إن توقيع اتفاقية العلا، التي أنهت أزمة مجلس التعاون لدول الخليج العربية، قد يسمح، في نهاية المطاف، للدول الخليجية بتأسيس نظام أمني إقليمي، وهو المسعى الذي في طور الإعداد لعقود من الزمن.
يبدو أن الاتفاق الذي عمل على رأب الصدع مع قطر قد ساهم في تخفيف بعض التوترات الإقليمية، ولكن هل سيكتب الاستمرار لروح التعاون هذه؟
تكمن طموحات ولي العهد السعودي محمد بن سلمان الشبابية خلف الدخول - والخروج - من المواجهة القطرية.
على الرغم من المصالحة بين قطر والدول المجاورة، إلا أن مجلس التعاون لدول الخليج العربية بعيد كل البعد عن الوحدة، ومن الصعب معرفة إلى أين يتجه المجلس من الآن فصاعدًا.
تسللت مظاهر الصراع الخليجي تدريجياً إلى شمال أفريقيا على مر السنين، وتفاقمت الانقسامات في العديد من الدول نتيجة للديناميكيات السياسية والاجتماعية-الاقتصادية الداخلية لهذه الدول.
سوف تكون المكاسب الاقتصادية المرتبطة بالمصالحة الخليجية ضيقة ومحدودة، وينبغي تسخير أي زخم اقتصادي للتعامل مع التحديات التي تواجه المنطقة على المدى البعيد.
لماذا أصرت قطر على اتباع سياسات غالباً ما يكون لها مثل هذه التداعيات السلبية على علاقاتها مع أقرب جيرانها؟
في الوقت الحالي، تعتبر جميع الأطراف تقريباً منتصرة، ولكن يبقى احتمال مواجهة ثالثة لمجلس التعاون الخليجي وارداً.
بينما تشتد المنافسة الإقليمية في جميع أنحاء الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، من المرجح أن تصبح تونس شرخاً استراتيجياً آخر.
مع وصول مسارات الأمن القومي الإيرانية الواضحة إلى طريق مسدود، ربما لا يبقى أمام إيران أي خيار سوى الانكفاء على نفسها لمعالجة مشاكلها الداخلية في ظل سعيها لتخفيض التصعيد مع الخصوم، والحد من مساعيها لتحقيق نفوذ إقليمي.
تعرف على المزيدمن خلال تفحصها الدقيق للقوى التي تعمل على تشكيل المجتمعات الخليجية والأجيال الجديدة من القادة الناشئين، يعمل معهد دول الخليج العربية في واشنطن على تسهيل حصول فهم أعمق للدور المتوقع أن تلعبه دول هذه المنطقة الجيوستراتيجية في القرن الحادي والعشرين.
تعرف على المزيد