ملخص تنفيذي
ازدادت كثافة علاقات تركيا مع دول الخليج العربية، في الوقت الذي برزت فيه أنقرة وبعض دول الخليج العربية -المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وقطر – بثبات لتحتل مركز الصدارة الإقليمية، في حين تلاشت، بشكل لافت، مراكز القوى العربية التقليدية، مثل القاهرة ودمشق وبغداد.
فيما يتعلق بتركيا، يعد التدخل في العالم العربي جزءاً من أجندة دولية تتطور تدريجيًا، وقد تحولت بشكل كبير، حاليًا على الأقل، بعيدًا عن أوروبا نحو منطقة أوراسيا والشرق الأوسط. يطمح بعض الأتراك، المقربين من الرئيس رجب طيب أردوغان وحزب العدالة والتنمية الحاكم، صراحةً لاستعادة بلادهم دور القيادة السياسية والدينية، الذي كانت تتمتع به الإمبراطورية العثمانية في الماضي، خاصة في العالم العربي ذي الأغلبية السنية. ولكن هذه الطموحات بالتحديد هي التي غذت التوترات المتزايدة مع بعض دول الخليج العربية، وخاصة المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، فهم ينظرون إلى طموحات أنقرة الإقليمية على أنها سعيٌ حثيث لقيادة كتلة إقليمية ذات توجه إسلامي سُني. كما يخشون عودة الهيمنة التركية، وما تزال المملكة العربية السعودية، بالذات، تضمر استيائها من الصراعات الماضية مع الإمبراطورية العثمانية.
على النقيض من ذلك، تعززت العلاقات بين قطر وتركيا، لأن مقاطعة كل من المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة والبحرين، إلى جانب مصر، عملت على عزل الدوحة في منطقة الخليج. فأصبحت كل من أنقرة والدوحة الآن من بين أقرب الحلفاء، الأمر الذي أجَّجَ شكوك دول الخليج العربية الأخرى. وقد ظهرت هذه التوترات بشكل جلي في أعقاب مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي في القنصلية السعودية في اسطنبول.
بالنسبة للمستقبل المنظور، يبدو أنه من المرجح أن يستمر التوتر بين تركيا ودول الخليج العربية، وحتى التقارب بين قطر ودول المقاطعة قد لا يفعل الكثير لتهدئة الوضع. وعلى الرغم من مجالات التعاون المحتملة، بما في ذلك الحد من نفوذ إيران في المنطقة، من المرجح أن تبقى تركيا ونصف دول الخليج العربية على الأقل على طرفي نقيض في السنوات المقبلة.
اقرأ الدراسة كاملة بالإنجليزية