الملخص التنفيذي
لطالما اُعتبرت منطقة شمال أفريقيا منطقة هامشية في ديناميكيات الشرق الأوسط الأوسع. ومع ذلك، فقد أصبحت اليوم موقعاً لمنافسة القوى العظمى بين الولايات المتحدة وروسيا والصين، وهي موقع أحد أكثر النزاعات العنيفة التي طال أمدها في المنطقة ومسرح للخصومات الإقليمية والخليجية العربية. بعيداً عن المصالح المتضاربة للقوى العالمية التي تدخل في السياسة الليبية وعبر شمال إفريقيا، هناك انقسامات مهمة داخل وبين بلدان المنطقة نفسها، وإرث من خطوط الصدع المحيطية، مثل نزاع الصحراء الغربية، وهو الصراع الإقليمي بين المغرب والجزائر، وانتشار الجماعات المسلحة، وعدم الاستقرار في منطقة الساحل، والانتقال السياسي غير المستقر في الجزائر، والانقسامات حول مشروع سد النهضة الإثيوبي الكبير، والمنافسة الجيوسياسية في القرن الأفريقي.
لذلك، من الضروري دراسة خطوط الصراع في منطقة البحر الأبيض المتوسط من خلال نطاق أوسع، يشمل الديناميكيات الإقليمية في الشرق الأوسط وأفريقيا، خاصة مشاركة الجهات الفاعلة الإقليمية مثل دول الخليج العربية.
تمتلك دول الخليج العربية النفوذ وتحمي مصالحها في شمال إفريقيا في المقام الأول من خلال آليات القوة الناعمة، مثل المساعدات الاقتصادية والدعم الدبلوماسي والمستويات المرتفعة، بشكل متزايد، من الاستثمار الأجنبي، وروابط الهجرة، والتعاون العسكري والدفاعي المشترك، وتنامي العلاقات المالية والتجارية. أصبح نفوذ دول الخليج العربية نقطة خلاف سياسي في السياسة الداخلية لدول شمال أفريقيا، وحصلت الأطراف السياسية التي دخلت السلطة وخرجت منها على دعم دول الخليج. تكثفت خطوط الصدع في منطقة شمال أفريقيا في أعقاب الخلافات الخليجية الداخلية، مثل الخلاف عام 2014 وخاصة مقاطعة قطر عام 2017 من قبل المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة والبحرين ومصر. ظلت الدول المغاربية مثل المغرب والجزائر وتونس محايدة رسمياً في الخلاف الخليجي، حتى مع محاولة دول الخليج المختلفة ممارسة نفوذ سياسي واقتصادي للتأثير على هذه الدول المغاربية. وضعت مصر نفسها بقوة في المحور الإقليمي السعودي الإماراتي بعد الإطاحة بالرئيس محمد مرسي، وأصبحت ليبيا بؤرة ساخنة لصراعات القوى العالمية والإقليمية.
تشترك دول الخليج العربية في المصالح الاستراتيجية مع القوى العالمية المتنافسة مثل الولايات المتحدة وروسيا والصين. ومع ذلك، فإن خطوط الصدع في شمال أفريقيا تكشف أيضاً عن توترات بين دول الخليج والحلفاء التقليديين مثل الولايات المتحدة، فضلاً عن نقاط تقارب جديدة مع خصوم الولايات المتحدة مثل الصين وروسيا. هذا الآمر يعكس الاتجاه الأوسع لدول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا للانفتاح على علاقات اقتصادية وسياسية أكبر خارج الشركاء الغربيين التقليديين، وهو ما أطلق عليه العديد من المحللين التحول شرقًا نحو مشاركة أكبر مع الصين وروسيا. تنتهج بعض دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا سياسات خارجية أكثر عدوانية، وتسعى إلى تنويع تحالفاتها الاستراتيجية مع تراجع دور الولايات المتحدة وأوروبا في الشؤون الإقليمية. ومع ذلك، وبهدف مواجهة التعدي على الوجود الروسي والصيني في المنطقة، قام وزير الدفاع الأمريكي مارك إسبر بأول زيارة له إلى أفريقيا، ووصل إلى تونس في 30 سبتمبر.
توضح هذه الورقة الديناميكيات المتغيرة للمنافسة الجيوسياسية، والصراعات الإقليمية، والسياسة المحلية في دول شمال أفريقيا، كما تسلط الضوء على ضرورة زيادة التركيز الاستراتيجي، ودعم حل النزاعات في هذا المسرح غير المستقر بشكل متزايد.
اقرأ الورقة كاملة بالإنجليزية