أبرز النقاط
- من المتوقع أن يزداد الطلب على الطاقة بنسبة 30 في المائة من الآن وحتى العام 2040. وستزداد الحاجة إلى 70 مليون برميل/في اليوم إضافي من النفط وسوائل الغاز الطبيعي مع أخذ التراجع الطبيعي من الحقول القائمة في الحسبان.
- يقود مستهلكو ومستثمرو الطاقة عالميًا تحولًا نحو مصادر طاقة أنظف، ما يؤثر على استراتيجيات أعمال المنتجين الخليجيين الذي يزيدون استثماراتهم في أصول وبتروكيماويات قطاع المصب الدولية.
- حتى في ظل دمج مصادر الطاقة المتجددة في مزيج الطاقة العالمي، سيصبح الغاز، الذي يعتبر مصدر طاقة أنظف من النفط، مصدر وقود أساسي وموثوق لتوليد الطاقة. وفي الخليج، ستساهم عمليات التوسع الهائلة لقدرة تصدير الغاز الطبيعي المسال القطري بشكل كبير في الإمدادات العالمية. أما في دول أخرى في المنطقة، فقد تباطأ الطلب على الغاز إذ عززت سياسات إصلاح الطاقة المنافسة في أسواق الطاقة المحلية وسط تباطؤ النمو الاقتصادي.
- جاء رد سوق النفط على الهجمات التي طالت منشآت النفط السعودية في أيلول/سبتمبر خجولًا ويعود السبب جزئيًا إلى وفرة الإمدادات العالمية وتراجع آفاق الطلب على الطاقة، وليس إلى علاوة المخاطر التي كانت لتترافق عادةً مع التعثر الكبير في الإمدادات المسجل مؤخرًا حيث أن الأسعار لا تزال رازحةً تحت وطأة الضغوط. لكن هذا لا يعني انتهاء دور النفط.
الملخص التنفيذي
عقد معهد دول الخليج العربية في واشنطن مؤتمره السنوي الخامس للدبلوماسية النفطية في 2 تشرين الأول/أكتوبر 2019 بعنوان “التحديات في وجه المرحلة الانتقالية للطاقة في دول الخليج”. وقد جمع المؤتمر أصحاب مصلحة من القطاعين العام والخاص لمناقشة المشاكل التي تواجه الدول الخليجية ومنطقة الشرق الأوسط ككل بعد عام آخر على تقلب أسعار النفط وتنامي التوترات الجيوسياسية. كما تطرق المشاركون إلى التدابير التي تعتمدها الدول المنتجة للنفط، إن وجدت، من أجل إدارة عملية الانتقال العالمية إلى مصادر الطاقة المتجددة والبديلة وكيفية انعكاس هذا الانتقال على الطلب على النفط خلال العقود المقبلة.
وقبل النظر في الآفاق الأطول أمدًا لمنتجي النفط في الشرق الأوسط، لا بدّ من تسليط الضوء على بعض التطورات الفورية والقصيرة الأمد التي وفرت معلومات معمقة حول تطور مشهد الطاقة. وقد عُقد المؤتمر بعد أسبوعين فقط على الهجوم السافر على مجمع بقيق النفطي وحقل خريص النفطي في السعودية الذي تسبب بوقف إنتاج 5.7 ملايين برميل نفط في اليوم لفترة وجيزة، أي حوالى نصف إنتاج المملكة. وفي ظل توقف صادرات النفط الإيرانية عمليًا بسبب العقوبات الأمريكية، وتدهور إنتاج النفط في فنزويلا، وتقلّب الإنتاج الليبي، تراجعت الإمدادات بنحو 9 ملايين برميل/في اليوم، أي حوالى 10 في المائة تقريبًا من إجمالي الإمدادات العالمية. وبعد ارتفاع أولي لأسعار النفط بعيد الهجمات، عاد سوق النفط ليسجل تراجعًا رغم احتدام التوترات في منطقة الخليج. وكانت الزيادة الملحوظة في إنتاج النفط الصخري الأمريكي قد زعزعت استقرار السوق، ما يفسّر جزئيًا تململ السوق. وتأتت ضغوط إضافية من تراجع آفاق الطلب على الطاقة وسط توقعات بتباطؤ اقتصادي عالمي وشيك، ويعزى ذلك جزئيًا إلى النزاعات التجارية.
تجدر الملاحظة أن الخبراء المجتمعين أجمعوا عمومًا على أن الشرق الأوسط سيبقى منطقة مهمة من الناحية الاستراتيجية خلال العقود المقبلة. فمن المتوقع أن يزداد الطلب على الطاقة بنسبة 30 في المائة من الآن وحتى العام 2040. وستزداد الحاجة إلى 70 مليون برميل/في اليوم إضافي من النفط وسوائل الغاز الطبيعي مع أخذ التراجع الطبيعي من الحقول القائمة في الحسبان. أما التحدي الرئيسي الذي يواجه منتجي النفط، فيتمثل بالمنافسة الجديدة الناشئة عن مصادر الوقود التي تجذب المستهلكين القلقين حيال أثر الوقود الأحفوري على البيئة، وما إذا كان هذا الأمر سيتسبب بوصول الطلب على النفط إلى ذروته في وقت أقرب مما هو متوقع. وتباينت وجهات نظر المشاركين حيال الأثر الذي ستخلفه الزيادة في عدد السيارات الكهربائية والاتجاه نحو الكهرباء على الطلب على النفط، رغم أن الآراء أجمعت على أن استمرار الاستثمار في النفط والغاز ضروري حتى في ظل سيناريو تسارع وتيرة عملية الانتقال إلى حلول تقوم على مصادر طاقة أقل إنتاجًا للكربون.
اقرأ البحث كاملًا
نبذة عن الدبلوماسية النفطية
عقد معهد دول الخليج العربية في واشنطن مؤتمره السنوي الخامس للدبلوماسية النفطية الذي جمع أصحاب مصلحة من القطاعين العام والخاص من الولايات المتحدة ودول الخليج العربية لمناقشة التوجهات الناشئة في أسواق الطاقة والسياسة الإقليمية.
يشهد قطاع الطاقة اليوم تحوّلًا سريعًا فيما تغيّر التطورات التكنولوجية النماذج التقليدية المبنية على النفط والغاز. يستخدم معهد دول الخليج العربية في واشنطن مكانته كمصدر موثوق للتحاليل المتعلقة بدول الخليج العربية في واشنطن ليقدّم وجهات نظر خليجية إلى أسواق الطاقة والسياسة. في هذا السياق، يوفّر مؤتمر الدبلوماسية النفطية منصّة فريدة يستطيع من خلالها خبراء القطاع التفاعل مع صانعي السياسات والمحلّلين والتعمّق في كيفيّة استعداد منتجي الغاز في الشرق الأوسط لاحتمال بلوغ الطلب على النفط ذروته كما في العوامل المحرّكة السياسية الجيواقتصادية والمحلية في المنطقة.