ملخص تنفيذي
لقد تسبب الصراع الدائر في اليمن بخسائر كارثية لأهل البلاد والاقتصاد والبنية التحتية والمؤسسات،
بالإضافة إلى ما وراء ذلك من روابط. وستكون الجهود المبذولة لإعادة بناء المظاهر الملموسة وغير الملموسة
للمجتمع اليمني معقدةً، ليس فقط بسبب تفكك الفصائل السياسية والعسكرية في اليمن، وإنما أيضًا بسبب
تعدد الجهات والمصالح الأجنبية التي أصبحت تمارس نفوذًا مباشرًا وغير مباشرٍ على الصراع، أو قد تفعل ذلك
في المستقبل.
يسعى هذا البحث إلى توضيح من تكون هذه القوى الخارجية، وما هي طبيعة تورطها، وما تعنيه مصالحها
المتقاربة والمتضاربة في جهود إعادة إعمار اليمن المستقبلية. فعلى سبيل المثال، من الواضح أن التدخل
المباشر من جانب كلا الطرفين الخارجيين الرئيسيين، المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة،
جعل هاتين الدولتين الإقليميتين ملتزمتين بشدة بنتائج الصراع في اليمن. ومع ذلك، قد يدفع هذا الاستثمار
بالذات كلاً من الدولتين إلى محاولة تشكيل بيئة ما بعد الصراع بطريقة تخدم مصالح الحلفاء، على حساب
الآخرين الذين يُنظر إليهم كخصوم. ويؤدي هذا إلى تعقيد واضح في عملية إعادة الإعمار من خلال إمكانية
إعاقة التوزيع المتساوي لموارد إعادة الإعمار. علاوة على ذلك، يمكن لإيران- العدو الإقليمي للمملكة العربية
السعودية والإمارات العربية المتحدة– أن تمضي قدمًا في تحقيق أهدافها الاستراتيجية من خلال إطالة أمد
الصراع عن طريق الاستمرار في توفير الدعم المادي للمتمردين الحوثيين أو تحسينه بشكل كبير.
يبدأ هذا البحث بإلقاء نظرة عامة على الحرب في اليمن ويناقش تدخل الجهات الأجنبية الفاعلة، فضلاً
عن القوى والأطراف الأشمل التي تؤثر في حل الصراع. ويتناول البحث أنشطة الجهات الفاعلة ذات الصلة
ومصالحها بشكل مفصل، بما في ذلك الأطراف المحلية والإقليمية والدولية وما فوق الوطنية وعبر الوطنية
ودون الوطنية. ثم يعمد البحث لتحليل تأثير القوى المتنافسة والمتعاونة على نتائج الصراع وإعادة الإعمار
في اليمن. وأخيرًا، يتم اختتام البحث بتوصيات السياسة.