدد المتقاعدين في تزايد. وكوني توظفت لما يقارب الـ12 عاما، شعرت بأنني لامست هموم الناس من خلال تعاملي معهم لذا تمحور برنامجي الانتخابي على الابتكار والتوطين وريادة الأعمال بناء على هذه التجربة. ولكن الشباب لم يطرحوا قضاياهم بقدر اهتمامهم ببرنامجي الانتخابي ككل وما سوف أقدمه لهم لأنني كنت مرشحا ولست عضوا فكان تصويتهم لي إيمانا ببرنامجي الانتخابي. أما الآن وبعد نجاحي، سوف استمع لمشاكلهم وأطرح قضاياهم في المجلس – ومن ضمنها التوطين.
معهد دول الخليج العربية في واشنطن (AGSIW): ماذا يعني المجلس الوطني الاتحادي للشباب الإماراتي؟
سارة: شباب الإمارات يشاركون في مختلف مؤسسات الدولة من الزراعة والاقتصاد والتمويل إلى الطيران بل وحتى في وزارات الدولة حيث أن الحكومة الإماراتية عينت أصغر وزيرة في العالم – شمه المزروعي – البالغة من العمر 22 عاما. بالإضافة إلى أن الدولة دعت بل وحثت الشباب على المشاركة وسهلت لهم عملية الانتخاب والترشح ولهذا السبب يطمح شباب الإمارات أن يكونوا جزءا من منظومة صناعة القرار في الدولة – سواء بالتصويت أو التمثيل من خلال هذه المؤسسة العريقة التي تعد سلطة الدولة الرابعة.
معهد دول الخليج العربية في واشنطن (AGSIW): تمكنت من النجاح في الانتخابات بإنفاق ما يقارب ال $5,800. كيف تمكنت من الوصول إلى الناخبين بهذه الحملة الغير مكلفة؟
سارة: باستثناء الجلسة الحوارية التي أجريتها، حملتي الانتخابية لم تكلفني شيئا البتة. ولكنني صرفت ما يقارب ال 21 ألفا لحجز قاعة الجلسة الحوارية لأن الناس لهم الحق بالجلوس معي لتقديم اسئلتهم ومقترحاتهم ولكي يستمعوا إلي وإلى أجوبتي وبرنامجي الانتخابي بكل شفافية وصدق وتم تصوير وتوثيق هذه الجلسة وعرضها على مواقع التواصل الاجتماعي ليستمع إليها بقية الناخبين من كافة الإمارات وهذا كله يعود إلى الابتكار في الحملات الانتخابية ولذلك اكتفيت بهذه الجلسة.
معهد دول الخليج العربية في واشنطن (AGSIW): منذ أول انتخابات في 2006 إلى انتخابات 2015، لم ينجح في الانتخابات سوى 3 نساء. لماذا يصعب نجاح المرأة في الانتخابات وما الذي يمكن فعله لتغيير هذا الأمر؟
سارة: للأمانة، أعتقد بأن دولتنا داعمة لحقوق المرأة وأن الحكومة تلعب دورا فاعلا في تمكين المرأة. لذلك يجب على المرأة أن تأخذ تلك الثقة التي وضعتها الحكومة فيها وأن تصبها لمصلحتها ومصلحة الوطن. صحيح بأن انتخاب المرأة لا يزال، أكثر صعوبة لكن في الوقت ذاته، شغلت النساء ستة مقاعد على الأقل من أصل 20 مقعدًا في كل المجالس منذ عام 2006 سواء عن طريق الانتخاب أو التعيين، إلى أن وصلنا في 2019 إلى 50٪ من مقاعد المجلس الوطني الاتحادي في عام 2019 نتيجة قرار رئيس الدولة بتخصيص نصف المقاعد للنساء. أضف على ذلك، ازداد عدد المرشحات من 22% في عام 2015 إلى أكثر من 35% في عام 2019. وهذا كله يعود إلى نهج التغيير من الأعلى الذي تقوده حكومتنا وهو دليل على التمكين السياسي للمرأة. ومع ذلك، ليس لدي حل مثالي لزيادة ثقة الناس بفكرة انتخاب المرأة، لكنني أعتقد أن لدينا مشكلة ثقافية يمكن تغييرها على المستوى الاجتماعي.
معهد دول الخليج العربية في واشنطن (AGSIW): ما هي أهدافك في دور الانعقاد القادم للمجلس الوطني الاتحادي؟
سارة: هدفنا كأعضاء في المجلس الوطني الاتحادي هو العمل يدا بيد مع شعبنا لترك أثر إيجابي، وكسب ثقتهم وأن نكون صوت الشباب والمواطن الإماراتي بشكل عام وأن نستمع إلى همومهم ورغباتهم لتلبية احتياجاتهم من خلال إيصال مقترحاتهم إلى مجلس الوزراء.
لمعرفة المزيد عن سارة فلكناز، بإمكانكم متابعتها على تويتروإنستغرام
سيقوم دونالد ترامب بعمل تحولات غير مسبوقة في السياسة الأمريكية بتحديه للأعراف الديمقراطية والتقاليد الدستورية والقانونية في المشهد السياسي الأمريكي، بما يؤثرعلى شكل ودعائم النظام السياسي الأمريكي.
من غير المرجح أن تتمكن أرامكو من الحفاظ على سياستها الحالية في توزيع عائدات الأسهم في ظل غياب انتعاش قوي في عائدات النفط. وقد يؤدي تخفيض الأرباح الموزعة إلى آثار سلبية على الأوضاع المالية للحكومة وصندوق الاستثمارات العامة.
عودة ترامب إلى البيت الأبيض ستخلق خطوط تماس وتوتر داخلية يمكن أن تؤدي إلى توترات اجتماعية وسياسية جديدة. إضافة إلى خطوط تماس أخطر خارجياً، قد تزج الولايات المتحدة في حرب تجارية مع الصين.
ادعمنا
من خلال تفحصها الدقيق للقوى التي تعمل على تشكيل المجتمعات الخليجية والأجيال الجديدة من القادة الناشئين، يعمل معهد دول الخليج العربية في واشنطن على تسهيل حصول فهم أعمق للدور المتوقع أن تلعبه دول هذه المنطقة الجيوستراتيجية في القرن الحادي والعشرين.