جمعية الريادة الشبابية هي منظمة لا تتوخي الربح في البحرين، أسستها مجموعة من البحرينيين الشباب الذين التقوا على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر” في كانون الأول/ديسمبر 2011.
جمعية الريادة الشبابية هي منظمة لا تتوخي الربح في البحرين، أسستها مجموعة من البحرينيين الشباب الذين التقوا على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر” في كانون الأول/ديسمبر 2011. وتهدف الجمعية إلى رفع أصوات الشباب وزيادة فرص العمل لهم ودعم رواد الأعمال. وتدير الجمعية عدة برامج تدريب تتناول شتى المجالات، من تحقيق التواصل بين الشباب والمجلس الوطني البحريني، وتنمية مهارات الإبداع وريادة الأعمال للشباب الطموحين، كما وتقديم الإرشاد الأكاديمي للتنمية المهنية.
أُجريت هذه المقابلة مع أميرة محمود، منسقة برنامج “فرصة” لريادة الأعمال؛ وأحمد الدرزي، أحد المؤسسين ورئيس شؤون العضوية؛ وسعود البوعينين، أحد المؤسسين ونائب الرئيس.
معهد دول الخليج العربية في واشنطن: هل يمكنم إطلاعنا على كيفية نشأة جمعية الريادة الشبابية من النقاشات على “تويتر”؟
سعود: في كانون الأول/ديسمبر 2011، انتشر وسم على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر” في أوساط الشباب البحرينيين الذين كانوا يتناقشون في مختلف المسائل التي يواجهونها. وكان القسم الأكبر من تلك المسائل يتعلق بالتعليم والوظائف والسياسات العامة. شاركتُ في النقاش وسألتُ الجميع: “بدلًا من طرح المسائل والتذمّر فسحب، لمَ لا نتناقش في الحلول؟”. وأفضى النقاش إلى الكثير من الحلول الذكية، فتواصلت مع بعض من أكثر المشاركين نشاطًا، والتقينا شخصيًا وبحثنا في كيفية حل هذه المسائل وتطبيق الحلول التي توصلنا إليها. وطوال الشهرين الثلاثة أو الأربعة اللاحقة، أقمنا ورشة عمل للتخطيط، ثم قررنا تأسيس جمعية الريادة الشبابية كأول منظمة غير حكومية في البحرين تُعنى بالتنمية المهنية لدى الشباب.
معهد دول الخليج العربية في واشنطن: ما هي التحديات الأساسية التي يواجهها الشباب البحريني حاليًا في نظركم؟
أميرة: الحصول على فرص عادلة لإيجاد وظيفة أو منصب في سوق العمل.
سعود: تتمثل التحديات الأساسية التي يواجهها الشباب في تولي مناصب القيادة. يتأثر مجتمعنا كثيرًا بوسائل التواصل الاجتماعي والتكولوجيا… بفضل العولمة، ينظر الشباب إلى أمثلة عن القيادة الشبابية في بلدان أخرى ويتطلعون إلى لعب الدور عينه. قد يشكل ذلك تحديًا لهم.
أحمد: أعتقد أن الشباب لا يعرفون كيفية إيصال صوتهم إلى من يشغلون مناصب صنع القرار – في الحكومة أو في المجلس الوطني – ولا يعرفون كيفية تحديد قنوات التواصل أو التعبير عن آرائهم. لهذا السبب، نحاول تشجيعهم على رفع صوتهم لكي يسمعهم النواب.
معهد دول الخليج العربية في واشنطن: يركز برنامج الشباب البرلماني على جمع الشباب مع النواب البحرينيين في منتدىً مفتوح. برأيكم، ما الفائدة التي يحصّلها كل من الطرفين من هذا البرنامج؟
سعود: برزت فكرة هذا البرنامج خلال نقاش في كانون الأول/ديسمبر 2011. كان الناس يتذمرون من خدمات الدولة وغياب السياسات العامة الجيدة وقيمة المجلس الوطني ودوره. لذا، قررنا إقامة أول منتدى مفتوح للشباب والنواب. وقد دعونا عدة نواب وفتحنا المنتدى أمام الجمهور، من دون الحاجة إلى التسجّل. واقترحنا بضعة مواضيع تتعلق بالبيئة والتعليم والسكن، وكان النقاش مفتوحًا، ولكننا لاحظنا بعد المنتدى أن الكثير من الشباب يفتقرون لمهارات التحدث علنًا لجهة تكوين آرائهم والتعبير عنها. لذا، أعدينا تقريرًا حول “الدروس التي تعلمناها” بعد المؤتمر، وبناءً على ذلك، أطلقنا برنامج الشباب البرلماني. يستمر هذا البرنامج طوال السنة ويتعلم المشاركون فيه عدة مهارات في القيادة والتفاوض وصنع القرارات، ويتدربون على خوض النقاشات حول طاولة مستديرة. وفي ختام البرنامج، نقيم منتدىً مفتوحًا مع النواب. نحن نحاول سدّ الفجوة بين الشباب والمجلس الوطني لكي يتمكن الشباب من التعبير عن آرائهم ولكي يتفهم النواب حاجات الشباب أكثر من ذي قبل.
