يتصدر الشباب العُماني الأجنحة الوطنية في دبي والبندقية، بينما استحوذ الفنانان الصاعدان عبد الرحيم الكندي وميس الموسوي على التقدير لاستكشافاتهما الطريفة في الحب والدين وقبول الذات.
في أكتوبر/تشرين الأول، كشفت عُمان الستار عن جناحها الوطني في إكسبو دبي 2020، وأعلنت في أوائل ديسمبر/كانون الأول أن عُمان سوف تستضيف للمرة الأولى جناحًا وطنيًا في بينالي البندقية البارز في ربيع عام 2022. والعامل المشترك بين هذين المجهودين الإبداعيين الحديثين هو أن الشباب العُماني هو من يتصدر المشهد.
انشغل أكثر من 300 شاب عُماني من قطاعات مختلفة في عملية تصميم الجناح العماني في إكسبو دبي 2020. ويأتي الاعتراف بمساهمة الشباب من داخل الجناح نفسه، من خلال الصور المعروضة لبعض من شباب عُمان المشاركين في التصميم. كما قال السيد أسعد بن طارق آل سعيد، نائب رئيس الوزراء للعلاقات الدولية وشؤون التعاون والممثل الشخصي للسلطان، الذي زار الجناح في نوفمبر/تشرين الثاني، “نفتخر بأن الجناح العماني يجسد معنويات الشباب وقدراتهم. حيث تم تنظيمه وإدارته وتطويره على يد الشباب العُماني بنسبة 100%”. وعلى نحو مماثل، فإن الجناح العُماني القادم في بينالي البندقية سوف تنظمه مؤرخة وقيِّمة الفن العُماني عائشة ستوبي، البالغة من العمر 33 عامًا، وسيعرض أعمال بعض الفنانين العُمانيين الشباب، إلى جانب بعضٍ من الرواد فيه. علاوة على ذلك، تم اقتراح المبادرة نفسها من قبل وزارة الثقافة والرياضة والشباب، التي تشكلت عام 2020، ووزيرها الشاب، وولي عهد عُمان، السيد ذي يزن بن هيثم آل سعيد.
في بلد ومنطقة تزدهر بسكانها الشباب، يقوم جيل من العُمانيين، الذين يتقنون استخدام التكنولوجيا، بعمل الأشياء بطريقة تختلف عما كان يفعل أسلافهم، لا سيما عندما يتعلق الأمر بالفنون. يستمد الفنانون العُمانيون الشباب الإلهام من أهل البلاد وتاريخها الغني وتراثها وثقافتها، ولكنهم يقدمونها بأسلوب جديد ومثير من خلال طريقتهم في الفن والتصوير الفوتوغرافي. فهم يعطون دفعة للمشهد الفني للبلاد الذي كان هادئًا، نسبيًا، يومًا ما، ويستحوذون على الاهتمام الإقليمي والدولي من خلال استغلالهم للوسائط الجديدة.
