من المقرر أن يتم افتتاح واحد من أكبر الأحداث الدولية في العالم منذ بداية جائحة فيروس كورونا، بعد أن طال تأجيل إكسبو 2020 دبي – أول معرض عالمي يقام في الشرق الأوسط أو شمال أفريقيا أو جنوب آسيا – سيتم افتتاحه أخيرًا في 1 أكتوبر/تشرين الأول، ويستمر حتى 31 مارس/آذار 2022. وسوف يضم هذا المعرض الهائل أجنحة مخصصة لـ 192 دولة، وهو العدد الأكبر في تاريخ المعارض، ويستضيف عشرات المشاركين في مجال التجارة والمؤسسات، مثل طيران الإمارات ومجلس التعاون لدول الخليج العربية. سيجمع ما بين العروض الموسيقية والمنشآت الفنية وأكثر من 200 مطعم، وسيتضمن ما يصل إلى 60 عرضًا وفعالية يوميًا. وتحت مظلة الفكرة الرئيسية للمعرض “كيفية تواصل العقول وصنع المستقبل”، سينطلق المعرض لاستكشاف القضايا العالمية التي سيتم تقديمها خلال 10 أسابيع مخصصة للمواضيع الهامة، بما في ذلك “المناخ والتنوع البيولوجي” و”المعرفة والتعلم” و”الفضاء”.
في حين أن إكسبو 2020 دبي يعد حدثًا عالميًا، إلا أنه سعى إلى تعزيز المشاركة المحلية من خلال المبادرات التي تركز على ادماج الشباب الإماراتي والشباب من المقيمين. يهدف إكسبو 2020، من خلال آلاف الفرص للمتطوعين والبرامج التعليمية المختلفة في المدارس المحلية، إلى ترك أثره على مواطني الإمارات والمقيمين فيها ليدوم طويلاً على امتداد حدوث الفاعلية. تحدث معهد دول الخليج العربية في واشنطن مع شباب إماراتيين من المشاركين في المعرض للتعرف على ما يقومون به، وما الذي دفعهم للمشاركة في إكسبو 2020. بالنسبة للكثير منهم، فإن العيش في بلد ينضم إلى مصاف المعارض العالمية التاريخية يعني حقًا كل شيء في العالم.
المعارض العالمية: الماضي والحاضر
من المعتقد أن أول معرض عالمي أُقيم في بريطانيا العظمى عام 1851 كمعرض دولي لتعرض الدول أحدث ابتكاراتها التكنولوجية وتعزيز التبادل الثقافي، وجلب سبل التسلية والترفيه من جميع أنحاء العالم إلى الجماهير المحلية. كما هو الحال مع الكثير من المعارض السابقة، التي سلطت الضوء على التطورات الصناعية، مثل عجلات فيريس والمحركات البخارية، ومواد البناء إلى جانب الأجنحة الثقافية والفنية، فإن إكسبو 2020 دبي سيعرض التطورات التكنولوجية في مجالات مثل السفر الجويوالذكاء الاصطناعيوالرعاية الصحية، مع تمكين الزوار في الوقت نفسه من الغوص بأنفسهم في التاريخ والثقافات الغنية لكل بلدان العالم تقريبًا.
كما تُعرف المعارض أيضًا بما تحويه من إبداعات معمارية متميزة. مثل كريستال بالاس في لندن (1851)، وبرج إيفل في باريس (1889)، والإبرة الفضائية في سياتل (1962)، وبايوسفير في مونتريَال (1967) وجميعها تمثل معالم وطنية أو حضرية، ومن بين الاختراعات التي ظهرت لأول مرة في المعارض غسالات تنظيف الأطباق الأوتوماتيكية والسحابات (شيكاغو 1893)، والأشعة السينية وأكواب الآيس كريم (سانت لويس 1904)، وأفلام آي ماكس IMAX (أوساكا 1970). وفي هذا التاريخ من الفن المعماري الضخم، يساهم إكسبو 2020 دبي بـ قبة الوصل، وهي أكبر سطح محدب بـ 360 درجة في العالم، صممته الشركة الأمريكية أدريان سميث + وجوردون جيل (Adrian Smith + Gordon Gill). تشير قبة الوصل، التي تعني The Link أو connection باللغة الإنجليزية، إلى دور القبة كنقطة محورية فضائية تربط “البتلات” المحيطة ومناطق الأفكار الثلاثة الخاصة بالحدث: منطقة التنقل (باللون الأزرق) ومنطقة الاستدامة (باللون الأخضر) ومنطقة الفرص (باللون البرتقالي). في كل منطقة من هذه المناطق يمكن للزوار معرفة المزيد حول كيفية تأثير هذه المفاهيم على التقدم البشري والتنمية المجتمعية وكيف تواصل تشكيلها للعالم.