أحمد: قال لنا النواب إنهم يعتبرون أن المنتديات مفيدة، كما يقول الشباب إن النواب يساعدونهم كثيرًا. لقد شهدنا نشأة شبكات تواصل بين النواب والأعضاء الشباب، وهم يستمرون بالتفاعل مع بعضهم البعض حتى بعد ختام الطاولا المستديرة التي نقيمها.
معهد دول الخليج العربية في واشنطن: بمعزل عن تدريب الشباب للتفاعل مع المجلس الوطني، ما هي برأيكم الطرق الأخرى التي تمكّن الجمعية الشباب من خلالها؟
أميرة: إحدى الطرق هي عبر برنامج ريادة الأعمال لدينا. فدولة البحرين تتمتع بمناخ ريادة أعمال ممتاز لإطلاق المشاريع الجديدة، ولكن الناس لا يحصلون على الإرشاد المناسب، وهذا ما دفعنا إلى تطوير مفهوم برنامج “فرصة” لريادة الأعمال. إنها السنة الثانية التي نطبق فيها برنامج “فرصة”، ويمكنكم تلمّس نتائجه من الآن. في السنة الأولى كانت أفكار الشباب بسيطة بعض الشيء، ولكن الأفكار هذه السنة مثيرة للاهتمام ويريد الناس حقًا بذل قصارى جهودهم في البرنامج. ونحن نقدم الجوائز، ولكننا لا نكشف عنها لأننا نريد أن يركز المشاركون على التعلم وعلى تطوير أعمالهم. المشاركون متفائلون بالبرنامج، كما أن مناخ ريادة الأعمال في البحرين سيسير به إلى مستويات جديدة في السنوات المقبلة.
أحمد: تهدف بعض البرامج التي ننفذها إلى تمكين الشباب عن حق. ويُدعى أحدها “طموح”، ويتضمن زيارة المدارس الثانوية والتحدث مع الطلاب حول كيفية اختيار الاختصاصات والمهن وكيفية بناء مستقبلهم. ويقدر الطلاب كثيرًا هذا التواصل معهم، لأن الكثيرين من بينهم لا يعرفون كيفية بناء مستقبلهم واختيار مجال الدراسة المناسب. ولدينا برنامج آخر يُدعى “أجيال”، وهو مخصص لأعضاء جمعية الريادة الشبابية. لن نبقى نحن، مؤسسو الجمعية، إلى الأبد هنا، وبالتالي فإننا نبحث عن أشخاص يمكنهم متابعة عملنا بعد أن نرحل. نحن نرسلهم للتحدث علنًا وللمشاركة في برامج الراديو أو في الصحف، وندفعهم لتمثيل الجمعية ونشجعهم على التعبير عن آرائهم لكي يكتسبوا المعرفة والثقة بالنفس ويتمكنوا من قيادة الجمعية في المستقبل.
سعود: يتمثل أحد أهم التحديات التي يواجهها الشباب في اعتمادهم على الدولة، فالمشكلة هي أنهم يتوقعون دائمًا أن تحلّ الدولة مشاكلهم، ويعتمدون عليها أكثر مما يجب. لذا، فما نقوم به نحن يعزز قدرات الشباب لأننا ندفعهم إلى الإيمان بأنفسهم. نحن ندفعهم إلى الإيمان بمنظمات المجتمع المدني، ولدينا الكثير من هذه المنظمات في المجتمع البحريني وهي حق يكفله الدستور، فلمَ لا نستفيد منها؟ نريد للشباب أن يصبحوا مستقلين في أي قرار يتخذونه، أكان أكاديميًا أو مهنيًا أو سياسيًا أو اجتماعيًا. نحن لا نرفض أبدًا الأفكار الجيدة، بل نشجع الشباب على تنفيذها ونأمل في أن يتعلموا من تجربتهم كيف يصبحوا قادة مستقلين. نريد أن نبني الثقة بين الشباب والمجتمع المدني والمنظمات غير الحكومية، لأن الأخيرة جزءٌ لا يتجزأ من المجتمع. لدينا الدولة من جهة، والقطاع الخاص من جهة أخرى، والمنظمات غير الحكومية التي تتواصل مع الطرفين. قد لا تكون هذه المهمة سهلة، ولكنها ليست مستحيلة. نحن نختبرها وحتى الآن، ثبت أننا على حق والحمد لله.