اثنان من هؤلاء الفنانين الشباب هما عبد الرحيم الكندي وميس الموسوي. عبد الرحيم فنان مفاهيمي، يبلغ من العمر 33 عامًا. وقد عرضت أعماله الفنية والتصويرية والتركيبية في ستال جاليري (Stal Gallery) في عُمان، حيث فاز بجائزة ستال جاليري المرموقة للفنانين الشباب والواعدين في عام 2017، ومتحف بيت الزبير، حيث أقام معرضًا منفردًا في عام 2014، بالإضافة إلى مؤسسة الشارقة للفنون. كان أيضًا فنانًا مقيمًا في برنامج لايبزيج الدولي للفنون. يتمحور عمل الفنان الشاب حول مواضيع مثل المجتمع والحُب والدين، ويقدم تعليقًا عليها. وعلى الرغم من أن تاريخ عُمان وتعدديته الثقافية وحضارته توفر الكثير من المواد والإلهام للإنتاج الإبداعي، إلا أنه قال في إحدى المقابلات، “يحاول الفنانون الواعدون في عُمان تصوير الموضوعات المتعلقة بهم وبزمانهم، وهي موضوعات لم يعتد فنانو الأجيال السابقة على تصويرها من خلال فنونهم”. على سبيل المثال، تعرض لوحته التركيبية “القَدَر” الطبوغرافيا العمانية، وتدمج الثقافة العُمانية ومواقف الناس من التصوف حول المواقع التاريخية، ويتساءل عمله “14 كلمة/مستوى للحُب” عن عمق وجدوى العلاقات الرقمية التي أصبحت أكثر شيوعًا اليوم، وخاصة بين الشباب. في مقابلة مع صحيفة تايمز أوف عُمان (Times of Oman)، قال الفنان والقيّم العُماني حسن مير، مؤسس معرض ستال جاليري العُماني، الذي كان مصدر إلهام وإرشاد للعديد من الشباب العُماني، “لدى الشباب العُماني أفكار رائعة، ورؤية جديدة للحضارة الحديثة والمجتمع وأسلوب الحياة، فهم يرون الأشياء بشكل مختلف، ويعبرون عنها بوسائل فريدة وبراعة باستخدام أدوات لم تكن متاحة من قبل، وهو ما ينتج عنه من ناحية أخرى لوحات، لو رُسمت في الماضي، لاعتبرها البعض مغلوطة من ناحية تقليدية. يستخدم عبد الرحيم، مثله مثل العديد من نظرائه، تطبيقات التواصل الاجتماعي مثل انستجرام كمعرض شخصي لعرض أعماله، حيث لديه أكثر من 5000 متابع حول العالم.
وكذلك الحال بالنسبة لـ ميس، فهي تستخدم صفحتها على انستجرام، التي تضم أكثر من 15,000 متابع لعرض الرسوم التوضيحية واللوحات، والمنحوتات السلكية التي تركز على الشخصية الأنثوية، وما تواجهه النساء في المجتمع من انتقادات حول أجسادهن، وغالبًا ما تتضمن عناصر من الثقافة العُمانية بداخلها. أعمالها المستوحاة من تجاربها الخاصة مع النمو بأقل من الوزن المناسب، وتجارب أترابها مع انعدام الأمان الجسدي، ودعوة النساء لحُب وتقبل أنفسهن كما هن. يبرز هذا بوضوح في عملها الفني “تقدير الذات”، على سبيل المثال، حيث يتم تصوير امرأة وهي تعانق نفسها. تم عرض أعمال العُمانية، ذات الـ 27 عامًا، في ستال جاليري، وفي بريك لين جاليري (Brick Lane Gallery) في لندن، ومتحف الفن الخليجي. وذكرت أن “الفنانين الشباب يلعبون دورًا حيويًا في التأثير على الناس خاصة على منصات التواصل الاجتماعي”، حيث يمكن لعملهم الوصول بسرعة إلى جمهور كبير وإثارة “الإبداع في المجتمع”. وتابعت قائلة، “نحن نعيش في بيئة سريعة الخطى تتطلب الابتكار واستخدام التكنولوجيا، بالإضافة إلى فنانين من جيل الشباب المبدع والمزدهر الذين يستخدمون طموحاتهم إلى جانب الأدوات الرقمية لتعزيز إبداعهم لابتكار أعمالهم الفنية”.