إلى جانب الموقع الجغرافي للمعرض في جنوب شرق دبي، سوف يوفر إكسبو 2020 دبي منصات لتبادل الأفكار، وتشمل هذه المبادرات: المجلس العالمي، وهو منتدى لقادة الفكر لمعالجة القضايا العالمية الملحة، وبرنامج أفضل الممارسات العالمية، الذي يسلط الضوء على المشاريع من جميع أنحاء العالم التي قدمت حلولاً إبداعية للتحديات التي تواجه المجتمعات المختلفة، وبرنامج إكسبو لايف الذي يوفر الدعم المالي للمبادرات التي تعتبر ذات تأثير إيجابي على المجتمعات والبيئة.
الشباب الإماراتي يتولى زمام المبادرة
في حين أن دبي تستضيف حدثًا عالميًا، فقد سعت لإشراك الشباب الإماراتيين والمقيمين في الإمارات، ليتمكنوا من تحقيق أقصى فائدة ممكنة من مزايا العيش في المدينة المضيفة. على سبيل المثال، دعا برنامج المتطوعين المواطنين والمقيمين من جميع أنحاء البلاد ليكونوا بمثابة العمود الفقري للقوى العاملة في المعرض وكسفراء لدولة الإمارات، انطلق البرنامج في أكتوبر/تشرين الأول 2017 في فعالية العد التنازلي ومدتها ثلاث سنوات في حي مساكن شاطئ جميرا بدبي، وقد أشرك البرنامج في البداية مواطني الإمارات والمقيمين فيها في جلسات العصف الذهني للمساعدة في تحديد الدور المركزي للمتطوعين خلال المعرض.
محمود القاضي، طالب جامعي إماراتي متطوع في إكسبو 2020، وصف طبيعة شعور من يكون من المدينة التي تستضيف مثل هذا الحدث الكبير، حيث قال، “إنه مثير! لقد تم الترويج له كثيرًا خلال العام الماضي، ويشاركنا في هذا الحماس أفراد أسرتي، الذين هم من موظفي العمليات في المعرض. لقد كان موقع المعرض مشروعًا تطويريًا ضخمًا، وكم كان رائعًا أن نراه جميعًا يتحقق في نهاية المطاف”.
كما أخبرنا محمود عن دوره، “سأعمل كقائد متطوع في منطقة الفرص، حيث سأشرف على حوالي 10 متطوعين… سيتولى المتطوعون مهمات عبر الأجنحة والساحات الخارجية في المنطقة، وكذلك سيتم تدويرهم عبر هذه المهمات أثناء تناوبهم، وسأكون هناك لمساعدتهم في أي شيء يحتاجون إليه ولضمان تنقلاتهم بشكل سلس. وبطبيعة الحال، إذا وجد لدى الضيوف أو المتطوعين أي أسئلة أو مخاوف، فسيكون من واجبي محاولة مساعدتهم بأي طريقة ممكنة أو تمرير الأمر لشخص أكثر كفاءة للاهتمام بالمشكلة”.
ولما كان على وشك إكمال دراسته الجامعية، قال محمود إن وجود معرض إكسبو 2020 في مسقط رأسه قد ساعده على تشكيل أهدافه المهنية الخاصة، “بالنسبة لي، كان المعرض فرصة للاطلاع على مجموعة متنوعة من المشاريع والصناعات الدولية، ولا سيما في مجالي التكنولوجيا والأعمال التجارية التي ألهمتني لمتابعة مجالات معينة. بصفتي مهندسًا في طور التدريب، فهذه تجربة رائعة لا تتكرر كثيرًا. إن الحجم الهائل للمساحة، إلى جانب اهتماماتي الأكاديمية والمهنية، هو ما زاد من شغفي للحصول على دورٍ في هذا المعرض”.