معهد دول الخليج العربي في واشنطن: كيف استجاب الناس للبرامج التي تقدمونها وما هي بعض النتائج الملموسة التي حققتموها؟
سعود: أحد ردود الفعل التي نتلقاها دومًا يتعلق بطبيعة الجمعية القائمة على العمل التطوعي حصرًا، كما قالت أميرة. لا يتلقى أي منا أجرًا، ونحن ننجز هذه الأنشطة بعد دوام العمل. يسألني الكثير من الناس: من يدعمكم؟ من هو قائدكم ولكن الوضع مختلف عندنا؛ ليست لدينا أي شخصية عامة كراعٍ للمجتمع. تشكل العلاقات التي نبنيها مع أعضاء مجتمعنا أهم عوامل نجاحنا، بالإضافة إلى أننا نستمع حقًا للشباب ونعطيهم ما يريدون. نحاول أن نساعدهم على حلّ المشاكل بأنفسهم. وبهذا المعنى، الوضع مختلف عندنا.
أميرة: يقول لي الناس دائمًا إنهم لم يكونوا على دراية بمنظمة في البحرين تقوم بما نقوم به. هذا أمر جديد في المجتمع، ويظن الناس بادئ الأمر أن عليهم الدفع للمشاركة في برامجنا، ولكنهم يُفاجؤون عندما يدركون أنها مجانية وأننا نقوم بها بعد دوام العمل أو خلال عطلة نهاية الأسبوع.
أحمد: لقد اكتسبنا مصداقية لدى الدولة، وهي تذكرنا كمثال وتدعونا إلى تمثيل البحرين في الخارج. هذا دليل على الثقة التي نحظى بها من المجتمع والحكومة نفسها. ونحن نحاول الارتكاز على ذلك وتوسيع مقاربتنا.
سعود: نفتخر بأن الشباب هم من يختارون المواضيع المقررة للمنتدى المفتوح. ويسرنا القول إن أحد المواضيع التي ناقشناها هذا العام في المنتدى المفتوح مع النواب أصبح مشروع قانون، وقد أُحيل حاليًا إلى المجلس الوطني لمناقشته. وسواء أُقر أم لا، يشكل هذا المشروع إنجازًا لجمعية مدنية مثلنا، لا يتخطى عمرها السنوات الثلاث، لكنها تمكنت رغم ذلك من طرح مشروع قانون في المجلس الوطني. صدقوا أو لا تصدقوا، يبلغ الشخص الذي اقترح مشروع القانون 19 عامًا من العمر فحسب. لا أعتقد أن مجلس التعاون الخليجي قد شهد حدثًا مماثلًا في السابق.
زوروا موقع جمعية الريادة الشبابية على الإنترنت عبر الرابط الآتي: youthpioneer.org وتابعوا الجمعية على “تويتر” عبر @YouthPioneer.
عودة ترامب إلى البيت الأبيض ستخلق خطوط تماس وتوتر داخلية يمكن أن تؤدي إلى توترات اجتماعية وسياسية جديدة. إضافة إلى خطوط تماس أخطر خارجياً، قد تزج الولايات المتحدة في حرب تجارية مع الصين.
سواء فاز الرئيس السابق دونالد ترامب بالرئاسة للمرة الثانية أم لا، فإن علامته التجارية ستبقى سمة واضحة في منطقة الخليج.
ادعمنا
من خلال تفحصها الدقيق للقوى التي تعمل على تشكيل المجتمعات الخليجية والأجيال الجديدة من القادة الناشئين، يعمل معهد دول الخليج العربية في واشنطن على تسهيل حصول فهم أعمق للدور المتوقع أن تلعبه دول هذه المنطقة الجيوستراتيجية في القرن الحادي والعشرين.