ولكن في حين أن هذا الوجود الرقمي قد ساعد في زيادة إمكانية رؤية المشهد الفني المزدهر في عُمان، يعتقد عبد الرحيم وميس أنه لا يزال هناك الكثير مما يجب القيام به محليًا قبل أن تصبح عُمان مركزًا فنيًا يمكنه أن ينافس أولئك الناشئين في منطقة الخليج أو على الصعيد الدولي. قالت ميس، مع وفرة المواهب الشابة، “تتمتع عُمان بإمكانية لعب دورٍ ريادي في الفن، على مدى السنوات القليلة الماضية، تلقى المجتمع الفني في عُمان دعمًا كبيرًا عندما بدأ افتتاح صالات عرض جديدة”. حيث تم افتتاح معارض خاصة مثل ستال جاليري وجاليري ساره وجاليري عالية، التي افتتحت جميعها خلال العقد الماضي، ولعبت دورًا حيويًا في ظل غياب متحفٍ وطني مخصص للفن في عُمان. وأضافت قائلة، “ومع ذلك، فإن مشهد الفن العُماني لا يزال في مهده. إن ما يمكن أن يُبرز عُمان هو دعم الفنانين الشباب وتشجيعهم على المجازفة، والبدء في تجربة أشكال جديدة من الفن. وفي السياق نفسه قال عبد الرحيم، “بعد إنشاء وزارة الثقافة والرياضة والشباب، انطلقت العديد من المبادرات على خطى دول الخليج الأخرى”. ومع ذلك، فقد ارتأى أن “المؤسسات الحكومية والخاصة وحدها لا تستطيع الارتقاء بالحركة الفنية في بلد ما إذا لم يكن مجتمعها على المسار نفسه”. وأردف، “حتى مع وجود الفعاليات الفنية، فإن النتائج التي أسفرت عنها هذه الفعاليات لا تزال محدودة للغاية”. وأشار إلى أنه في عُمان، “لا يوجد الكثير من هواة تجميع الأعمال الفنية، وليس ثمة الكثير من المقالات حول الفنانين في المجلات والمنشورات الفنية، ولا يوجد تعاون مع المؤسسات من خارج الوسط الفني، سواء كانت تجارية أم ثقافية”. في رأي عبد الرحيم وميس فإن تعليم الفن والوعي به، إلى جانب التعاون الفني المحلي والدولي، يمكن أن يلعب دورًا محوريًا في مساعدة المشهد على التطور ليصبح مركزًا فنيًا، وأشارا إلى أن هذه المبادرات يمكن أن يقودها الشباب بأنفسهم. “في بعض الأحيان، يكون للمبادرات والبرامج الفنية التي يديرها الشباب قوة أكبر في التأثير”، على حد قول عبد الرحيم.
يعرض جناح عُمان في إكسبو دبي، 2020، وجناحها الوطني القادم في بينالي البندقية القدرة الإبداعية للشباب العُماني وقدراتهم على القيادة والابتكار والإبداع عندما يتوفر لهم المجال أو الفرصة للقيام بذلك. ينتمي الفنانون العُمانيون، من أمثال عبد الرحيم وميس، إلى جيل شاب مبدع متأهب لتبوء دورهم في رحلة من شأنها أن ترتقي بالمشهد الفني العُماني وتستحوذ على اهتمام جمهور محلي وعالمي أكبر.
من غير المرجح أن تتمكن أرامكو من الحفاظ على سياستها الحالية في توزيع عائدات الأسهم في ظل غياب انتعاش قوي في عائدات النفط. وقد يؤدي تخفيض الأرباح الموزعة إلى آثار سلبية على الأوضاع المالية للحكومة وصندوق الاستثمارات العامة.
عودة ترامب إلى البيت الأبيض ستخلق خطوط تماس وتوتر داخلية يمكن أن تؤدي إلى توترات اجتماعية وسياسية جديدة. إضافة إلى خطوط تماس أخطر خارجياً، قد تزج الولايات المتحدة في حرب تجارية مع الصين.
على صعيد العلاقات الأمريكية-الخليجية، سترث إدارة هاريس إطار عمل راسخ للمضي قدماً، ومن غير المرجح أن تتخلى عنه.
ادعمنا
من خلال تفحصها الدقيق للقوى التي تعمل على تشكيل المجتمعات الخليجية والأجيال الجديدة من القادة الناشئين، يعمل معهد دول الخليج العربية في واشنطن على تسهيل حصول فهم أعمق للدور المتوقع أن تلعبه دول هذه المنطقة الجيوستراتيجية في القرن الحادي والعشرين.