يشترك برنامج المتطوعين مع شرطة دبي وشركة الاتصالات في تدريب المتطوعين على مهارات الاتصال والإدارة وإجراءات السلامة في مواجهة فيروس كورونا، والتجول في موقع المعرض الفسيح. يتعلم المتطوعون أيضًا تاريخ المعارض في جميع أنحاء العالم، وكيفية ضمان أمن الفاعلية وشموليتها، والثقافة والوعي الثقافي الإماراتي، وأساسيات لغة الإشارة. تشمل الأدوار التي يلعبها المتطوعون مجموعة من الأنشطة في جميع أنحاء موقع المعرض، بما في ذلك الترحيب بالضيوف البارزين، والعمل كنقاط التواصل الأولى مع زوار إكسبو 2020، وتقديم الدعم الفني واللوجستي للفعاليات اليومية. سوف يكرس أعضاء برنامج المتطوعين ما يزيد إجمالاً عن 16 مليون ساعة بهدف ضمان نجاح الحدث.
بالإضافة إلى المتطوعين، وظف إكسبو 2020 أيضًا مئات الآلاف من الأفراد لشغل وظائف في مجالات التسويق والعمليات والإعلام والترفيه والضيافة والإطعام. انضمت لطيفة خوري إلى فريق مركز إكسبو الإعلامي كمنتج مساعد بعد فترة وجيزة من تخرجها بدرجة البكالوريوس في الإعلام الجديد والأفلام. عندما سُئلت عن العمل في المعرض، قالت، “إنها وظيفة الأحلام الأولى. أنا أعمل على واحدٍ من أكبر الأحداث الدولية الجارية حاليًا، لذلك يبدو الأمر في غاية السريالية والخيال أن أكون جزءًا من هذا الحدث وأن أعمل يوميًا في موقع المعرض”.
تقول لطيفة، وهي تشارك تجربتها في العمل في أجنحة المعرض، “كما أنني أتعلم الكثير عن البلدان الأخرى أيضًا، يقع جناح سورينام مقابل مكتبنا في منطقة الاستدامة، ونظرًا لأنني أمرُّ به يوميًا متوجهةً لعملي، فقد أثار فضولي. كنت أبحث عن بلدان لم أكن أعرفها جيدًا، وتعلمت الكثير عنها بهذه الطريقة. من الواضح أن هذا الجناح هو واحد من عدد لا بأس به من الأجنحة التي صممها الطلبة! لقد أبهرني ذلك حقًا”.
فكرت لطيفة مليًا في تجربتها على اعتبار أنها وافدة جديدة إلى سوق العمل، “من الطبيعي أن تكون رحلتي مع إكسبو 2020، التي بدأت قبل بضعة أسابيع فقط، وتستغرق 6 أشهر، مكثفة للغاية حتى الآن. يعمل مركز إكسبو الإعلامي كحلقة وصل بين الحدث والمنابر الإعلامية الدولية، لذلك عندما نقدم محتوى للمجتمع الدولي، فإننا نساهم في رسم صورة معرض دبي وبلدنا في عيون العالم”.
إشراك مدارس الإمارات في إكسبو 2020
هنالك مبادرة أخرى تستهدف مشاركة الشباب وهي برنامج إكسبو للمدارس، الذي يزود أعضاء هيئة التدريس في جميع أنحاء البلاد بالموارد للطلبة وفرص المشاركة التي تتوافق مع موضوعات الحدث. ويشمل ذلك التحديات التفاعلية، ومختارات من حكايات الأطفال التي تميز العديد من البلدان المشاركة، وتنظيم الرحلات المدرسية إلى موقع المعرض. على سبيل المثال، يدعو برنامج نشيد الوصل الطلبة للمشاركة في ورشات عمل الأوبرا التي تنظمها الأوبرا الوطنية الويلزية، وتعرض مقطعًا من 30 دقيقة من أول أوبرا إماراتية، وهي “الوصل” للملحن الأمريكي محمد فيروز. سيغني الطلبة جنبًا إلى جنب مع أوركسترا محترفة عند افتتاح المعرض ويقدمون عروضًا دوريةً طوال الحدث.
توضح مريم الشحّي، هي سفيرة طلابية من جامعة نيويورك أبوظبي، سبب انضمامها إلى فريق إكسبو 2020، “لطالما كنت متلهفة للعمل كحلقة وصل بين زملائي والمبادرات الأكبر. إلى جانب اهتمامي بلقاء مجموعة متنوعة من الأشخاص المتحمسين، كان يدفعني الفضول. كان العالم بأسره يترقب معرض إكسبو 2020، وكان لدي فضول لمعرفة المزيد عن الأنشطة التي تجري خلف الكواليس، وكيفية المشاركة كامرأة إماراتية شابة تمثل جامعة نيويورك أبوظبي… أتطلع بشوق، حقًا، لرؤية ما كنت أحلم به في المدرسة الإعدادية يصبح حقيقة واقعة”.
كسفيرة طلابية، ساعدت مريم في تنظيم العديد من ليالي إكسبو 2020 في جامعة نيويورك أبوظبي، وذلك بهدف “إحضار معرض إكسبو 2020 إلى الحرم الجامعي”. وقالت، “لقد تبادلنا المعلومات والحقائق الممتعة حول المعرض مع الطلبة وعرضنا مقاطع فيديو وصور وأحدث التطورات في المعرض لتحفيز الطلبة في الحرم الجامعي ليتمكنوا من المشاركة في إكسبو 2020”. ستقوم مريم أيضًا بتنسيق الوصول والمواصلات لطلبة جامعة نيويورك أبوظبي. قالت وهي تترقب بداية الحدث، “أنا متحمسة أيضًا لمقابلة أُناس من جميع أنحاء العالم، وخاصة الشباب والتعلم منهم. أنا أتعلم بالفعل بعض اللغات وأمارسها مع زملائي في جامعة نيويورك أبوظبي، لكنني انتظر بفارغ الصبر استخدام هذه المهارات مع الزوار في المعرض”.
ما بعد المعرض
حظي فن العمارة والمشاركة الدولية في إكسبو 2020، إلى جانب مخططات إعادة استخدام موقع المعرض بشكل مستدام لصالح مشروع دستركت 2020 (District 2020)، باهتمام كبير في الأشهر التي سبقت إكسبو 2020 دبي. لكن إشراك الكثير من سكان الإمارات، من خلال البرامج التطوعية والتعليمية أو كزوار، سيكون أيضًا جزءًا من هذا الإرث. وسيكون الشباب، الذين سيتشكل جزء كبير من مستقبلهم من خلال النقاشات التي ستجري في إكسبو 2020، طرفًا رئيسيًا في تجاوز تحديات الحاضر وبناء مستقبل مستدام يمكن أن تسود فيه الروح العالمية.
سيقوم دونالد ترامب بعمل تحولات غير مسبوقة في السياسة الأمريكية بتحديه للأعراف الديمقراطية والتقاليد الدستورية والقانونية في المشهد السياسي الأمريكي، بما يؤثرعلى شكل ودعائم النظام السياسي الأمريكي.
من غير المرجح أن تتمكن أرامكو من الحفاظ على سياستها الحالية في توزيع عائدات الأسهم في ظل غياب انتعاش قوي في عائدات النفط. وقد يؤدي تخفيض الأرباح الموزعة إلى آثار سلبية على الأوضاع المالية للحكومة وصندوق الاستثمارات العامة.
عودة ترامب إلى البيت الأبيض ستخلق خطوط تماس وتوتر داخلية يمكن أن تؤدي إلى توترات اجتماعية وسياسية جديدة. إضافة إلى خطوط تماس أخطر خارجياً، قد تزج الولايات المتحدة في حرب تجارية مع الصين.
ادعمنا
من خلال تفحصها الدقيق للقوى التي تعمل على تشكيل المجتمعات الخليجية والأجيال الجديدة من القادة الناشئين، يعمل معهد دول الخليج العربية في واشنطن على تسهيل حصول فهم أعمق للدور المتوقع أن تلعبه دول هذه المنطقة الجيوستراتيجية في القرن الحادي والعشرين.